الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انقذوا الدكتور عبد الإله الصائغ

عبد الستار نورعلي
شاعر وكاتب وناقد ومترجم

(Abdulsattar Noorali)

2006 / 1 / 15
حقوق الانسان


فاجعة العراق ليست في الاحتلال والتدمير والقتل والتفخيخ فحسب إن فاجعة العراق في رموزه الثقافية والفكرية لا تقل عنها في أرضه وهوائه ومائه المستباحة لكل من هب ودب احتلالاً وارهاباً وقتلة محترفين. في كل يوم يسقط لنا علم رمز في الغربة صريع الموت أو المرض او الوحدة أو الفقر أو التهميش. أعلام مروا ليضمهم ثرى غريب أو قريب وهم يغادرون الحياة بحسرة أرضهم وحلم أن يلمهم ثراها الحبيب، فها هو الجواهري الكبير الذي ضمه تراب غير تراب وطنه الذي كان ممنوعاً عليه ومغلقاً في وجهه وهو الأكبر من حاكميه وسراقه يقول:

وددت ذاك الشراع الرخص لو كفني
يحاك منه غداة البين يطويني
يادجلة الخير قد هانت مطامحنا
حتى لأدنى طماح غير مضمون

نعم غادرنا هو وعبد الوهاب البياتي وبلند الحيدري وغائب طعمة فرمان، ومؤيد نعمة و..... و....... والقائمة تطول وفي نفوسهم طماح غير مضمون.
وهناك من ينتظر لكنهم لم يبدلوا عن ارضهم تبديلا ، ولا تحولوا عن معاناتهم تحويلا.

وها نحن نسمع ونقرأ اليوم أن البروفيسور الدكتور عبد الإله الصائغ على مشارف أرض الموت ، في حالة من الألم والمعاناة وقلة ذات اليد وقلة الحيلة وهو على فراش المرض والاحتضار ينتظر اللحظة الفاصلة وحيداً غريباً عاجزاً فقيراً الا مما قدم لثقافة بلده وامته والانسانية من ابداع شعري وثراء نثري يغني ويسمن وينير العقول بحوثاً وكتباً ومقالات غزيرة ثمينة ثرية.

هذا العلم والرمز الثقافي الذي لا يقل عن رموزنا الأخرى الكبيرة العظيمة يعاني ويناشد ويطلب وهو يواجه الموت وحيداً، لكنه ليس وحيداً ، فخلفه حشد هائل من محبين وقراء سيصرخون بأعلى اصواتهم في الآذان المفتوحة والآذان الطرشاء مطالبين الدولة العراقية الجديدة التي ترفع عقيرتها ليل نهار لتعلن عن الديمقراطية وحقوق الانسان وحق المواطن العراقي في خيرات وطنه أن تتذكر هذه القمة الثقافية وتهب لمساعدته في محنته لأن عملية انقاذه مادية لا يملك هو منها ما يسدها ومعنوية تكريماً لمكانته، وهو ما أعلنه هو بنفسه في رسالته التي نشرها مشكوراً الاستاذ الدكتور احمد النعمان والموجهة الى البعض من المثقفين والكتاب العراقيين والعرب، وبين فيها ايضاً موقف السفارة العراقية في واشنطن حيث يقيم الصائغ في الولايات المتحدة الامريكية.
وهل يعقل لعلم ثقافي عراقي بارز أن يتوجه الى غير العراقيين طالباً النجدة ؟!!!

إننا نناشد المسؤولين الحكوميين في العراق والجمعيات والاتحادات الثقافية والمدنية أن تمد يد العون لانتشال الدكتور عبد الإله الصائغ من محنته ليعود بقلمه وفكره وثقافته ليخدم الثقافة العراقية والعربية بالمزيد من العطاء والثراء .
وهنا نطالب السيد رئيس الجمهورية العراقية الاستاذ جلال الطالباني أن يبادر كما بادر مع الشاعر الجزائري حين هب لمساعدته بالتبرع لإنقاذه من الفقر حيث كان على وشك أن يبيع كليته من أجل لقمة العيش، لكن في حالة الدكتور الصائغ فإنه انقاذ من الموت المحتم وخدمة جليلة للثقافة العراقية. وهوحق طبيعي واجب أداؤه ، وليس منة أو فضلاً أو هدية أو مكرمة كما عودتنا الديكتاتورية الساقطة أن تتبجح حين تعطي أو تهب من أموال هي اموال المواطنين كافة ولهم فيها حقوق!!

فهل يعقل أن يحدث هذا ومثله من معاناة للكثير من الرموز الثقافية والفكرية العراقية وكل من يقدم عطاءاً يخدم الوطن ويرفع من شأنه وثقافته وفنه وفكره في مجاهل الغربة والاغتراب وليس في ايديهم حيلة أو وسيلة بنفوسهم العفيفة الزاهدة ، وهم الذين هُمشوا لهذا السبب أو ذاك مما لايخفى على ذي بصيرة ؟!!
إنهم لم يكونوا من الذين هبوا مع القطار الزاحف الى الوطن الجريح كي يغرفوا كما غرف ويغرف المتخلفون والاميون وتجار السياسة واللصوص المحترفون ونهازو الفرص والفاشلون ؟!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأمم المتحدة: أمر الإخلاء الإسرائيلي الجديد في جنوب غزة يطا


.. الأمم المتحدة: النازحون في قطاع غزة 2 مليون شخص | #عاجل




.. Cambodian climate activists convicted for plotting against


.. الأونروا: ما لدينا من تمويل يغطي عملياتنا بقطاع غزة لأغسطس ف




.. الأمم المتحدة تعلن توسيع خطتها لمساعدة اللاجئين السودانيين ا