الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ويعود سان فالينتينو ... 14 فبراير 2017

حذام الودغيري

2017 / 2 / 14
الادب والفن


في العشر سنوات الأخيرة تقريبا، لم يعد تاريخ 14" فبراير" يمر مرور الكرام في الدول العربية، بل أصبح موضوعا دسما وأحيانا شائكا، تقوم حوله نقاشات وفتاوى دينية، وخلافات عائلية وزوجية ودراسات اجتماعية واقتصادية.
لكن أهم ما في الأمر هو أن يوم عيد الحب لا يترك أحدا محايدا، مثما يحدث مع يوم الموسيقى أو يوم الشعر أوغيرهما، وذلك لأن الحبّ كنهُ الحياة ولأن الحبّ سرّ النجاة.
روي عن الرسول صلى الله عليه وسلم "لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابّوا " بمعنى أنه لا يكمل إيمانكم ولا يصلح حالكم في الإيمان إلا بالتحاب.
و جاء في رسالة بولس الرسول إلى أهل كورنثوس: "إِنْ كُنْتُ أَتَكَلَّمُ بِأَلْسِنَةِ النَّاسِ وَالْمَلاَئِكَةِ وَلكِنْ لَيْسَ لِي مَحَبَّةٌ، فَقَدْ صِرْتُ نُحَاسًا يَطِنُّ أَوْ صَنْجًا يَرِنُّ"

لنعد إذن إلى 14 فبراير، إلى يوم سان فالينتينو، فهو بالنسبة للبعض عيد تجاريّ ، تسِمه الاستهلاكية ، ولا فائدة منه، وبالنسبة لآخرين، مصدر للتوتر أو التوقعات ، فقد يشعر العزاب والوحيدون ـ لترمل أو طلاق أو لسبب آخرـ بالوحشة والأسى لافتقاد رفيق أو رفيقة للدرب، كما تشعر الزوجات ـ على وجه الخصوص ـ بالخيبة ، فكم زوجة تنتظر بفارغ الصبر هذه المناسبة ليعبر فيها زوجها عن محبته واهتمامه بها، ولكنه لا يفعل، وإذا عاتبته، وبّخها وسخر منها ومن تبعيّتها للغرب، وفي أفضل الحالات قال الجملة الشهيرة : "الحب ليس له يوم محدد، فكل أيام العمر أعياد حب، ثم إن الحب في الأعماق، ولا ينبغي ربطه بهذه التفاهات أوالشكليات !" وهي عبارة تنزل كحد السكّين على قلب تلك الزوجة ، التي تتوسل الحنان والمحبة من زوجها. فالحب في القلب، أي نعم، ولكنه أيضا في القول والفعل، وفي الهمسة واللمسة والنظرة، وفي الوردة والهدية والابتسامة والمجاملة .
كما أن" سان فالينتينو" بالنسبة لبعض الشيوخ ، عيد بِدْعي لا أساس له في الشريعة ، باعتباره يدعو إلى العشق والغرام وانشغال القلب بهذه الأمور التافهة المخالفة لهدي السلف الصالح ، وأنه مكر من اليهود والنصارى بالأمة الإسلامية، في محاولة للقضاء على قيمها ومبادئها الأخلاقية، بينما هناك شيوخ وعلماء يقولون بأن عيد الحب يدخل في إطار مناسبات اجتماعية تخص الشعوب والدول وقد أبقى عليها الإسلام، كشم النسيم المعبر عنه في القرآن بيوم الزينة في سورة "طه"، وبالتالي فهو مناسبة اجتماعية مباح  الاحتفال بها.
وهناك محبون، يعتبرون هذا العيد، فرصة أخرى للتفكير، في الحفاظ على الشعلة التي أضاءت بينهم منذ اللقاء الأول، ويتذكرون لماذا اختاروا بعضهم، فيشعرون بالامتنان بوجود الآخر في حياتهم، ويواصلون القيام بالأشياء الصغيرة والكبيرة التي تثبت خطاهم وتزيدهم الرغبة في أن يكونوا دائما معا.
وفي جميع الحالات، بمناسبة سان فالينتينو أو بدونها، استغل الفرصة للدخول في أصعب وأعظم قصة حب، وهي حب أهم شخص فوق هذا الكوكب الأزرق...أنت !
أحب نفسك، كما تتمنى أن تُحَب وتعامل مع نفسك كما تحب أن تُعامل باحترام وحب وتقدير وحنان وتشجيع واهتمام ولطف وكرامة.
وإذا سألت لماذا؟ فلأنك ستجد الحب بالقدر الذي ستحب به نفسك ، ولأن الحياة ستهبك ما وهبته أنت لنفسك، ولأن أول شخص تحتاج أن تحبه هو أنت... وبعد ذلك، تسفتح كل الطرق للمحبة والصفاء والفرح .

أحببت أن أختم بأساطير لطيفة تتصل بسان فالينتينو، أما فيما يتعلق بسبب نشوء هذا العيد والاختلافات حول الروايات، فهناك كتب وموسوعات تتحدث عنها...

أسطورة الحب السامي
يحكى أن قائدا رومانيا شابا يدعى سابينو ، رأى فتاة جميلة اسمها سيراپيا ، أثناء جولته بساحة في بلدة تيرني الإيطالية، فوقع حبها في قلبه كمثل الصاعقة.
طلب سابينو للزواج يد سيراپيا من والديها، إلا أن الرفض كان صارما! فالشاب كان وثنيا بينما كانت تدين الفتاة وعائلتها بالمسيحية. ولتخطّي هذه العقبة، طلبت سيراپيا من حبيبها الذهاب إلى الأسقف فالينتونو لاعتناق المسيحية، وذلك ما فعله باسم الحب. لكن للأسف، أصيبت سيراپيا بالسّل بالضبط أثناء الاستعداد باحتفالات معمودية سابينو، ولحفل الزفاف المقبل. طُلِبَ من الأسقف فالينتينو، زيارتها على سرير موتها، فتوسّل سابينو إلى الأسقف بأن لا ينفصل أبدا عن حبيبته، حيث أن الحياة بدونها ليست سوى معاناة مديدة. عمّد فالينتينو الشاب، وجمعهما برباط الزواج المقدس. وفيما كان يرفع يديه لمباركتهما، لفّ نوم السعادة المقيمة ذانك القلبين إلى الأبد.

أسطورة وردة المصالحة
ذات يوم، سمع القدّيس فالينتينو، وراء حديقته، محبّين يتخاصمان. فقرّر الذهاب إليهما حاملا بيده وردة رائعة.
أهدى الوردة للخطيبين، وتوسّل إليهما بأن يتصالحا، مُمْسكين معاً بساق الوردة، حريصيْن على ألا تخزهما الأشواك، وداعيّين الله أن يحفظ حبهما للأبد. لم تمض إلا مدة قصيرة حتى رجع إليه الشابّان، ليبارك زواجهما.
انتشرت القصة، فبدأ الناس يحجّون إلى أسقف تيرني، فالينتينو، في اليوم 14 من كل شهر، الذي أصبح اليوم المخصص للسلم (البركات). ولكن تم تقييد التاريخ في شهر فبراير، لأنه اليوم الذي مات فيه القديس قالينتينو عام 273 .

أسطورة الأطفال
كان للقديس فالينتينو حديقة كبيرة مليئة بالزهور الجميلة، وكان يسمح لجميع الأطفاال بأن يلعبوا فيها. وكان غالبا ما يطل عليهم من نافذته، ليراقبهم وليبتهج برؤيتهم وهم يلعبون.
وحين يأتي المساء، كان ينزل للحديقة حيث يحيط به كل الأطفال بمودة ومرح. وبعد مباركتهم، يمنح كل واحد منهم زهرة، موصيا إياهم بنقلها إلى أمهاتهم. و بهذه الطريقة كان يتأكد من عودتهم بسرعة إلى بيوتهم ، كما أنه كان ينمّي فيهم الاحترام والحب تجاه والديهم. ومن هذه الأسطورة، تأتي عادة تقديم هدايا صغيرة لمن نحب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى


.. الفنانة ميار الببلاوي تنهار خلال بث مباشر بعد اتهامات داعية




.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا