الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


زياد المختلف

سليم البيك

2006 / 1 / 16
الادب والفن


كان للمسرح دوراً بارزاً في المشاركة لخلق أو تجديد الوعي في المجتمعات الإنسانية. لا يتعلق الأمر بالمواضيع الاجتماعية و السياسية التي تناولها المسرح العالمي فحسب, فمواضيع كهذه تجدها أيضاً في الشعر و الرواية. تكمن خصوصية المسرح في الاتصال المباشر مع الجمهور وهو المعني بتلك المواضيع. و المسرحية إضافة لقراءتها يمكن أن تشاهد أو تسمع- في حال المسرحيات الإذاعية- و هي هكذا تتوسل أداة التواصل المباشر في الحياة اليومية بين الناس.
أما بالنسبة "للاسكتشات" و هي تحتمل تسمية "مسرحيات قصيرة جداً". فهي قادرة, لقصرها و بساطة تناولها شتى المواضيع بلغة محكية, على الوصول إلى المتلقي بسلاسة أكثر, و خاصة في مجتمع كمجتمعنا العربي البعيد و المبعد ليس عن المسرح فحسب, بل عن القراءة بحد ذاتها.
من أقوى "الاسكتشات" الإذاعية العربية هي تلك التي أبدعها الموسيقي و المسرحي الشيوعي زياد الرحباني, و المذاعة عبر أثير "صوت الشعب" في عدة برامج كـ "بعدنا طيبين قول الله" و " العقل زينة" و تابع لشي تابع شي".
تناولت البرامج الثلاثة مختلف المواضيع كالحرب الأهلية اللبنانية مبيناً المخططات و المؤامرات و التكتيكات و الاستراتجيات ببساطة يفهمها الإنسان العادي, فلم تستدع "اسكتشاته" ثقافة عالية ولا شهادات مبروزة ولا كتب مكدسة بالرغم من "دسامة" المواضيع التي عالجها و بفلسفة أعمق و أبسط من الكثير من الكتب التي تناولت ذات المواضيع. كما تناولت المشاكل اليومية و الحياتية التي يعاني منها المجتمع و يعيشها بتماس مباشر من "ديمكراتس" و "حريمس" و "سياسس" و "اجتماعس".
من المعروف عن زياد, و هو ابن الفنانين الكبيرين عاصي و فيروز الرحباني, خطه الوطني المقاوم لتدخل العسكر الأجنبي في الشؤون الداخلية اللبنانية و ذلك منذ التدخل السوري المساند للكتائب و القوات سنة 76 و ليس انتهاء بالاجتياح " الإسرائيلي" سنة 82 إضافة للتدخل الأمريكي و الفرنسي منذ ذلك الحين و حتى اللحظة, و عرف عنه كذلك الرفض الصريح و الواضح لأي "طابور خامس" لبناني لقوى خارجية لها أجندتها الخاصة. و كان , هو و الحزب الذي ينتمي إليه, من المدافعين "العنيدين" عن القضية الفلسطينية خلال عقود طويلة حتى يومنا هذا, و هو المساند الدائم للفقراء و الكادحين و للديمقراطية و العدالة الاجتماعية و المنتقد اللاذع للطائفية و الفساد و المحسوبية و "الدكاكين" الحزبية. و كل ذلك يتضح في أعماله من "اسكتشات" و مسرحيات و أغان و حتى مؤلفات موسيقية. و من المؤكد أن روح النكتة الدائمة في أعماله حيث الضحكة لا تهدأ, تغني و تبسط "اسكتشاته" و التي كما ذكرت سابقاً تتناول مواضيع "دسمة" و "كثيفة".
كان لزياد دوراً كبيراً في توعية مجتمعات منطقة شرق المتوسط و هو الذي يحسب له الثبات و"النضافة بالمواقف" السياسية و الاجتماعية و الفنية.. زياد, المناضل بمؤلفاته الموسيقية و مسرحياته, "فيلم أمريكي طويل" و "بالنسبة لبكرا شو" و غيرها, و أغانيه , هذا إضافة " لاسكتشاته" و حتى الحوارات الصحفية و التلفزيونية التي أجريت معه, زياد, كهذا, نحن بأمس الحاجة للمزيد من إبداعه الذي يجد طريقه بسرعة لعقل, قبل قلب, المتلقي في وقت ما تزال المجتمعات العربية تعاني فيه من علاقة "استعصائية" بينها و بين العقل و المنطق و اللحن و الوطن و الجمال و الديمقراطية و كل ما يحاول زياد إيصاله بطريقة لا عذر لصدها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صباح العربية | الفنان السعودي سعود أحمد يكشف سر حبه للراحل ط


.. فيلم تسجيلي عن مجمع هاير مصر للصناعات الإلكترونية




.. جبهة الخلاص الوطني تصف الانتخابات الرئاسية بالمسرحية في تونس


.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل




.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة