الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شتات و أرق

بدرالدين القاسمي

2017 / 2 / 13
الادب والفن


وزان-وكرار في 12-02-2017

حين نيران الأشواق توقد القلب فان الصمت يعد جنونا.

وبعد،

وكالليالي السالفة، ها انت يا غاليتي تسلبين النوم من أجفاني. أفتش عن الذكريات التي جمعتنا فيما مضى. والغريب أنه رغم الزمن لم تتلاشى بل ظلت صامدة في وجهه. كيف أنساك وقد كنت خير رفيقة. هناك حنين يسكنني ويجترني من الواقع إلى السفر في الذاكرة والعودة إلى الماضي بحثا عنك، لعلي اجد ما يسكت إلحاحي، وما يروي تعطشي لرؤيتك، وما يكبح اندفاعي اتجاهك. اجد نفسي خائر القوى، اذ هو شعور يتجاوزني.
أخالك جالسة بقربي والابتسامة ترصع شفتيك ونحن نتبادل اطراف الحديث ونتمازح. أحاول رسم ملامحك، وكلما حاولت إلا واستوقفتني عيناك تساءلنني، فاعجز عن الرد عليها أو مجابهتهما، انهما اكثر شيء يسحرني فيك. فهما يحملان براءة طفل قل مثيلها، ومنهما ينسج نور الصباح، وفي عمقها يتلاشى الغسق. أعشقهما اكثر من أي شيء مضى.
ربما مثلما كلمات قد تبدو مبالغة اذا ما قرنها بالمدة القصيرة التي تسكعنا فيها معا على هامش ما سنحت به اللحظات القلائل، ربما هي كلمات تتجاوز عمرها الزمني، بمعنى متطفلة، أو ربما هي كلمات تفيض عن ما رسخته من عواطف في أعماق كياني. أنا لا ادري!
لكني متيقن أنك استطعت برقتك وهدوئك والصدق الذي لمسته في كلامك غزو هذا القلب الذي لا املك أنا نفسي مفتاحه، فكوني انت مفتاحه أم أن التردد ما يزال يشوش على تفكيرك، ام فقط القليل من الارتباك والتخوف هو ما يجعلك تتهربين وتراوغين وتتجاهلين حضرتي كلما حاولت ان أفاتحك في الموضوع، ام ان هناك شيء اخر غامضا اجهله او بالأحرى تريدين إبقاءه مخفيا عني.
أتعلمين اني في هاته اللحظات حزين، لا لشيء إلا لأني افتقدك ولا اجد سبيلا اليك يخفف عني حصرة الفراق وصبابة الأشواق. بصدق افتقدك. لا اعلم ان كنت مرة جربت مرارة التوق وغلاظة الانتظار. ولا أعلم أيضا ان كنت تقرئين اسطري هاته بعينين نافذتين يستجيب لهما خاطرك أم انك تتصفحينها بإحساس جاف و قلب موصد. لكن اعلمي ان كل حرف هو قطعة من الود والحب اللذان أكنهما لك منذ زمن، لكن لم يكن يسعني البوح ولا الإفصاح عن المكنون.
اجد نفسي عاجزا على إتمام مكتوبي هذا، لا اعرف ما أقول رغم ان هناك الكثير من الكلام يملا رأسي لكن لساني عاجز عن الحراك. أحاول إقناع نفسي بأن اعترف لك بما يخالجني اتجاهك من أحاسيس ومشاعر وان اصف لك حد الميل اليك وحجم الشغف، لكني عنيد قليلا. ربما عنادي لن يطول، وأظن اني سأخرج عن صمتي يوما، رغم خوفي من خيبة امل تذوي لها مهجتي. انتشليني من شتاتي الفكري وفوضاي الوجودية، أنا أرجوك!

رسائل مؤجلة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت


.. تفاصيل اللحظات الحرجة للحالة الصحية للفنان جلال الزكى.. وتصر




.. فاق من الغيبوية.. تطورات الحالة الصحية للفنان جلال الزكي


.. شاهد: دار شوبارد تنظم حفل عشاء لنجوم مهرجان كان السينمائي




.. ربنا سترها.. إصابة المخرج ماندو العدل بـ-جلطة فى القلب-