الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اللعنة السورية

لاوند ميركو

2017 / 2 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


من الطبيعي بمكان أن تثور المجتمعات البشرية على طبيعة الأنظمة الإستبدادية التي تسعى بكل الوسائل المتاحة للحفاظ على ديمومة سلطتها وامتيازاتها . ومن الطبيعي أيضا أن تمارس هذه الأنظمة كل وسائل الضغط والقمع بحق المجتمع الثائر وتستخدم جميع الطرق المتاحة لها في سبيل إفراغ الثورة من مضمونها لتتمكن من القضاء عليها وإحدى تلك الوسائل تكمن في طرح البديل أو الطرف النقيض لتلك الثورة وتدعمه بكل السبل الممكنه لإقناع الرأي العام المحلي والدولي بصوابية الثورة الظل أو مايعرف باسم الثورة المضادة حيث يشهد التاريخ بنجاح هكذا ثورات في الكثير من النماذج التاريخية وما سمي بالربيع العربي خير دليل على مانتطرق إليه في العصر الحديث ولكن المثير في هذه الثورات أن أصحابها ينقلبون على أصحاب القضية العادلة وينصبون أنفسهم دعاة للحرية والكرامة والعدالة والحقوق وينتهجون أسوأ أشكال التسلط وحتى الإرهاب بجميع أشكاله المقنعة وتختلط الأشكال في خضم الثورات فيتحول اليساري إلى مجاهد والمجاهد إلى يساري ثوري والطائفي إلى وحدوي والمتشدد العنصري إلى ديمقراطي وماشابه لتفقد الثورة الحقيقية حاضنتها وتتعرض للإبادة بشكل لايؤسف عليه كل ذلك ضمن مايسمى بالحرب الخاصة وفي العلن تقوم تلك التشوهات الثورية بخلق حالة جديدة تغير المسار الحياتي للمجتمع الثائر .
وسوريا اليوم هي المثال الصارخ لهكذا انموذج حيث تنتشر العاهات السياسية والمسلحة التي ارتكبت في واقع الأمر جرائم لايتصورها العقل السوي من تزوير وتشويه للحقائق التاريخيه والديموغرافية ناهيك عن الإبادات التي حصلت سياسيا وثقافيا وجسديا ولم تسلم منها حتى أبسط البنى التحتيه وتدمير الأوابد التاريخيه التي تمثل هوية المكان بحروب مفروضة ومدروسة في غرف مظلمة يدفع فاتورتها الإنسان أولا وأخيرا بغض النظر عن انتمائه العرقي والأثني والعقائدي.
لقد تحولت الثورة الأخلاقية في سبيل الحرية والكرامة إلى ثورة الكسب والإرتزاق وامتهان للقتل الإحترافي والعشوائي المتداخل وكل المسرحيات الرامية لوقف نزيف الدم وحل الأزمة لم تتجاوز أن تكون وسيلة وشكلا آخر لإطالة عمر هذه المجزرة ما يشكل عبئا إضافيا على كاهل الثورة البيضاء أو الحمراء في مواجهة ذاتها كل يوم وإلا فإن البديل أو الطرف النقيض سيخرج من الظل
إذا هي لعبة المشاريع المتناحرة أو لعبة الأمم وتوزيع لمناطق النفوذ بأدوات جديدة غير تقليدية وتورط الجميع في هذه الحرب القذرة لن يؤمن لهم المستقبل المنشود لأن الارتدادات الثورية تكون أقوى وأقسى من الثورة ذاتها وجميع المؤشرات والقراءات في الواقع السوري تبشر بمصير أسود لكل من تركيا وإيران والسعودية وقطر هذا الرباعي الغارق في الدم السوري حتى الثمالة مدان بكل الأشكال وما عملية التدمير الذاتي وعمليات التصفية الداخلية التي يشهدها مرتزقة هذه البلدان رغم الترويج الضخم لها لتلميع صورتها إلا دليل واضح وضوح الشمس على انهيار جميع تلك المشاريع أمام تنامي الثورة الديمقراطية القادمة من شمال سوريا بريادة الأكراد السوريين ومعهم جميع مكونات الشمال السوري مهما قصر الزمن أو طال ليكون الانكسار المدوي للثورات المضادة الممولة خارجيا.
وبعيدا عن التطرف للإنتماء فإن ماتبقى من الشعب السوري يعي تماما حساسية هذه المرحلة ودقتها ما ينذر بأن ارتدادات هذه الأزمة قد وصلت إلى مستوى لايمكن السيطرة عليه من قبل المتورطين المحليين والإقليميين وحتى الدوليين لأن الحريق السوري مؤهل للوصول إلى الجميع وما محاولات التمويه للحل إلا عمليات هروب للأمام من قبل رعاة الارهاب تحت يافطة البحث عن الحلول أو البحث عن كبش فداء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قيادي بحماس: لن نقبل بهدنة لا تحقق هذا المطلب


.. انتهاء جولة المفاوضات في القاهرة السبت من دون تقدم




.. مظاهرة في جامعة تورنتو الكندية تطالب بوقف حرب غزة ودعما للطل


.. فيضانات مدمرة اجتاحت جنوبي البرازيل وخلفت عشرات القتلى




.. إدارة بايدن وإيران.. استمرار التساهل وتقديم التنازلات | #غرف