الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن الليل و الخيل و التين و ..-شاغال-

حازم العظمة

2006 / 1 / 14
الادب والفن


محظوظ الشاعر الفرنسي،فرانسيس بونج ، الذي كتب نصا ً عن التينة .. ، هكذاكتب نصاً طويلا ًعن التينة ... لم يتهمه أحد بالـ "النهليستية" .. ، لم يتهموه بالعدمية.. "الثقافية"
، محظوظ شاغال ،الذي رسم عراة ًًًفي الطيران الليلي ، لو لم يكن فرنسيا ً لقالوا ...مجنون أو مدّعي أو يفتعل الغرابة .. و .. الغموض
، الذائقة العربية توقفت عند المتنبي، لا تتسع لأشياء تشبه شاغال أو بونج ،
لا تتسع حتى لمحمود درويش ، الذي يستمر اتهامه بالغموض و الـ .. الرفاهية...
، محمود درويش بعد أن كتب ثلاثين عاماً عن فلسطين ، ممنوع من أن يكتب عن ما يريده ، عليه أن يكتب أيضاً عن .. فلسطين ..
، أنا أيضاً ربما أحب المتنبي ، أحياناً ، و لكن بوصفه متحفاً ، أحب النواميس التدمرية أيضاً و لكن في المتحف ،لن أضعها في بيتي ، لن أتحملها في الصباح حين أذهب ، وفي المساء ، بين السامرين
، ستفسد رقة النبيذ ، ستفسد جانبية شاغال ( ما من جانبية لشاغال هنا ) .. ، كنت أستدعيها من خيالات ليلية ، من هذي ِ الجمبلة التي .. من بين الكؤوس و المائدة ،تبتسم و هي تنهض ُ

، لن يأتي المتنبي ، لن تأتي النواميسُ التدمرية، للسامرين إلا بالملل ،بالرعب ، أبياته ترنّ كخطابات مكرورة ، مشفوعة بحكمة مزيفة... ، الآن وجدت ما كنت أبحث عنه ، عن لماذا أن المتنبي يذكرني بحزب البعث ... ، كلاهما يعملان بغرام لا يهدأ للـ ..سُلطة
، كما تعمل شاحنات مرعبة بالديزل و تسوّد الهواء ورائها
مثلما الشاحنات المرعبة تسوّد الهواء و هي تنحدر من الجبال و الجبال تهوي إلى "بيروت" .. ، أو تهوي بين سنديان " كَسَب"

، ما من علاقة بين المتنبي و بيروت .. ، أو كسب
، شاغال كان ينشؤ متحفاً ما ، عابراً ، بين بيروت و فضاء هنا مشغول بـ انجرافاتِ اللون الليلي الأزرق ، تنقّطه رقع صغيرة صفراء ..
ما علاقة المتنبي بـ "الفَخار" العربي ، ثم بحزب البعث ... ، شيىء من نوع : الليل و الخيل ...و البيداء تعرفني ...
، ما هي علاقة "الفَخار " بهزائم العرب المعاصرة...
شيىء ما على غرار:
إنما الحرب كرّ ٌو فرّ ُ ... التي أضاف إليها محمود درويش : ثم فرّوا و فروا و فروا ....

أو أنظروا إلى هذه الأبيات :
فأبصرت بدراَ لا يرى البدر مثله و خاطبت بحراَ لا يرى العِبرَ عائمـهْ
غضبت له لما رأيـــت صفـــــاته بلا واصف ٍو الشعرُ تهذي طماطمه ْ
( في مديح سيف الدولة)

يحبون أن يسموه، مريدوه ، بـ " أبو الطيّب ّ" ، كأنه جارهم ، هذا النوع من " الألفة" أمقته ، كما أمقت الجيران ..
، سكنت بعيداً عن المدينة حتى لا أتعرض على الدرج لـ " صباح الخير جار " ، أو " السلام عليكم " فيما يتفحصني ليرى إن كان ثمة من آثار "فجور" ما في هيئتي ، أو آثار جميلة ما في ذهولي

و لأنني أشرد كثيراً ، و كثيراً ما أخرج عن الموضوع ، سأحاول الآن ،جدياً هذه المرة ، أن أركّز ... أنظروا مثلاً إلى هذا البيت :
يقولون لي ما أنت في كلِّ بلدةٍ وما أبتغي؟ ما أبتغي جلَّ أن يُسمَّى .
و لماذا لا يسميه ... لا بد أن تكون إمارة ما .. ، أو حظوةً ... عند أمير أو خليفة ، كنت تمنيت لو كانت أمرأة ما يحبها ، هل ظلّ يطمح أن يصبح "نبياً" ، ربما ...
أو هي أحجية من أحاجي المشعوذين من نوع :
شيءٌ دخل فيك و لم يخرج .. ما هو .. ؟


هل لا تستطيع الثقافة العربية أن تفهم المتنبي في سياقه التاريخي ... ،أن تزيل عنه تلك الـ "القدسية" ... سأعتبر الأمر بمثابة "ظاهرة طبيعية " كالتي تصيب بعض السلالات و بعض الشعوب كأن يكون قدر اليابانيين أن بلادهم مصابة بالزلازل أو أن يكون الشركس مولعين بالسكن في قمم التلال بطريقة لا يمكن الشفاء منها ... و لليمنيين الولع بالأسلحة ْ
، كذلك المتنبي للعرب
: الليل ُو الخيل ُو البيداء ُ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت


.. تفاصيل اللحظات الحرجة للحالة الصحية للفنان جلال الزكى.. وتصر




.. فاق من الغيبوية.. تطورات الحالة الصحية للفنان جلال الزكي


.. شاهد: دار شوبارد تنظم حفل عشاء لنجوم مهرجان كان السينمائي




.. ربنا سترها.. إصابة المخرج ماندو العدل بـ-جلطة فى القلب-