الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جمهورية الأنفلونزا -- دجاجة لكل كردي

مصطفى اسماعيل
(Mustafa Ismail)

2006 / 1 / 15
كتابات ساخرة


الأنفلونزا تدبُّ في تركيا. و جمهوريةُ الرعب تلك تحاول عبثاً التحايل على الحالة المتفاقمة عبر تصريحات لا يسندها في الواقع الحد الأدنى من المصداقية والحقيقة التي تبقى المجهول الأكثر طرحاً هناك.
هل بإمكان تركيا الجزمة العسكرية أن تضع يدها على الحالة التي تتفشى يوماً بعد يوم. أم أنّ ذلك ليس من أولياتها الراهنة؟.
ثم هل القضاءُ على الأنفلونزا التي تضرب بمكرٍ في كردستان المستعمرة من تركيا هو المطلوب والملح الآن أم لجوء حفنة من جنرالات الماكينة العسكرية التركية إلى شراء وتكديس المزيد من أسلحة الرعب والعنف والقتل لترتيب تركيا حسب الأبجدية السياسية الطورانية ؟.
الذي تمخض عن اجتماعات مجلس الأمن القومي التركي السيئ الصيت هو اللجوء إلى المزيد من الإجراءات المتعسفة التي تطال الحريات العامة هناك, وإغلاق الأدراج على الملف الكردي المؤرق لساسة وجنرالات بني طوران منذ أزلهم الرعديد متجاهلين أوراق تركيا الداخلية التي لا تلقَ سوى المزيد من الشعارات والوعود التي هي في المطلق تسويفيةٌ ليس إلا .
أحد وقاحات ذلك النظام العسكري الماضوي, والذي لا صلة له بالحاضر العالمي أن انتشار الأنفلونزا في كردستان يعود إلى غياب وعي العامة هناك . ذلك ما صرح به وزير الصحة إذ أجرى مقارنة غير موفقة بين غرب تركيا وشرقها ( كردستان ) .
بحسب الوزير التركي تم وضع اليد على الأنفلونزا قبل أشهر في غرب تركيا نتيجة لوعي المواطن التركي هناك أما في الشرق فلا يمكن ذلك لغياب الوعي والجهل المنتشر . أما لماذا فلن يشرح لنا معالي الوزير ذلك .
كأننا أمام قراءة أسطورية أو فهم أسطوري للأشياء في تصريح الوزير التركي . الجهل يهبط من السماء على كردستان ( شرق تركيا ) بينما الآن نفسه يتنزل العلم والمعرفة على غرب تركيا . فيكون المواطن في الشرق جاهلاً تفتك به الأنفلونزا وغيرها من الأمراض متى شاءت وفي الغرب عالماً ليس من السهل للأنفلونزا الهروب من راداراته المنصوبة لأيما دبيب .
ألا يعلم ساسة تركيا وجنرالاتها أن سياسة التجهيل التي اعتمدوها في كردستان خلقت وتخلق لهم المزيد من العقبات يومياً وفي الكثير من مفاصل الدولة .
ألا يعلم ساسة تركيا وجنرالاتها أنّ سياسة التجهيل التي اتبعوها في كردستان تمت بعد صرفهم ميزانيات ضخمة وعلى مدى عقود لأجل تجهيل سياسي بالدرجة الأولى وتغييب الكرد عن مطالبهم المشروعة في كردستان مستقلة وحرة يسكنها هذا الشعب التاريخي الذي لا يزال إلى يومنا هذا يعيش على أرضه التاريخية ومهد حضاراته .
الجمهورية الطورانية التركية لا تحتاج من الآن فصاعداً تخصيص ميزانيات عسكرية ضخمة للقضاء على النزوع الكردي التحرري. لا تحتاج إلى الطيران العسكري والدبابات والأباتشي وحراس القرى. لا تحتاج إلى إجراء تغييرات في التركيبة الديمغرافية لكردستان ولا إلى سياسة التهجير وهدم القرى, وهي أمور لاحظها كبار المثقفين العالميين من طينة " نعوم تشومسكي " وليست بدعة أو ابتكاراً كردياً والحمد لله .
ما دامت الأنفلونزا حلت ضيفة ذات قدر وقيمة واعتبار على كردستان فما على ساسة وجنرالات تركيا سوى الترحيب بها على طريقتهم الخاصة واستثمارها كذلك على طريقتهم الخاصة.
نحن لا نشك في سخاء الحكومة التركية إذا ما تعلق الأمر بإبادة قومية كاملة كما حدث مع الأرمن . إذا كانوا قد اعتمدوا مع الأرمن سياسة المقابر الجماعية والنحر على الطريقة الإسلامية والصهر في الأفران. أظن أن الأمر مع الكرد لا يحتاج إلى كل ذلك التعب والمجهود الملفت . يمكنهم تسوية الأمر بتدبير أقل عناء كأن يقدموا لكل عائلة كردية دجاجة . أو يصدر مجلس أمنهم القومي فرمانا يقضي بتناول الكرد الدجاجات فقط , وبذلك فقط يقطعون دابر الكرد دونما أية ضجة عالمية أو تنديد من قبل المحافل العالمية لأن المشكلة ستصبح مشكلة الأنفلونزا و ليست التدابير التركية وسياسات صهرها العنصرية.
أتوقع _ ربما على سبيل الدعابة _ أن تبدأ تركيا سياسة تنمية واسعة النطاق في كردستان تحت شعار :
" دجـاجة لكـل كـردي " . أو " ما أسعدك أيها الكردي وأنت تتناول لحم الدجاج " .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت


.. تفاصيل اللحظات الحرجة للحالة الصحية للفنان جلال الزكى.. وتصر




.. فاق من الغيبوية.. تطورات الحالة الصحية للفنان جلال الزكي


.. شاهد: دار شوبارد تنظم حفل عشاء لنجوم مهرجان كان السينمائي




.. ربنا سترها.. إصابة المخرج ماندو العدل بـ-جلطة فى القلب-