الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خرفان عراقية بلا صوف

محمد الرديني

2017 / 2 / 9
كتابات ساخرة


هل رأيتم خرفانا بلا صوف تتجول في شوارع بغداد؟.
اذا لم يسعفكم الحظ بهذه الرؤية فستجدون بالتاكيد شبابا مازالوا يعيشون وفي رؤوسهم اطنان من الغباء المطلق ويبان ذلك من نظراتهم الى المارة وملابسهم المهترئة ولحاهم غير الحليقة وشفاههم المفتوحة على مصراعيها.
انهم ليسوا من الميليشيات المنتشرة في اطراف بغداد وليسوا ايضا من هؤلاء الذين يؤمنون بقدسية البشر في علاج ذويهم وابنائهم (خصوصا من العمى) كما انهم ليسوا من اقارب الساكنين في المنطقة الخضراء ولا يمتون بصلة الى اولياء الخطافين.
انهم بايجاز نموذج جديد لشباب وجد الكل يسرق فارادوا ان يشتركوا معهم ولكن بطريقة اخرى فقد باتت عمليات الخطف وسرقة المحلات التجارية والسطو على البيوت واغتيال الناس تنفيذا لأوامر عليا..هذه كلها اصبحت قديمة تاريخيا ووضعت الى جانب مفردات المتحف البغدادي.
فقد سنحت لهم الفرصة حين نقل احدهم خبرا عن منّجم يفيد بوجود كنوز من الذهب والياقوت مدفونة في احد القصور الرئاسية في الاعظمية.
وبدأت التحضيرات للبحث عن هذه الكنوز.
نجحوا اولا في الدخول عبر بوابة القصر الرئاسي بعد ان اقنعوا الحارس برشوته بالف دولار مع وعد باعطائه 15% من موجودات الكنز حالما يعثرون عليه.
حارس آخر وبدلا من اتصاله بالجهات الامنية اتصل باحد اصدقائه من المنجّمين الذي اكد له صحة الخبر وبدوره نقل التأكيد الى الحفارين الذين استطاعوا آنذاك حفرمايعادل 2 كم من الارض بدأت من احد اطراف سياج الحديقة باتجاه وسطها.
زاد حماسهم وحفروا اكثر وما ان بدأوا في حفر الكيلومتر الثالث حتى نقل لهم حفار ماقالته له زوجته ليلة امس من انها رأت في الحلم قصرا شامخا وفي حديقته حفرة عميقة تظهر منها بعض الصناديق الذهبية.
ظلّ المساكين يحفرون اياما حتى اذا وصلوا الى منتصف ساحة الحديقة داهمتهم قوة امنية والقت القبض عليهم بأمر قضائي اصدره قاضي محكمة الاعظمية مصطفى سامي.
اعترف الجميع ومن ضمنهم المنجّم الذي اشار عليهم بالحفر في مكان محدد.
ويقال ان احد الحراس قد وشى بهم لتسنح له الفرصة وتكون الكنوز ملكه هو وزوجته التي لم تلبس سوارا ذهبيا طيلة حياتها.
الغريب في الامر ولكوني جاهل بشؤون القانون سمعت ان التهمة التي وجهت اليهم هي السطو على املاك الدولة.
ترى ماذا سرقوا؟.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اقصوصة
علي عدنان ( 2017 / 2 / 9 - 09:25 )
تشبه اية اقصوصة بوليسية لطيفة ولكنها حقيقية
مساكين شبابنا!! يصدقون سريعا كل مايعرض عليهم ---ومنها الطقوس او القيام بمغامرات معينة من اجل الاخرين ذوي المنظر الاسر والكاذب


2 - اخي علي عدنان
محمد الرديني ( 2017 / 2 / 9 - 19:13 )
اعدت قرائتها مرات مع التدقيق في مصدر الخبر لأني لم اصدق في البداية وجود امثال هؤلاء البشر في القرن الواحد والعشرين وتبين ان الخبر صحيح والكثير من ناسنا رجعوا الى ما وراء التاريخ ورموا عقولهم على الرصيف
تحياتي

اخر الافلام

.. كيف أصبحت المأكولات الأرمنيّة جزءًا من ثقافة المطبخ اللبناني


.. بعد فيديو البصق.. شمس الكويتية ممنوعة من الغناء في العراق




.. صباح العربية | بصوته الرائع.. الفنان الفلسطيني معن رباع يبدع


.. الأسود والنمور بيكلموها!! .. عجايب عالم السيرك في مصر




.. فتاة السيرك تروى لحظات الرعـــب أثناء سقوطها و هى تؤدى فقرته