الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صلاح القصب ؛ للتاريخ يشهد

ياس خضير الشمخاوي

2017 / 2 / 15
الادب والفن


كسواه من العباقرة ، كانت حياته مليئة بالإبداعات والإفاضات منذ أن ولج الفن من أوسع أبوابهِ .
كإنسان وإحساس مرهف كانت روحه تتفجّر عشقا للطبيعة والحياة والفن والأماكن .
وكمؤرخ كان ولم يزل يكتب للتاريخ طقوس الصورة وزوايا المشهد وروعة المناظر ونهضة المسرح .
تجذّر الفن بداخلهِ منذ نعومة أظفارهِ ، عشِقَ الرسمُ والألوان والتصوير والموسيقى كما يقول الدكتور القصب عن نفسه .
ولهذا العشق والهيام رحلة طويلة وإنعطافات فنيّة كبيرة مع تلك الإسطورة العراقية وأحد قاماتها المميّزة في عصرنا الحديث .
من فضوة ( قره شعبان ) حيث ولد القصب تبدأ الحكاية ، كانت له صحبة مع كاميرة البوكس ، يوثّق للأجيال ما تلتقطه عدساتها من صور مليئة بالأحداث والشخوص الرياضية والسياسية والفنية التي زخرت بها تلك المحلة الصغيرة بحجمها ، الكبيرة بعطائها ، والتي أنجبت الكثير من المبدعين والمرموقين في عالم السياسة والفن أمثال حقي الشبلي ، عبدالهادي البياتي ، طه سالم ، وداد سالم ، شهاب القصب ، وكوكبة أخرى من المناضلين الشيوعيين وشهدائهم .
وأذكر من بينهم الشهيدين ، نعمان محمد صالح ويحيى البارح اللذين شيعهما الشعب العراقي بالدموع وبكتهما محلة قنبر علي وأبو سيفين وشارع الكفاح ثم رثتهما قصائد محمد مهدي الجواهري ومحمد صالح بحر العلوم ، إذ كانا على رأس المشيعين آنذاك .
في تلك الأجواء العاشقة للثقافة والأدب والسياسة والفن والنضالات كانت تنمو وتزدهر موهبة وروح الفنّان صلاح القصب .
وفي بداية حياتهِ الأكاديمية ، كان للراحل إبراهيم جلال بصمته الواضحة على رعاية وإستشراف مستقبل الدكتور القصب في الإخراج المسرحي ، أذ تنبأ بأن يكون له شأنا كبيرا بين عمالقة المسرح .
دون شك أن رؤية العلماء أكثر بل أكبر من شهادة أكاديمية قد يحصل عليها أحد ما دون إبداع يُذكَر في مجالهِ .
نحا المخرج الكبير صلاح القصب منحى أساتذته في توجيه ومتابعة طلبتهِ وتقييم إبداعاتهم وإسهاماتهم الفنية .
كأي أستاذ ، كان له طموح مشروع في أن يقطف ثمار عمله ، وحتما سوف يسعده أن يرى جهوده وهي تُترجَم الى واقع حي على مسرح الحياة ، سيما تلك الإنجازات التي يقدمونها تلامذتهِ .
وبروح عالية من التفاؤل ومهنيّة المؤرخ الفنان المتأصلة في ذاته كما أسلفنا ، يشهد هذا العملاق لعملاق آخر ولِد من رحم المسرح وفضاءات العشق الرافديني للفن .
حيث يكتب رسالة تعبر عن سعادته وفرحه كمعلم لما وصل اليه تلميذه المتفوّق ، المخرج المسرحي الكبير ، الدكتور موفق ساوا ، أقتضب منها ما يفيد الغرض :
(غيابكَ عن المسرح العراقي كمخرج يجعلنا ان نفكرَ بكَ كثيرا ، أعمالكَ كانتْ شاهدا لفكر إخراجيّ متطور ، كنتُ وما زلتُ سعيدا بكَ ، انتَ مخرج مهم بالنسبة لي ) .
لا جرم أنّ تلك الشهادة سوف تمنح كل تلامذة القصب ليس موفق ساوا فحسب خطوات واسعة نحو التنافس والتألق أكثر لتقديم المزيد من العطاءات .
فضلا عن إنها شهادة للتاريخ ووسام يقلدهُ أسطورة من أساطير الفن للكاتب والمخرج الدكتور موفق ساوا رغم إبتعاده عن بلده الأم وإغترابه في أستراليا .
الأبداع خلق منه نخلة عراقية شامخة في سيدني لكن جذورها لم تزل تضرب في أعماق خشبة المسرح العراقي .
ياس خضير الشمخاوي
[email protected]













التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لحظة إغماء بنت ونيس فى عزاء والدتها.. الفنانة ريم أحمد تسقط


.. بالدموع .. بنت ونيس الفنانة ريم أحمد تستقبل عزاء والدتها وأش




.. انهيار ريم أحمد بالدموع في عزاء والدتها بحضور عدد من الفنان


.. فيلم -شهر زي العسل- متهم بالإساءة للعادات والتقاليد في الكوي




.. فرحة للأطفال.. مبادرة شاب فلسطيني لعمل سينما في رفح