الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مستشار كارتر: عن الخيار الحقيقي في العراق

كهلان القيسي

2006 / 1 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


--" نحن مستعدون لهم دعهم يأتون." هذا قول الرّئيس بوش على المقاومين العراقيين، صيف عام 2003
-إنّ التمرّد "يلفظ أنفاسه الأخيرة." هذا قول نائب الرئيس تشيني، في صيف عام 2005
--"هناك خياران وحيدان لبلادنا: النصر أو الهزيمة." قول الرّئيس بوش، في عيد الميلاد 2005.

الإدارة الأمريكية تختلق الكلام المنمق لتسمعه بنفسها. رغم ذلك، مع قليل من الحظّ، ومع حوار مفتوح أكثر، لاتخاذ القرارات في البيت الأبيض، مع شجاعة سياسية أكبر من قبل الزعماء الديمقراطيين وحتى بعض التشجيع من الزعماء العراقيين الوطنيين حقا، فان الحرب الأمريكية في العراق يمكن أن (ويجب أن) تنتهي خلال سنة.
"النصر أو الهزيمة"، في الحقيقة, هو اختيار إستراتيجي خاطئ. باستعماله هذه الصياغة، فان الرئيس يريد من الشعب الأمريكي أن يصدق بأنّ خيارهم الوحيد أمّا "يعلّق في ويربح "أو" يترك ويفقد." لكن الاختيار العملي الحقيقي هو: "يستمرّ لكن لا يربح "أو" يكفّ لكن لا يفقد."
النصر كما هو معرّف من قبل الإدارة ومؤيديها، وبمعنى آخر: ديمقراطية مستقرّة وعلمانية في دولة عراقية موحّدة، مع سحق المقاومة بجيش الأمريكي، مسنود من قبل جيش وطني عراقي درّبته الولايات المتّحدة – فان هذا النصر بعيد الاحتمال. ويتطلّب قوات أمريكية لإنجازه يجب أن يكون عددها أكبر جدا من ما موجود حاليا، والدعم العراقي لمكافحة التمرّد بقيادة الولايات المتحدة يجب أن يكون أكثر اندفاعا. القوات الأمريكية الحالية (قريبا ستنفّص) ليست كبيرة بما فيه الكفاية لسحق التمرّد المعادي للأمريكان أو توقف النزاع الطائفي السني الشيعي. كل المشاكل تواصل لتبقى بدون حسم، لكنها سوف تزيد الكره للاحتلال الأجنبي. علاوة على ذلك، فلا الشيعة ولا الأكراد من المحتمل أن يخضعوا مصالحهم المعيّنة إلى وحّدة العراق مع جيش وطني واحد وأصيل.
بينما أظهرت المساومة على الحكومة الجديدة، القوتان المهيمنتان في العراق هما-- التحالف الشيعي الديني والأكراد الانفصاليون –يتقاسمون في مصلحة مشتركة وهي منع إعادة الهيمنة السنيّة، وكل منهما مصمم على الاحتفاظ بقدرة عسكرية منفصلة للدفاع عن مصالحها المعيّنة الخاصة، بشكل كبير على حساب السنّة. جيش وطني حقيقي بكل معنى الكلمة هذا وهم.
الاستمرار وبعناد للبحث عن " النصر "في نموذج الخراب هذا فان أمريكا تسير الكلف المتصاعدة في الدمّ والمال، بدون الحاجة، لذكر اشتداد العداوة الإسلامية وتآكل هائل في شرعية أمريكا الدولية، ومصداقيتها وسمعتها الأخلاقية.
إنّ تعريف الإدارة الأمريكية "للهزيمة" مضلّل بنفس الطريقة. يتكلّم الناطقون الرسميون والغير رسميين في أغلب الأحيان في الشروط التي تتذكّر التنبؤات الإيحائية التي قيلت في وقت سابق بخصوص نتائج الفشل الأمريكي في فيتنام: تساقط أحجار الدومنة، إنفجار المنطقة وتضاؤل القوّة الأمريكية. لمسة إضافية للفكرة وهي إن المتمرّدين العراقيين بعد ذلك سيبحرون عبر الأطلسي ويشنّون إرهابا على الوطن الأمريكي.
الاختيار الحقيقي الذي من الضّروري أن يواجه بين:
أما القبول بالحقائق المعقّدة ما بعد صدام حسين من خلال فك الارتباط العسكري نسبيا -- الذي يتضمّن فترة انتقالية ونزاع سياسي مكثّف حتى ينجلي الغبار أولا ثم المضي كما تريد الأغلبيات العراقية الأصيلة من خلال ترتيباهم السياسية الخاصة. أو استمرار الاحتلال العسكري غير الحاسم واستمرار الهدف المراوغ منه.
