الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قل لي ما لون قميصك قبل عشرين سنة.. أقل لك من أنت

كريم كطافة

2006 / 1 / 16
كتابات ساخرة


هذه ليست حكمة لفيلسوف أغريقي، كذلك هي ليست حزورة بغدادية قالها أحد أساطين الفكاهة، وهي إلى ذلك ليست عملية حسابية للخوارزمي، كما هي ليست دعاية لأحد المنجمين المستجدين ليبزغ نجمه في عالم النجوم والتنجيم، وفي كل الأحوال لا يمكن نسبتها إلى المرحومة جدتي، لأن المغفور لها توفيت قبل أكثر من عشرين سنة بدشداشة سوداء عاشت بها وماتت بها، في حياتها لم تتعرف على كل أنواع القمصان بما فيها قمصان النوم. الذي اكتشف هذا الاكتشاف المذهل، هو وزير عدل سابق لأعظم دولة في المنطقة هي المحروسة (دولة قطر). فجره في الجلسة الثالثة من جلسات سماع الشهود والمشتكين في مسلسل محاكمة المشتبه به (صدام حسين) حول مجازر (الدجيل).
السيد (نجيب النعيمي) هذا، اعتقد في ليلة قمراء كان النسيم فيها عليلاً لهبوبه من البحر وليس من الصحراء؛ أنه فطحل من فطاحل القانون شرقاً وغرباً، شمالاً وجنوباً. لماذا..؟ إليكم الأسباب: أولاً؛ هو الوحيد الذي سمحوا له دون كل محاميي أمة لا إله إلا الله، بحضور محاكمة تاريخية تحاكم طاغية كان مستفرداً بشعبه في مكان ما خارج التاريخ، إذن من يدافع عن هذا (الزلمة) ويسحبه من خارج التاريخ إلى داخله، لا يتحصل على أسباب الشهرة العريضة فحسب، بل والفطحلة كذلك، لأن القضية كما هو واضح لا تخص قضية نفقة أو طلاق أو تجحيش امرأة أو قضية مخدرات وغيرها من قضايا يتورط بها محاميي هذه الأمة من يوم تخرجهم إلى يوم مماتهم.. وثانياً؛ أن السيد المحامي الفطحل وجد نفسه يرى ما لا يراه الجميع، بينما الجميع غارقين في توقعات نوع العقاب الذي سيعاقب عليه المشتبه به وأعوانه، فأن السيد (النعيمي) هو الوحيد الذي رأى أسباب البراءة واضحة كعين الشمس لموكله. أما عظمة دولته، فهذا أمر لا يستند إلى مساحتها، لأن مساحتها شيء لا يعتد به، هي أصغر حتى من مساحة بلدة (الدجيل) العراقية مدار قضية المحكمة..!! لكنها عظمة بالاستعاضة، ونظام الاستعاضة في حالتنا ليس نظام هندسي، بل هو نظام عربي، فحواه تقول؛ بما أن دولة (قطر) رسمياً هي محمية طبيعية لدولة عظمى اسمها (أمريكا)، إذن وبالاستعاضة ستكون دولة (قطر) كذلك دولة عظمى. والذي زاد من شعور الوزير السابق بالعظمة، هو جلوسه كتفاً إلى كتف مع وزير عدل كذلك سابق لذات الدولة العظمى (أمريكا) هو السيد (رامزي كلارك). عندها نستطيع القول بتكامل أضلاع العظمة من كل حدب وصوب. أو كما يقول إخواننا المصريون: عظمة على عظمة..!!
كانت لهذا السيد المحامي الفطحل، أربعة أسئلة لم يخمسها إلا في حالة واحدة سنأتي عليها. الأسئلة هي: هل شاهدت بعينك السيد (صدام) وهو يمارس جرائم حرب.. الجواب سيأتي من الشاهد، لا محالة بـ:لا. هل شاهدت بعينك السيد (صدام) وهو يمارس جرائم إبادة بحق الجنس البشري..؟ والجواب سيكون كذلك: لا. هل شاهدت بعينك السيد (صدام) وهو يعذب المعتقلين..؟ كذلك الجواب: لا. هل قدمت شكوى في ذلك الزمن ضد الذين عذبوك..؟ والجواب هنا سيكون (لا) مصحوبة أما بضحكة أو حسرة أو تهويمة من اليدين إلى رب العالمين مع جملة مبتسرة تقول: الشكوى لغير الله مذلة.
هكذا، وطيلة الثلاث جلسات، داوم السيد المحامي الفطحل والوزير السابق لدولة قطر العظمى على رباعيته، مصحوبة بابتسامات عريضة، كان يوزعها بعدالة منقطة النظير، تارة للشاهد وأخرى للمتهم وثالثة للقاضي ورابعة لهيئة الإدعاء وخامسة للكاميرات الفضائية.. كان السيد فرحان (أوي)، وعلى ما يبدو كان معجباً بابتسامته، على خلاف الهيئة المفترضة لمحامي موكل عن قضية فيها حياة وموت موكله على كف عفريت. من يدري لعلها تطلع دعاية لمعجون أسنان..!! لكنه في الجلسة الثالثة وقبل نهايتها بقليل، داهمه ومن حيث لا يدري، إلهام رباني جعله ينطق بما نطق به وهو يوجه أسئلته إلى ذلك الفلاح المسكين، الذي كان يشكو من تجريف بساتينه وقتل أولاده وقلب حياته على البطانة بأوامر مباشرة من المجرمين الذين أمامه في القفص، سأله المحامي وبذات الابتسامة المعجونية: هل تستطيع أن تخبرني ماذا كان لون قميصك يوم جرفوا بساتينك..!!؟ وأمام هذه الزيادة الواضحة في عيار الفطحلة، لم يتمالك القاضي نفسه هذه المرة من الضحك وتنبيه السيد المحامي؛ أن هذا سؤال غير منتج سوف لن نثبته، لكن الشاهد أو المشتكي مع ذلك لم يفوتها للمحامي الفطحل، أجابه: والله يا أستاذ في ذلك الوقت لم اكن ارتد قميص.. بل دشداشة...!!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم السرب للسقا يقترب من حصد 28 مليون جنيه بعد أسبوعين عرض


.. الفنانة مشيرة إسماعيل: شكرا للشركة المتحدة على الحفاوة بعادل




.. كل يوم - رمز للثقافة المصرية ومؤثر في كل بيت عربي.. خالد أبو


.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : مفيش نجم في تاريخ مصر حقق هذا




.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : أول مشهد في حياتي الفنية كان