الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أنوثة بجراحات مؤبدة...

محمد القصبي

2017 / 2 / 11
الادب والفن



أنوثة بجراحات مؤبدة..
انأ العجوز الصياد الأعزل إلا من قارب وسط العباب.... تائه في محيط الضباب قدرا اسودا لا شك فيه و لا ارتياب...........
هي.. هي البحر ...تغمرني.. تغرقني و تجعلني بمعجزة الإعجاب انتعاشا أتنفس الحياة تحت الماء.. ياه كم من أجيال عديدة دهاء تكبرني .. حتما فالذكاء علم يؤخذ من مدرسة الجرح حروفا نازفة...
بريئة إن جالست الصغير ساعتها تتراءى طفلة بضة ممشوقة.. هيفاء.. وحتى الكبير إن تشجر و إياه الحديث لحظتها.. تبدو طاعنة في السن و قد حافظت على ملامح الجمال غادة جذابة حسناء...نادية عشتار تجدد مولدها في سوق الرقيق الأبيض بدعم من الجميع ..
هي نادية..قد خبرت الحياة حلوها و مرها و إذا ما قدر لها و أن جمعتها الصدفة بكبار الساسة لوجدتها باحتهم السوداء في التفكير ضبطا لمشاريع تروم كيفية سرقة المواطن الفقير العاجز إلا من أحلام يصادرونها باسم التقشف عند انهيار كل صناديق مؤسساتهم النفعية العامة ...إنها امرأة ناذرة قد خلقت كمركب كيميائي ملغوم لغزا لكل المواقف الصعبة.. أضاعوا هويتها باختلاط الأوراق فتارة تحسبها زعيمة الأشرار في أوكارهم وأما إذا شاء و تخندقت و الثوار تخالها مبدعة للشعارات الحماسية الوقادة .. منظرة للقيادة ظفرا بتوصيات الحوار.. تغدو مهابة أم الثوار.. و المعتقلين و الشهداء... إنها ترياق نصر الأحرار ..
فقليل من الناس جدا فضلا عن رجال السلطة من يعرفها امرأة بأقنعتها السريالية تجيد فن حبك المؤامرة مكرا و خديعة...
وكلما تذكر العجوز --السعيد المغربي ---تمنى لو يكسر آلة عوده على أم رأسه... لأنه فقط غنى لرحال. دهكون .. سعيدة ألمنبهي لكنه غفل أن يخلد بالغناء الثوري اسم نادية بنت عبد الله.. فمثل هذا اللقب الذي يلحق باللقطاء رسميا لن ينقص من قيمته كمغني الثوار مثقال ذرة... إنها أقوى منه و من عوده و تقاطيع ألحانه ..فقصة واحدة من حياة بؤسها لكفيلة أن تصنع سيمفونية الشعب / القربان...
امرأة شبت عدوة الفشل ...فكل الصغار ممن جمعتهم بها حياة الملجأ يدركون يقينا أنها قادرة على تحقيق المستحيل فقط بانوتثها الفائضة إثارة.. مما يدل على أنها المسكينة كانت تعاني الأمرين و هي صغيرة بعد أن كانت تتعرض لتحرشات جنسية صامتة.. تراوغ بعضها و تسقط في شباك أخرى بدافع الخوف و القمع و التهديد بالطرد.... و لطالما هي الآن رغم الخدوش الغائرة مسافات من الظلام .. تحيا حياة سعيدة تنبني على قاعدة المجانية في التنقل و الانتقال ... لكن هل لها أحلام أيضا بالانتقام ثأرا لماضيها المتعسف عليه إدارة و سجنا ؟؟؟ أم تراها كالحديد تتآكل من داخل روعها لأجل السلام الذاتي فقط ؟؟؟
نادية آلة لاحتواء الحاجة أنى اختفت و بأي شكل قد تمنعت.. قط لم تنس يومئذ كلام الموظفة بدار الأيتام حيث لم يتجاوز عمرها حينها العشر سنين :
--- قادرة على تطويع الشيطان لو أردت..
بينما زميل لها كان يصفعها متمما فكرتها التوصيفية فيها :
--- نعم ..نعم ..هي كهفه الذي يستريح فيه لاسترجاع أنفاس الفتنة بين البشر ......
و يتساءل الراوي السجين :
--- من أين حصل العجوز على كل هذه المعلومات الممهرة بطابع السرية التامة؟؟؟ ...
يتبع
محمد القصبي
11/2/2017
الشكور/ عرباوة
المغرب الأقصى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وفاة زوجة الفنان أحمد عدوية


.. طارق الشناوي يحسم جدل عن أم كلثوم.. بشهادة عمه مأمون الشناوي




.. إزاي عبد الوهاب قدر يقنع أم كلثوم تغني بالطريقة اللي بتظهر ب


.. طارق الشناوي بيحكي أول أغنية تقولها أم كلثوم كلمات مش غنا ?




.. قصة غريبة عن أغنية أنساك لأم كلثوم.. لحنها محمد فوزي ولا بلي