الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصة حب ريفية..جا وين اهلنا..رؤية شخصية لقصة الاغنية

صالح حبيب

2017 / 2 / 10
الادب والفن


أغنية "جا وين أهلنا" اغنية عراقية جميلة، وهي من الاغاني الريفية الحزينة التي تحكي فراق حبيبين في بيئة الريف العراقي المتشددة المليئة بالظلم والنميمة ضد علاقات الحب والمحبين مهما كانت بريئة وطاهرة، كأي بيئة ريفية في الوطن العربي.
حاولت ان اجد اثرا لقصة الاغنية وأصولها ولكنني لم اجد الكثير عدا معلومة مختصرة تفيد الى أن السيدة "مريم" وهي المطربة الرائعة الراحلة، المكناة وحيده خليل، قد فقدت زوجها الذي كانت تعشقه بشغف شديد. قد سافر فجأة وهجرها ولم يعد ولم يصل لها منه اي شيء بعد ذلك ولا حتى تعرف الاسباب وكانت تلك الحادثة قد وقعت لها في الثلاثينات وبحثت عنه في كل مكان لكن لم تعرف عنه شيئا ولهذا كلماتها ليست مجرد أغنية فقط بل صادرة عن لوعة الاشتياق الحب الذي كانت تكنه له وهكذا بدت كلمات الاغنية حقيقية من القلب.
آثرت ان اروي لكم قصة الأغنية من خلال احساسي بالكلمات والاغنية ورؤيتي الخاصة لجو الاحداث الذي أدى الى كتابة هذه الأبيات الرقيقة انطلاقا من رأيي الخاص.
الاغنية تروي أحداث حبيبين من الريف العراقي فرقهم أحد الوشاة الذي كان يريد الفتاة لنفسه وحسب عادة العرب المجحفة أن من تنكشف لها قصة حب مع أحد فستكون هي وأهلها محط احتقار وإهانة من قبل العشيرة وتنتشر قصتهم بين العشائر المجاورة..واسلم لهم الرحيل عن الديرة لأن الحب عند تلك العشائر عمل مشين ومحرم بل هو عار على الفتاة وأهلها..ومن الأسلم لهم أن يرحلوا ليلا بهدوء عن الديار
ماني صحت يمه أحا جا وين أهلنا جا وين أهلنا
تئن الحبيبة بحزن وحرقة وتعاتب أهلها وتسألهم
اين أهلنا؟ أين عشيرتنا؟ أين نحن راحلون؟
ولف الجهل بالدار وأبعد ظعنا
حب الطفولة مازال في الديار ونحن يبعد بنا الركب ونرحل عنهم - الظعن هي القافلة التي تقل النساء عند الرحيل

والحبيب لا علم له بالرحيل لأنه نائمٌ تلك الليلة لا علم له بما يحصل.
فتقول لأهلها
حملتوا يا أهلي بليل والولف غافي
اسهر وخلي ينام نوم العوافي
لقد حملتم اغراضكم و خيامكم ورحلتم عن ديار المحبوب ليلا يا أهلنا
وحبيبي نائم لا يعلم بما يجري..لا يعلم برحيلي
دعوه اذن ينام ليلته نوم العوافي مرتاحا لا يعاني آلام فراقي
أي لأسهر أنا أتحمل آلام الفراق لوحدي عوضا عنه لكي لا يتألم لفراقي.
ماني صحت يمه أحا جا وين أهلنا جا وين ؟
وفي النهاية تخاطب بكبرياء من وشى بقصة حبهم و تسبب بفراقهم
يا من وشيت بنا واذعت خبرنا على الملأ الآن انك مسرور بما فعلت وتسببت بفراق حبيبين
فهل تظن انني بعد ذلك سآتي اليك صاغرة واترجاك ان ترتبط بي واتلهف لك حبا؟
يا الواشي عاد ارتاح واضحك بالفراق
حسبالك اترجاك ولحبك اشتاق
نهاية محزنة مثل كل قصص الحب الحزينة في بلاد العرب و في الأرياف تحديدا...
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* "جا " يفترض ان تكتب بحرف ال چ الريفية ولكن الصفحة لاتدعم الحروف الخاصة فاضطررت لكتابتها بالجيم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - شكراً لِ صالح حبيب، المثقف العراقي الرفيع
ليندا كبرييل ( 2017 / 2 / 12 - 08:47 )
تحية وسلاما

طال غيابك أستاذ صالح

ما أكثر ما وصلني من ميلات ، وكنت أرد عليها دوماً بعبارة:
شكراً لصالح حبيب
والميلات ليست موجهة لي بالذات وإنما تصل إلى صديق لحضرتك وهو يوزعها علينا

كتبتَ في الأدب والفن، أبحاث في التراث، الطب والعلوم، تقنية المعلومات والكومبيوتر...
في كل ما يتعلق بالثقافة كتبتَ، وأرسلت لمن لا تعرفهم فنشرت الثقافة ويعطيك ألف عافية
سأبحث عن أغنية جا وين أهلنا لأستمع إليها

تقبّل شكري واحترامي، وتقديري لجهودك العالية في نشر المعرفة بمختلف وجوهها
ودمت بخير


