الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بمناسبة يوم الشهيد الشيوعي

جليل حسون عاصي

2017 / 2 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


بمناسبة يوم الشهيد الشيوعي استذكار إعدام قادة الحزب الشيوعي العراقي 15/14 1949.. في شباط من كل عام يستذكر الشيوعيون ومعهم كل التقدميين  وجمهرة واسعة من أبناء شعبنا ذكرى إعدام قادة الحزب الشيوعي العراقي الرفاق (يوسف سلمان يوسف،& فهد & ، حسين الشبيبي؛ صارم؛ زكي بسيم؛ حازم  ) في 15/14 1949.. أن لكل واحد من الرفاق الثلاثة دور كبير ومميز في الحركة الوطنية. وفي بناء الحزب الشيوعي. فالرفيق (صارم ) انخرط منذ بداية شبابة بالحركة الوطنية. وبعد التحاقة بالحزب الشيوعي تدرج في المواقع الحزبية إلى أن أصبح عضوا في المكتب السياسي. شارك في نضالات سياسية ومطلبية مختلفة. قدم طلبا لإجازة (حزب التحرر الوطني) عام 1946 ليكون واجهة للحزب الشيوعي. صدر له كراسان (الاستقلال والسيادة الوطنية؛ والجبهة الوطنية الموحدة) اعتقل أثناء قيادة مظاهرة جماهيرية في حزيران 1946.. اما الرفيق (حازم) فقد ساهم في النضال الوطني. وبعد التحاقة بالحزب الشيوعي تدرج إلى أن أصبح عضوا في المكتب السياسي لقدراته المتميزة في المجال التنظيمي.اعتقل يوم 18/1/1947. شارك الرفيقان في أعمال الكونفرنس الأول عام 1944 والمؤتمر الأول عام 1945 حكم عليهما بالإعدام مع الرفيق (فهد) ومما قاله الرفيق (صارم) وهو يرتقي أرجوحة الأبطال (لي الشرف أن أعدم في الساحة التي تنطلق منها مظاهرات حزب التحرر  )وقال الرفيق (حازم) وهو يرتقي منصة الإعدام (لو قدر لي أن أعود إلى الحياة مجددا لما اخترت غير هذا الطريق الذي سلكته من قبل) وأن مقولتيهما ستبقى خالدة مع الزمن تتحدث عنها الاجيال القادمة. أما الرفيق (فهد) سكرتير الحزب الشيوعي العراقي. الذي يحضى بحب واعتزاز وتقدير الشيوعيين العراقيين لدوره المتميز في تأسيس وبناء وقيادة الحزب. وللثروة المعرفية التي تركها في جميع المجالات(الوطنية /الاجتماعية /الثقافية/الفكرية /التنظيمية) ولمواقفه البطولية سواء أمام الجلادين في أقبية الأجهزه الامنية عند اعتقاله يوم/18/1 1947 / او في المحكمة وهو يحاكم النظام. او في اقدامة بخطى ثابته نحو أرجوحة الأبطال مرفوع الرأس ويردد ( الشيوعية أقوى من الموت وأعلى من أعواد المشانق)و( نحن أجسام وأفكار فأن قضيتم على أجسامنا فلن تستطيعوا القضاء على أفكارنا ) ومن المفيد هنا الإشارة إلى ما قيل عنه.. فالباحث اللبناني (حنا بطاطا ) يقول (لا أحد في الحزب كان يبزه في تجميع الناس وقيادتهم ويعترف بذلك حتى خصومة) ويقول (بهجت العطيه) مدير التحقيقات الجنائية (كانت لديه حجج قويه للاقناع؛ وعنده موهبة في تفسير الأمور بطريقة واضحة وبسيطة ) ويقول المناضل (محمد الزرقة ) الذي عاش معه سنة كاملة في غرفة واحدة /مُنظم فذ /عميق وبعيد النظر قادر على التنظير الفكري ووضع الشعارات المقبولة للمرحلة. ماهر في الطباعة. وقادر على تصليحها عند العطل؛ يعيش عيشة المتصوفين والرهبان. ويذكر (صالح الحيدري) الذي عاش معهُ في سجن الكوت(كان يظهرُ بزي العامل دائما؛ ملبسهُ بسيط؛ مثالاً للقائد الشعبي في سلوكهُ اليومي وعلاقتهُ برفاقة؛ يتفهم قضايا شعبه؛ مستوعب للنظرية الماركسية؛ معتداً بنفسهِ وبرأيه؛ جميع الذين عايشوه في السجن يكنون لهُ كل الحب والاحترام؛ ويذكرون أدق التفاصيل عنهُ ) لكل هذا سارع النظام الملكي ومن ورائه الدوائر الاستعمارية بأعدامة لأنه يشكل خطراً عليهم. وبالمقابل أحبهُ الشيوعيون واعتزوا به فهو مثال للوطني الغيور دعم(ثورة العشرين الوطنية) وقال أكثر من مرة أنها (نمت لديه حب الوطن) وشارك في جميع المؤتمرات واللقاءات التي عقدت لمعالجة أوضاع البلاد.. وذكر(أن يوم ولادته يؤرخ بيوم ارتباطه بالحركة الوطنية) وقال في المحكمة (انغمرتُ بالنضال الوطني قبل أن أكون شيوعياً. وبعدما أصبحتُ شيوعياً لم أجد ما يتنافى او يتمايز مع معتقدي الوطني. وإنما أصبحت اشعر بمسؤولية أكبر تجاه وطني) قاوم معاهدة 1930 الأسترقاقية. هيئ لاضراب عمال الأرصفة في ميناء البصرة عام 1918 وقاد الاضراب الذي تحول الى مظاهرة في الناصرية عام 1931.. ووقف الى جانب انتفاضة فلاّحي سوق الشيوخ في الناصرية عام 1935. بعد ان خطط لها مع قائد الانتفاضة  (ريسان الكاصد) كما مثلَ العراق في اجتماع الأممية النقابية الحمراء في موسكو. وفي مجال العمل الشيوعي؛ ساهم في تأسيس حلقة ماركسية في البصرة عام 1927. وأسس أخرى في الناصرية عام 1928 وكان على صلة بالحلقات الماركسية في بغداد وأغلب المحافظات وساهمَ في تأسيس (لجنة مكافحة الاستعمار) عام 1934 وتحت اشرافة عقد الكونفرنس الأول والمؤتمر الأول. وأصدر جريدة سرية للحزب بأسم (الشرارة) وأخرى بأسم (القاعدة). وعالج بشكل مبدئي الانشقاقات التي تعرض لها الحزب مطلع أربعينيات القرن الماضي. وأصدر كراس ( حزب شيوعي لا اشتراكية ديمقراطية) منطلقا من مقولة (لينين)(بدون نظرية ثورية لا يمكن أن تكون حركة ثورية) ودعا الشيوعيون إلى تثقيف أنفسهم . والتعرف على( تاريخ بلادهم وجغرافيتهُ. واديانهُ وطوائفهُ. واعراقهُ وقومياته. وعلى اقتصاده. زراعته.صناعته. ثرواته المعدنية. عاداته وتقاليده. ) ووضع قواعد تنظيم الحياة السجنية وحولها من مقابر للأحياء كما اريد لها إلى اكاديمية تُخرج المناضلين. وأصدر كراس(مستلزمات كفاحنا الوطني) الذي حدد فيه المهمات التي تجابه الحركة الوطنية. وناشد القوى الوطنية للتعاون من اجل إنجازها. وتعزيزا لهذا النهج رفع شعار (قووا تنظيم حزبكم قووا تنظيم الحركة الوطنية) ودعا المناضلون الاكراد إلى تأسيس حزب كردي جماهيري تقدمي يدافع عن مصالح الشعب الكردي؛ واستمرت سياسة الحزب الشيوعي وفق هذا التوجه طيلة تاريخه المجيد... أن الحزب الشيوعي العراقي الذي يضم في صفوفه خيرة بنات وأبناء شعبنا من مختلف القوميات والاديان والطوائف والأعراق والمناطق. يشكل هذا التنوع نموذجاً جيداً للتعايش المجتمعي. وتعتبر تجربة رائدة جديرة بالاهتمام والدراسة. وبأمكان الداعين