الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دماءٌ على الجسر ...

عارف معروف

2017 / 2 / 15
الادب والفن



دماءٌ على الجسر ...
----------------------

طركاعه اللفتْ برزان بيّس باهل العماره ! ( 1 )
ومنْ لم يُبيّس بهم بعدُ ؟
اهلُ العمارة ِ ..أهلُ العراقِ..
لم يملوا الجنائزَ ، سلوتهم ، وتنكيتهم المر ّ ، والمقبرهْ .
حيثُ النحيبَ على من مضوا ليلةَ الامسِ ، صنو التبسّمِ في مَنْ على الدربِ بالانتظار !
" أنَه بيا حال والدفانْ يُغمز لي " !
غناءُ الفجيعة ِ ...هل مِنْ مكانَ على الارضِ غنىّ بهِ الناسُ دفانَهُمْ ؟!
ليس هذا فحسب
ليس منهم صبيٌ ولا يعرف دفانَ اهلهِ ، انه ميراثُهم : (
هل تدفنون لدى ...
نحنُ دفاننا ....
انه يُحسنُ اللحدَ
يداه خفيفةُ ، ماهرةٌ ، ..ليتني كنتُ بين يديه
هل غسلتمُ ، ميّتكمْ ، بمغتسلِ البابِ ام عندَ قبرِ ابنَ ... )
هذا حديثُ الشبابِ !
لقد بيّستْ فيهُمُ كلُ العهودِ :
دافعوا عند بابَ الدفاعِ (2 )
مكسبُهُمْ كانَ حنفيةَ الماءِ قرب الصرائف ِ
ثم كان عليهم ان يدفعوا ثمنَ الحبِ ل(ابن كيفية ) (3)
في دهاليزِ( ابنِ ستةَ ) (4)
حتى دهمتهم الجائحةْ ...
ربيبُ الزبالةِ
يوقِدْ بهم سَقرَ مهلَكةٍ ...
ان اسمائهم ، الآنَ ، نهبُ القوائمِ :
منها ِمنَ الأمنِ : ان التسلسل من واحدٍ حتى ثمانينَ : اعدامَ .... خانوا الشفّيةَ (5 )
ومنها قوائم من مركز توزيعِ شهداءَ قادسيةِ موزانَ : كلُ خمسة او سبعة او عشرة من قاطع ٍ (6)
والوعدُ ؟ :
ستكونَ غدا عاملا في الأمانةِ (7)
او بائعا في جميلةَ (8)
او رفيقا يّبلغ عما يريبُ وتخشاهُ حتى الدروب ْ
او ضابطا ، هل كان ابوكَ او جدكَ يحلمُ انْ يصبحَ ضابطا ،
نحنُ صنعناكَ والحزبُ البَسكَ النجمةَ الذهبيةَ..
-------------------------
هاهم يعودونَ ادراجَهم نحو تلكَ القبور التي ما نسوها ....
نحو تلك الدماء التي ما سلوها ...
بعد ان اُوهِمُوا انهم اسيادُ انفسِهم !
هذا يعرّجْ بهم الى ما يريدُ وما لايريدْ " وهل يعرف ما يبتغي او يريدْ ؟ "
وذاك يردُّ بهم غائلةَ الخوفِ عما جنى مِنْ مَغنمَ السحت ِ..
طركاعة ٌ ... أَن يبيّس فيك قلبُكَ
أن يبيّس فيكَ حبُك َ
أن يبيس فيك َ وهمُكَ
وأن يُريقكَ حلمٌ تلبسَ عينيكَ منذُ العمارةَ :
حلمُ العراقْ !
____________________
( 1 ) حاربتْ الانظمةُ المتعاقبه ُابناءَ كردستان بابناء الجنوب ، قُلْ ابناء العراق . حسُ الفجيعةِ الساخر لدى الام العمارتلية انتج هذه الاهزوجة ! ، وبيّس من أوقعَ البأس . لكن ابن العمارة ، هنا ، هو ابن العراق الفقير ، ابن الشمال كما الوسط والجنوب ، قارورة الدم المجاني المسفوح ، ابدا ، في سبيل الاسياد .
(2) في قصيدة حسن الشموس ابدع مظفر النواب هذه الصورة : قال الشيوعيون لحسن : دافع بباب الدفاع ْ !
(3 ) في الوقت الذي كان اسم أُم عبد الكريم قاسم " كيفية " موضع تندر وسخرية من اعداءه كان موضع فخر ومحبة من محبيه !
(4) كان اسم والدة عبد السلام عارف " ستة "
(5) الشفية هو من يشفي الخاطر ويحقق المراد ، فيكبر فعله العراقيون ويدعونه شفية .وفي قلبٍ ، ابدال ٍ ، مجاز ساخر ، عرفته كل اللغات ، تتحول الشفية الى كناية عن الاستهجان والسخرية والازدراء .
(6 ) جيء لأرملة موزان بابنيها " شهيدين في قادسية صدام " في اسبوع واحد ، فشقت ثوبها وهي تهدر : اقادسية موزانٍ هي ؟! لكنها اختفت ، اثر ذلك ، لتخرج الى الشمس بعد ثمانية اعوام ، فاقدةً للذاكرة !
( 7 ) امانة العاصمة
(8 ) جميلة : مركزتجارة الجملة قرب مدينة الثورة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حريق في شقة الفنانة سمية الا?لفي بـ الجيزة وتعرضها للاختناق


.. منصة بحرينية عالمية لتعليم تلاوة القرآن الكريم واللغة العربي




.. -الفن ضربة حظ-... هذا ما قاله الفنان علي جاسم عن -المشاهدات


.. إصابة الفنانة سمية الألفى بحالة اختناق فى حريق شقتها بالجيزة




.. تفاصيل إصابة الفنانة سمية الألفى بحالة اختناق فى حريق شقتها