2 - الاستاذة العزيزة ليندا كبرييل
صالح حبيب ( 2017 / 2 / 12 - 15:29 )
شكرا لكلماتك الرقيقة استاذتنا العزيزة ليندا واشكر متابعتك لما اكتب رغم انه نزر يسير نظرا لظروف العمل والحياة المزدحمة والسريعة والتي ابعدتني بعض الوقت عن متابعة اصدارات الحوار المتمدن الرائعة.
في الحقيقة انني ومنذ يومين افكر بصدد هذا التنوع الغريب في كتاباتي الذي يتراوح مابين القصة القصيرة والنقد والتراث والتكنلوجيا وانه ليس لديَ خطٌ واضح فيها..فوصلت الى نتيجة مع نفسي انه ربما لأنني لم ارسم لي حدودا واضحة في الكتابة منذ البداية لكوني تحولت من العمل في الصحافة العلمية (الذي كانت لي فيه خطوط واضحة وهي الفلك والفضاء والخيال العلمي) ككاتب للخيال العلمي وتبسيط العلوم في صحافة الاطفال ثم اتجهت بعدها للكتابة كهاوي في المجالات المتعلقة بطبيعة هواياتي في الادب والفن والعلوم و كذلك بمهنتي الحالية في مجال التكنلوجيا
اشكرك من كل قلبي على تعليقك الجميل وانا سعيد بمتابتعتك لكتاباتي المتواضعة


3 - اغنية جا وين أهلنا للمطربة العراقية وحيدة خليل
صالح حبيب ( 2017 / 2 / 12 - 15:33 )
قد يكون القاريء العزيز يستهويه الاستماع الى الاغنية التي نتحدث عنها وارجو قبول اعتذاري عن اغفالي لأضافة رابط الاغنية مع الموضوع
واليكم الرابط على اليوتيوب
https://www.youtube.com/watch?v=JI-0u47A7F0
تقبلوا تحيتي


4 - وحيدة خليل الفنانة العراقية
ليندا كبرييل ( 2017 / 2 / 13 - 03:11 )
تحية وسلاما

شكراً على الرابط وقد استمعت إلى الأغنية الجميلة
بعد أن انتهيت من سماعها، عدت وقرأت انطباعك في هذا المقال، ثم وقفت عند الفقرة التالية

حسب عادة العرب المجحفة أن من تنكشف لها قصة حب مع أحد فستكون هي وأهلها محط احتقار وإهانة من قبل العشيرة وتنتشر قصتهم بين العشائر المجاورة..واسلم لهم الرحيل عن الديرة لأن الحب عند تلك العشائر عمل مشين ومحرم بل هو عار على الفتاة وأهلها

كيف تخلّف العرب عن زمن عنتر وعبلة، وقيس وليلى وكثير وعزة وجميل وبثينة وعروة وعفراء ...
وغيرهم كثيرون ، وتراثنا الذي يحفظ قصصا مشهورة ومعروفة في كل فترات التاريخ العربي؟؟
في تلك الأزمنة القديمة كانوا (شاقّين الأرض وطالعين) فماذا حدث للعرب فنبذوا الحب وأهانوه بهذا الشكل؟

( التنوّع الغريب) العبارة التي وردت في ت2 ،ماذا نستنتج منها إلا أنها تدل على غزارة المعرفة، والتبحّر في كل وجوه الثقافة؟

شكراً على الأغنية الجميلة وأيامكم محبة وراحة


5 - الاستاذة العزيزة ليندا كبرييل
SALIH HABEEB ( 2017 / 2 / 13 - 03:46 )
بداية اسمحي لي ان اعبر لك عن امتناني لك للاطراء الجميل الذي تفضلت به علي وهذا بالتأكيد يعد لي شهادة اعتز بها كثيرا
وفي ما ذهبت اليه عن قصص الحب الجميلة في التأرخ العربي فعلى حد علمي ان جذور الظلم الاجتماعي الذي وقع على السيدة مريم (وحيدة خليل) تمتد الى كل عشاق المشاهير في تأريخنا الحديث والذين تفضلتِ بذكرهم وكل من سمعنا عنهم عبر تأريخ العرب ولم يتبق منهم الا قصائد اللوعة والالم والحسرة
فعنترة لم يتزوج عبلته وقيس لم يتزوج ليلاه كما نعلم حتى خلدهم العرب كنجمين في السماء وقيس الآخر لم يتزوج لبنى التي هام بها عشقا وكُثير لم يتزوج عزة بل تزوجت غيره وقضت نحبها في القاهرة وهكذا بالنسبة لكل من تغنى بمحبوبته او لمن فضحته صبابته بين الناس وكل هؤلاء هم مشاهير العرب الذين تسنى لهم اذاعة قصصهم بين الناس بقصائدهم الشعرية الجميلة التي تمثل لنا اليوم كأجمل القصص التي وصلتنا ولكنها الاكثر ايلاما فما بالك بمن لم يستطع البوح بقصته وخسارته في من احبها هذا من جهة الذكور أما الحبيبات فلك ان تتخيلي موقفهن بعد ان تعرف العرب بحكاياتهن
المجتمع العربي يا سيدتي مجتمع حرب وليس مجتمع حب
تقبلي تقديري

اخر الافلام

.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال