الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نص شعري - بعنوان - حدثيهم يا عشتار

محمد صالح عويّد

2017 / 2 / 14
الادب والفن


أخبريهم يا عشتار :
ما أجمل أن نطأ حقولَ الجمرِ
نبتغي نصر الإنسانِ
وتختارني الهزيمةُ فريسة غدرٍ من ألفِ وراءِ
وكلهم اولَئِكَ فيما سبقَ :
خدمٌ ، بلجامِ الذُلِّ لإلتهامِ العلفِ
يُطأطئُ اولئك السُفهاء !
ما أجملَ ان نختار سهر الليالي لمسرى كرامةٍ
لمنادمةٍ ، والسُمّارُ مُتحلِّقونَ حولَ لهيبِ الأشعار
وما أقسى أن يختاركَ الأرقُ الوقحُ
وحيداً
كانّهُ ابتلاء
أخبريهم يا بُنيتي :
ها هو الصقيعُ يسري بنعومةٍ ، بثقةِ أفعى
و الأطفالُ يرتعشونَ
وأن أجمل الروائحِ عادةً تكونُ في الشتاء :
القهوةُ
والمطرُ
والترابُ ، وتنوّرَ الخبز .....والحنّاء
وهطولَ الحنينِ حولَ النارِ
إسألي الحطبَ مشبوباً يبكي
إسألي كلَّ الأشياء
وتلكَ الصبيةُ أمّكِ أنانا :
غائرةٌ في الأرضِ
تُضيءُ ظلاماتي كأنّها
منارةُ راهبٍ ، يعتريها النورُ من بروجِ السماء
عشتُ كما شاءوا
غدير مزنةٍ عابرةٍ
كدّرتها أقدام العابرين
أخبريهم يا سيدتي : سيغادرونَ غداً
كما جاؤوا ...
وثورتي في العقلِ آيةً
تُتلى على الجمعِ الغافلِ
يعتريهم بعدَ ضَلالٍ ، وتناحرٍ غبيٍ ..
يقينُ اهتداء
أنعمت على أشباهِنا ، لتطهِّرَهم حيناً .......
دنّسوها بأستزلامٍ رخيصٍ
حين خانوا ....و بطروا
سخّرهم العِدا لكلِّ نازلةٍ بِنا
يريدونَ امتطاءً ، على سلّمِ موتِنا
بلا بصيرة ، بلا ضميرٍ
بلا بصر
رفعوا بوجهِ الغادرِ ضجيجهم على المنابرِ
لوّحوا بالمفرداتِ الجوفاء ، بالحجرِ
عاهدوا الفقراء
ثم نكصوا ، وسمسروا
قد هفونا يا سيدتي
وأنتِ :
سيدةُ الصفحِ
لنبدأ من جديدٍ ، ها نحنُ للدمِ المُراقِ ننحني خجلاً
و نعتذرُ
ليسَ لنا أنّ نُعيدَ الكرّة الحمقاءَ
فهذا كتابنا بشمالنا مُهتريءٌ
دونهُ القبرُ
والاحتلالُ لا يُغادرُ بالأدعيةِ والتسوّل الرخيصِ
والشهداءَ لن يقبلوا خنوعاً
ولن يغفروا
والأنثى الماكثةُ عاريةً أمامَ الملأِ : تُقبّح رجولاتنا
تعجُّ بجاذبيتها :
شُهداءها
تضاريسَ مذابحها
مُشرّديها بكلِّ أرضٍ قفرُ
*
أميلُ نحوكِ
أغدو قابَ مذبحتين
كما يميلُ مجنونٌ بعشقٍ نواسيٍ ، على كأسِ ....
ملأتني بكِ
وقد مسّني امتعاضٌ ، ذهولٌ
من صمتٍ بشريٍ بليدٍ ، قاسي
ما عاد يُسكرني خمرُ داليةٍ
صُبّي مذابحكِ ، حتى يسكر الجاحدونَ ، الناس
إذا أنتشيتُكِ خمر خلاصٍ
يعتريه الجنونُ
وخبالنا في الأممِ مرفوضٌ ، ذو بأسِ
فأشتهي الردى ، كأغنيةِ راعٍ
فأنثني على قصيدتي وجعاً
أكادُ ألتهمُ أقلامي وقرطاسي
كُلّ الثوراتِ سفاسفَ بلا متنٍ
بلا سندِ
وأنتِ :
حديثٌ قُدسيٌ
لا يعتريه الوسواس الخنّاس








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عاجل.. تفاصيل إصابة الفنانة سمية الألفى بحالة اختناق فى حريق


.. لطلاب الثانوية العامة.. المراجعة النهائية لمادة اللغة الإسبا




.. أين ظهر نجم الفنانة الألبانية الأصول -دوا ليبا-؟


.. الفنان الكوميدي بدر صالح: في كل مدينة يوجد قوانين خاصة للسوا




.. تحليلات كوميدية من الفنان بدر صالح لطرق السواقة المختلفة وال