الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


موجز عن تاريخ الحركة الشبابية وكفاحها في البحرين

فاضل الحليبي

2003 / 2 / 14
اخر الاخبار, المقالات والبيانات




 
الشباب قوى مؤثرة في المجتمع ويطّلع بادوار كبيرة ومهمة في حياة الشعوب والبلدان، والقوى السياسية والاجتماعية والدينية تعمل جاهدة على استقطاب الشباب من خلال البرامج والانشطة التي تقدم بها، ففي بلادنا البحرين شكل الشباب عصب الحركات الاصلاحية التي عرفت بها البحرين منذ مطلع العشرينات من القرن الماضي، عرف الشباب البحريني بصورة أكثر فعالية ونشاط بعد اكتشاف البترول في العام 1932 إذ تشكلت ولأول مرة الطبقة العاملة البحرينية، وقامت بالإضرابات العمالية في العام 1938 المطالبة بتحسين أوضاع العمال وتشكيل نقابة خاصة بهم وغيرها من المطالب، وكذلك في الاحتجاجات والاضرابات ضد تقسيم فلسطين في العام ،1947 وصولا إلى الحركة الاصلاحية التي قادتها هيئة الاتحاد الوطني في أعوام 1945- 56 ضد الفتنة بمبدأ "فرق تسد" الذي عمل به المستعمر البريطاني في البحرين وشكلت في الاحياء الشعبية والقرى الكشافة الخاصة بهيئة الاتحاد الوطني، وبعد العدوان الثلاثي على مصر من قبل بريطانيا وفرنسا والكيان الصهيوني وخروج بالمسيرات الغاضبة ضد ذلك العدوان، ولكن المستعمر البريطاني قمع تلك المسيرات وساق العشرات والمئات من أبناء البحرين إلى السجون والمنافي، في تلك الفترة تأسست قوى سياسية تقدمية في الخامس عشر من فبراير/شباط العام ،1955 وكان معظم عناصرها من العمال والكادحين الشباب والطلبة وجاءت انتفاضة مارس/آذار الخالدة في العام 1965 في حياة الشعب لتشكل انطلاقة أخرى لشعبنا وقواه الوطنية والتقدمية، ضد الاستعمار البريطاني وضد سياسة شركة بابكو التي قامت بتسريح ألف وخمسمائة عامل وبسبب ذلك الاجراء قام الطلبة وثانوية المنامة بالاعتصام والتظاهر لتعم البحرين تلك الاحتجاجات والتظاهرات بعد قمع الشرطة الخيالة لطلبة مدرسة المنامة الثانوية العامة للبنين، وكان الشباب قلب تلك الانتفاضة النابض، وفي أعوام 69 - 1968 حدثت اعتقالات كثيرة في صفوف مناضلي الحركة الوطنية والعمالية، فخرجت المسيرات والتظاهرات الطلابية، مطالبة باطلاق سراح مناضلي الحركة الوطنية المعتقلين، وفي تلك الفترة وتحديداً في السادس عشر من مارس لعام ،1968 تم تأسيس الاتحاد الوطني لطلبة البحرين في الداخل وصدرت له نشرة خاصة باسم "صوت الطلبة"، وبعد رحيل الاستعمار البريطاني، نالت البحرين استقلالها في الرابع عشر من أغسطس/آب لعام ،1971 ومن 71 حتى 72 كانت هناك الكثير من المسيرات العمالية التي خرجت تطالب بتأسيس النقابات العمالية وكان معظمهم من الشباب والعاطلين عن العمل.
وبعد إقرار دستور البحرين العام ،1973 جرت الانتخابات لأول مجلس وطني منتخب من قبل الشعب في السابع من ديسمبر/كانون الاول من ذلك العام، وبنشاط وعمل الشبيبة الدؤوب حققت نتائج ايجابية وكبيرة في المجلس الوطني بايصال الوطنيين والديمقراطيين إلى قبة المجلس الوطني ولاسيما ممثلي الشعب المعروفين "بكتلة الشعب" وإبان فترة انعقاد المجلس الوطني في العام 1974 تأسست الكثير من النقابات العمالية، وتأسس اتحاد الشباب الديمقراطي البحراني المعروف "بأشدب" في السادس عشر من مارس لعام 1974 بعد اندماج شبيبة جبهة التحرير مع الاتحاد الوطني لطلبة البحرين في الداخل، ذلك الاتحاد الذي فسح المجال للاتحاد الوطني لطلبة البحرين في الخارج الذي تأسس في 25 فبراير من العام 1972 ليكون الممثل الوحيد لطلبة البحرين في الداخل والخارج ونضالاته وتضحياته معروفة للجميع، تأسس اتحاد الشباب الديمقراطي البحراني (أشدب) جاد ليشكل نقلة نوعية في حياة الشبيبة البحرينية ولينظم العمل الشبابي الديمقراطي في إطار تنظيم يدافع عن حقوق ومطالب الشبيبة البحرينية ويكون صوتها المسموع داخلياً وخارجياً، وكانت نشرة مركزية تصدر في داخل البحرين باسم "الشبيبة" وأخرى تصدر في الخارج باسم "طريق الشباب" وغيرها من النشرات والدوريات، وكان صوت الشبيبة البحرينية حافلاً بالمؤتمرات والمهرجانات التي تنظم للشبيبة والطلبة في الوطن العربي والعالم أجمع وكان نشاطه واضحاً من خلال عضويته في اتحاد الشباب العربي واتحاد الشباب