إلى التسوية الاستفادة منها أن كانوا جادين فعلا. فالتسوية ليست مؤتمرات وندوات وخطابات استعراضية وإعلامية كما يرى البعض. وإنما قبل كلُ شيء طمأنة كل المواطنين وضمان سلامتهم وسلامة ممتلكاتهم. وعدم أشعارهم بالتهميش والإقصاء من خلال اشراكهم في صنع القرار. والتعامل معهم على اساس المواطنه وليس على اعتبارات أخرى. واعتماد معيار النزاهة والكفاءة والمهنية في المناصبْ المهمة للدولة. وتحسين العلاقة بين المركز والإقليم والحكومات المحلية. وتعزيز ذلك بقرارات وقوانين من الحكومة والبرلمان لحل المشاكل المتراكمة التي يعاني منها المجتمع وتلبية مطاليبهم المشروعة. وعلى الأحزاب السياسية والقوى السياسية جميعا ومنظمات المجتمع المدني وعموم المواطنين النهوض بدورهم في تحقيق التسوية المجتمعية من خلال الاختلاط والزيارات والتعامل التجاري ونضالات جماهيرية سياسية ومطلبية مُشتركة. وأن الجيش والاجهزة الأمنية الأخرى والجامعات العراقية التي تمثل كل الطيف الإجتماعي. والحوزة العلمية ورجال الدين على اختلاف مذاهبهم مطالبين بإنجاز هذهِ المهمة. ان سلوك هذا الطريق يقربُ علينا المسافة ويمهد ويسهل اي تسوية بين الأطراف السياسية ويكون ضامنا لها. ويغنينا عن المؤتمرات والاحتقان الطائفي وهدر الأموال الذي استمر طيلة عقد من الزمن دون فائدة تذكر. على ان يُتوج هذا الجهد بعقد مؤتمر وطني شامل تشارك فيه الأحزاب المؤسسة للعملية السياسية والمشاركة فيها بغض النظر عن مشاركتها في الحكومة أم هي خارجها وتوسيعهُ ليشمل قوى وشخصيات ومنظمات أخرى. وأن يجري تحضير جيد لهُ عبر لقاءات مباشرة وغير مباشرة  (صحافة. وأجهزة إعلام مختلفة. مواقع التواصل الاجتماعي. الاجتماعات... الخ ) على ان تتمثل مهمة المؤتمر في تصحيح مسار العملية السياسية. والتخلص من المحاصصة الطائفية الأثنية التي ادخلت البلاد في نفق مظلم. والتوجه لبناء الدولة المدنية الديمقراطية الاتحادية. وتحقيق العدالة الاجتماعية.. أن استذكار إعدام قادة الحزب الشيوعي العراقي.  لابد لنا من الاشارة والأشادة بالدور الذي لعبهُ أبناء مدينة الناصرية. هذه المدينة المعطاء التي احتضنت الرفيق فهد. وقدمت لهُ كل انواع الدعم لإنجاز مهمتهُ. فقد أحبتهُ ورضيت بقيادته والتفتْ حول الحلقة الماركسية التي أسسها عام 1928. وظلت وفيه لهُ ولافكارهُ وللحزب الشيوعي ما يقاربُ القرن. منذ دخولهُ المدينة عام 1919 ولغاية اليوم. وستظلُ كذلك في المستقبل. وقدمت خلالَ هذه المسيرة الحافلة بالبطولات والتضحيات الآلاف من خيرة أبنائها في الريف والمدينة بين شهيد وسَجين ومشرد...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بين الاتهامات المتبادلة والدعم الكامل.. خبايا العلاقة المعقد


.. الشيف عمر.. أشهر وأطيب الا?كلات والحلويات تركية شغل عمك أبو




.. هل ستنهي إسرائيل حربها في غزة.. وماذا تريد حماس؟


.. احتجاجات طلابية في أستراليا دعما للفلسطينيين




.. أصداء المظاهرات الطلابية المساندة لغزة في الإعلام • فرانس 24