الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحسناء التي... -إلى كوثر

أيوب المزين

2006 / 1 / 15
الادب والفن


كلما أردت إعادة رسم صورتها في وجداني, استدعيت ذاكرتي المرهقة بالهموم, واستعنت بألم الأعوام التي مضت على فراقها لتكون ريشتي. طمأنت نفسي... ستجدها يوما ما!!!, لكن متى؟ كيف؟ وأين؟.
طلبت ربي وترجيت الدهر الخائن أن يتحالف معي ولو لمرة واحدة... أجدها ثم أموت... .
جلست ذات ليلة بين أكوام الصور أقلب أوصال الزمن باحثا عنها... الفصل الأول لا... السنة الأولى إعدادي, لا أبداً!!!. تذكرت حينها أن مصور الإعدادية مات في تلك السنة... سنة المظاهرات والنار وأوج عطاء الانتفاضة. كنت قد بدأت حب الكتابة والكتب, اخترت المنفلوطي رفيقي الوحيد, والتزمت الصمت كثيراً... التزمت التعامل مع المشاكل بشيء من التخزين مجتنبا ردة الفعل السريعة... وبهذه الطريقة صفيت ملفي معها أيضاً... انطويت على نفسي وجعلت حبي يحبها في قلبي ويخمر إلى حين... في الوقت الذي كنت أظنها تقترب مني أكثر استفقت يوماً على إيقاع الصدمة: كنت أراها كل يوم في طريق عودتي من الثانوية.. تكون هي الأخرى راجعة من صباح دراسي شاق, نتقاطع في مفترق طرق ساحة "البطحاء", أرفع نظراتي إلى وجهها الحسن في حشمة غير معهودة لدى شباب القرن الواحد والعشرين!!!...
لا أنكر أنني في بعض المرات تربصت بها- في شقاوة- حتى لا تراني, فأطيل التحديق بمشيتها المهذبة, وهذه فتنتي...ليس الشعر أو ما ظهر من البدن... .
كنت أفتن بذكائها وشطارتها في الدراسة أما المظهر فآخر معيار أعيرها به رغم أنها حلوة حقاً. أقبح ما فيها ضحكتها الجذابة وعيبها الوحيد صلابة الرأس وعدم التزحزح عن الموقف رغم ما فيه من ضرر لها ولمن يشاطرها الخسارة أو الربح فيه.
اختفت كوثر... وأصبح البحث عنها صعباً, إن لم أقل مستحيلا رغم تفاؤلي العاطفي... فالبنات كنبات "الفقيع" لا يكفن عن التوسع وترسيخ الجذور... وليكن الله في عون شبابنا.
... على الجانب الأيمن من مكتبي, حاسوبي المتقادم, ربطته حديثا بخدمة الإنترنيت: ثورة تكنولوجية تغدق بخياراتها علينا معرفيا, وها قد جادت علي هذه المرة – على غير عادتها – بحسنة إلكترونية عبرت رقاقات الحاسوب وتمردت على الالكترونات الكهربائية, وعلى كل المسافات الزمنية بيني وبين نجمتي المضيئة: وأنا أتفقد بريدي, لاحظت وجود اسم مثير وكنية لم أسمعها إلا في مسلسل أبي زيد الهلالي!!... "ندى هيلالي", أخرت الإطلاع على رسائل أخرى – مهمة – معجلاً بهذه القنبلة-المفاجأة, نقرت بزر الفأرة على الرابط, وانتظرت مرور الشريط الدموي "الإنترنيتي" الثقيل – عندنا – حاله كحال الاقتصاد والسياسة... . أخيراً, تظهر الصفحة... أحك رأسي ثم آخذ رشفة ماء, وأرمي نظراتي من اليسار إلى اليمين على الكتابة الفرنسية البارزة باختصارات فرضتها سرعة العصر وروتين النت:
TU SAIS ON A DEMENAGER DE FES vers MARRAKECH. JE VAIS INCHAlLAH T ENVOUYER MON N DE TELEPHONE MES SALUTATIONS A ATIQ ET TON FRERE OMAR.
17 / 01 / 2005 – 14 h 00

أدركت حينها أنهم انتقلوا إلى مدينة مراكش لأسباب بقيت أجهلها, حمدت الله, فالسجن الأبدي أصبح محددا, عفو ملكي من ملك له السماوات والأرض وما بينهما... وليس المغرب أو السعودية أو الأردن فقط!.
فتحت الراديو على أنغام عبد الحليم في رائعته "جبار", نبشت في أعماقها وترجمت لغة النوتات الموسيقية لغة كلمة سامية هي الحب. ما أروع أن تتقول لمن تحبه: أحبك في الله.
عشق سرمدي يمتلكني, أبني قصوره برمال شاطئ "أغادير" لكن رياح أمريكا تأبى إلا أن تزوره, تدكه, لأنه معقل المحبين الحقيقيين... .
كم انتقدت العولمة – وما أزال – وفضحت مقاصد الشركات متعددة الجنسيات, والآن أدعو لـ"بلغيت" بالهداية لأن برنامج "الميسنجر", عصارة شركته الضخمة وعبقرية أفكاره الفذة, مكنني من إعادة رسم خريطتي العاطفية.
كذبت الكاتبة "الأنغلوفونية" لما قرأت قولتها: إنك تبلغ في اليوم الذي تضحك به للمرة الأولى على نفسك. وها أنا أضحك على نفسي, ههههههه, ثم أبكي, وأعاود الكرة... . وجدت حبيبتي، زغردن لقد وجدتها.... ، اٌندبن لقياها!، وعاودن الكرة حتى ترسو كٌرة القمار على الرقم عشرة فأستشهد عند قلبها وأدخل جنتها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أخرهم نيللي وهشام.. موجة انفصال أشهر ثنائيات تلاحق الوسط الف


.. فيلم #رفعت_عيني_للسما مش الهدف منه فيلم هو تحقيق لحلم? إحساس




.. الفيلم ده وصل أهم رسالة في الدنيا? رأي منى الشاذلي لأبطال في


.. في عيدها الـ 90 .. قصة أول يوم في تاريخ الإذاعة المصرية ب




.. أم ماجدة زغروطتها رنت في الاستوديو?? أهالي أبطال فيلم #رفعت_