الديمقراطي العالمي المعروف باسم "وفدي" منذ العام ،1976 وكان نضاله مركزاً على عودة الحياة النيابية للبلاد واطلاق الحريات العامة والديمقراطية واطلاق سراح المعتقلين، والسجناء السياسيين وعودة المنفيين ومن أجل حقوق الشبيبة في العمل والتعليم الجامعي المجاني والسكن وتأسيس منظماته الطلابية والشبابية والنقابية وغيرها من المطالب التي تمس واقع الشباب وفي سبيل تلك الأهداف والمطالب تعرض مناضلوه ومناضلاته للاعتقال والمطاردة والفصل من العمل والحرمان من مواصلة الدراسة الجامعية لسنوات كثيرة، وكان "أشدب" من الشباب العاملين والمثقفين والطلبة والنساء وغيرهم من أبناء وبنات شعبنا، هذا جزء بسيط من تاريخ ذلك الاتحاد المناضل من خلال أدبياته ونشراته الصادرة في تلك الفترة.
وبعد تأسيس "أشدب" تم تأسيس بعض المنظمات الشبابية البحرينية في الخارج من الطلبة الدارسين في خارج البلاد وكان نشاطها مختصراً على الطلبة ويمكن العودة لبعض كتابات المؤسسين في الصحافة المحلية إذ ذكر ذلك عن بعض المنظمات الشبابية وأين تأسست وأهدافها. بالمقابل كان الشباب المتدين ملتزماً بمنظمات وأحزاب دينية سياسية في بداية الثمانينات، ولها برامج خاصة بالشباب وهموم وقضايا ذلك الجيل، مثلما هو الحال بالنسبة للقوى التقدمية على رغم أن "أشدب" أكد في برنامجه ونظامه الداخلي، بأنه يدافع عن الشباب البحريني بغض النظر عن المعتقدات والتوجهات والاتجاهات السياسية، وبالإمكان الانخراط في صفوفه مثلما يؤكد برنامجه أي شاب وشابة من أبناء البحرين من 14 سنة فما فوق.
نصل إلى استنتاج مفاده أن حركة الشباب في البحرين، لا تنفصل عن كفاح الحركة الوطنية والتقدمية في البلاد، وكانت مطالبها، هي مطالب الشعب، لم يكن هناك تخصص أو تحديد لأهداف معينة بقدر ما هو كيفية تحقيق تلك المطالب واللأهداف والدفاع عن حقوق ومصالح الشبيبة أينما وجدت.
في التسعينات من القرن الماضي وتحديداً في أعوام 98 - 1994 كانت الاوضاع والحوادث مختلفة، على رغم من أن المطالب هي نفسها التي رفعتها القوى الوطنية والديمقراطية والشبابية ولكن كان جيلا آخر يقود تلك الحوادث والاحتجاجات والمسيرات والتظاهرات التي اتسمت بالعنف وهو مرتبط بالعنف المضاد، كان الشباب وقوداً لتلك الحوادث ومشاركا ومنظماً، نظراً لوجود قانون أمن الدولة "سيء الصيت" الذي طبق على رقاب شعبنا وقواه السياسية لأكثر من ربع قرن اثناء المجلس الوطني وبعد حله في 25 من أغسطس من العام ،1975 وتعرض لأبشع أنواع التنكيل والتعذيب والاستشهاد والاعتقال والنفي والمطاردة والفصل من العمل، كانت حوادث كبيرة وخطيرة، لم تشهدها البلاد من قبل.
واستمر الوضع الاستثنائي حتى مجيء جلالة الملك إلى سدة الحكم في السادس من مارس لعام 1999 بعد رحيل والده أمير البلاد السابق، تغيرت الأوضاع وخلت السجون وعاد المنفيون وتم إلغاء قانون أمن الدولة، ومارست المعارضة نضالها السياسي العلني من داخل البلاد من خلال الجمعيات السياسية، حدث ذلك بعد التوقيع على ميثاق العمل الوطني في فبراير العام .2001
يبقى القول أن الشباب مستقبل هذا الوطن، والجمعيات واللجان الشبابية في البلاد إذا توفرت لها الامكانات وسهلت أمورها تستطيع أن تحقق أهدافها وبرامجها، وتبعد الشباب عن الأمور والقضايا التي لا تمس حياتهم اليومية في ظل عالم مليء بالاغراءات المادية والاستهلاكية وممارسة اساليب غريبة عن مجتمعنا، لكي يستفيد الشباب من العبر والدروس السابقة لابد من تحقيق مطالبه وحقوقه، والشباب قادر على العطاء والعمل وهناك مواهب وإبداعات شبابية رائعة في مجالات الشعر والقصة وغيرها.

فاضل الحليبي
مسئول لجنة التثقيف والإعلام في المنبر الديمقراطي التقدمي
جزء من ورقة مقدمة في ندوة "الشباب والمفهوم السياسي"
تنظيم جمعية الشبيبة البحرينية
31 يناير 2003م


 

 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أضواء قطبية -مذهلة- تنير السماء بفعل عاصفة شمسية -تاريخية-


.. النيابة العامة في تونس تمدد الاحتفاظ ببرهان بسيس ومراد الزغي




.. الجيش الإسرائيلي يعلن تكبده خسائر بشرية على الجبهة الشمالية


.. الحرب تشتعل من جديد في جباليا.. ونزوح جديد للغزيين




.. بعد الزلزال.. غضب في تركيا و-مفاجآت سارة- في المغرب