انه أمر مريب، على أقل تقدير، لان الدعم السياسي المحلي الأمريكي لهذا الجهد العقيم يمكن أن يطيل المساندة له بالشعارات الزائفة كون العراق أصبح "الجبهة المركزية في الحرب العالمية على الإرهاب."
على النقيض من ذلك, فان فك الارتباط العسكري بنهاية الـ2006، يمكن أن يشتق من تعريف أكثر واقعية لنتيجة كافية، يمكن أن يضمن بأنّ الكفّ عنه ليس مساويا للخسارة. في عراق مسيطر عليه من قبل الشيعة والأكراد – الذين يشكلون تقريبا الـ75 بالمائة من السكان -- الفئتان تشتركان في مصلحة عامة في استقلال العراق كدولة. الأكراد، بحكمهم الذاتي يبلغ في الواقع إلى شبه سيادة، ما عدا ذلك سيهدّدون من قبل الأتراك. والشيعة العراقيين أولا لأنهم عرب؛ وليس لهم رغبة ليكونوا تابعين لإيران. بعض السنّة، عندما يدركون بأنّ الإحتلال الأمريكي على وشك الانتهاء، فهم سيكونون في مواجهة تحالف شيعي كردي ساحق، سيكونون أكثر ميلا للتكيف مع الحقائق السياسية الجديدة، خصوصا عندما لا يكون هناك سبب لتحشيد المقاومة ضد محتل أجنبي.
بالإضافة إلى ذلك، فانه من المحتمل بأنّ كل من الكويت والمناطق الكردية العراقية تكون مطيعة إلى بعض الوجود العسكري الأمريكي ليبقى كضمان ضدّ ثورة مفاجئة. عندما تنهي الولايات المتّحدة احتلالها العسكري،فان نوعا من الاشتراك من قبل الدول الإسلامية في حفظ السلام في العراق سيكون سهل التدبير، وتدخّلهم يمكن أن يساعد أيضا لتبريد العواطف المعادية للأمريكان في المنطقة.
في أيّ حال من الأحوال، بينما تصبح سياسة عراقية أكثر تنافسا بشكل تدريجي، من المؤكد تقريبا بان الزعماء العراقيين الأصيلين (لا يختارون من قبل الولايات المتّحدة) -- لتشريع ادعائهم للسلطة -- سيبدأون بالطلب علنا عن تأريخ مؤكّد للانسحاب الأمريكي. ذلك لمنفعة الجميع . في الحقيقة، هم يجب أن يشجّعوا بشكل هادئ لعمل ذلك، لأن الذي يزيد دعمهم الشعبي بينما يسمح للولايات المتّحدة لادعاء أعاد التعريف بجدية ل"لإنجاز المهمة."
الخطوة الأولى الضرورية إلى تلك النهاية للرئيس هي للهروب من شرنقته السياسية. وخطابات منتجي سياسته المؤمنين الحقيقيين حوله الذين هم بشكل كبير مسؤولون عن الفوضى في العراق. عندهم حصة خاصّة في تعريفهم للنصر، وهم يعزّزون اتهاماته بدلا من أن تنقّية أحكامه. يحتاج الرئيس بشكل علجل لتوسيع دائرته من المستشارين. لم لا يستشير البعض فإن الجمهوريين والديمقراطيين لا يريدون مكتبا عامّا للاستشارة -- كما يقول ، وارن رودمان أو كولن باول أو لي هاملتن أو جورج ميتشيل -- بخصوص تعريف نتيجة محتملة لحد الآن سهلة المنال في العراق؟
وختاما، فانه يجب على الزعماء الديمقراطيون أن يتوقّفوا عن المراوغة في الوقت الذي يشاكون فيه. فان هؤلاء الذين يودون القيادة في سنة 2008 هم غير راغبين بالخصوص التصريح بصورة واضحة بأن إيقاف الحرب حالا، هو مرغوب ومندوب إليه إلا إنهم يخشون أن يوصموا بعدم الوطنية ومع هذا فان تحديد حجة ناقضة مؤثرة لأولئك الذين يبتغون بغباء نصرا لا يمكن تحقيقه لان أمريكا تحتاج إلى خيار حقيقي فيما يخص مجازفتها المأساوية في العراق
الكاتب: Zbigniew Brzezinski كان مستشار الأمن القومي للرّئيس جيمي كارتر.
الواشنطن بوست: الأحد، 8, يناير/كانون الثّاني 2006
ترجمة: كهلان القيسي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ويكيليكس يعلن أن جوليان أسانج -حر- وغادر بريطانيا بعد إبرامه


.. الاتحاد الأوروبي يوافق على فرض عقوبات جديدة على روسيا بسبب ا




.. عاجل|10 شهداء بينهم شقيقة رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل


.. اللواء فايز الدويري: إذا توفرت أعداد من سلاح القسام الجديد ف




.. العربية تحصل على فيديو حصري لمحاولة قتل طفلة برميها في مياه