الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يوم بكى الشيخ........

رشيد كرمه

2006 / 1 / 16
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


بدءاً أعزي الكويت شعبا َوبرلمانا ً برحيل الشيخ جابر الصباح الى مثواه الأخير , وكنت قد بعثت برسالة تعزية الى أصدقائي الكويتيين مشاطرا إياهم الحزن والأسى للمصاب الجلل , مشيدا بما حققه الراحل من(( وقفة )) كنت قد خمنتها ان لاتحدث في زمن سياسة البترو دولار ,,,ولقد حملت المثقفين الكويتيين الكثير من النقد والعتب أيام أضحت الكويت حارة لأزلام صدام يمارسون سياسة الإملاء والبلطجة وكأن الكويت قد إبتلعها الحوت فعلا ً,,,ولاأريد هنا نكأ الجراح ولكنني متأكد من ان الإطلال على التأريخ بين الفينة والأخرى قد يغنينا من الوقوع في الخطأ , وانا ممن لايعتقد ولايؤمن بشكل مطلق ان نسدل الستار على الماضي ونصدق بشعارات المرحلة الراهنةالتي يروج لها الإسلام السياسي بكل مكوناته داخل وخارج العراق والتي تتسم بعدم مصداقيتها أولا ولأنها رجم بالغيب ثانيا ًولأنه ظرف غير مستقر على الإطلاق ثالثا مهما حاولت الأطراف( الداخلية والخارجية ) نفي ذلك.
ولا شك في ان الكويت_شعبا وأرضا وجوا _ ً قد أصابها ماأصاب العراق من أذى وحيف بل بكلمة أدق واشمل واغنى قد شملها غدر القومانيةالتي تزعمها حزب البعث و التي إستخدمت الدين الإسلامي سلاحا , وهكذا أو هذا مايحصل في العراق حاليا ً ولعل التشابه كبيرا جدا بين التيار الديمقراطي العراقي والشعب الكويتي الذي بنى لنفسه طريقا ديمقراطيا على سعة حجمه ا لديموغرافي , فكلانا محاصرا بين فكي كماشة التدخل الخارجي المتعدد الجنسيات وأدواتها المتمثلة حاليا في الأحزاب الإسلامية الطائفية في العراق سنية وشيعية و ( السلفية ) في الكويت والتي تريد تقويض النظام الديمقراطي الذي يمثل مجلس الأمة الكويتي أحد أبرز علاماته . ولهذا أجد من الواجب ذكر و بإختصار شديد وموجز الحقائق التالية التي تصب في محاسن هذا الرجل :
1 – انه ساند الإلتزام بنهج الديمقراطية في داخل بنية مجتمع أبوي يعتمد الولاء العائلي والقبلي والمتمسك بتعاليم الأسلام وعبئه .
2- رغم الصفة الإستهلاكية للشعب الكويتي وإعتماده على الخارج الا ان حث الرجل شبيبة الكويت على إستحداث مايمكن إنتاجه في الداخل لم يفتر وهناك مشاريع للنسيج قد أنشئت في العقدين الماضيين .
3-وخلال الفترة المنصرمة تضاعفت الأيدي العاملة الكويتية في مجالات عدة منها تحديدا الأجهزة الصحية والإدارية وهناك أجهزة قد تقلصت فيها الأيدي العاملة الخارجية .
4-رغم هجمات السلفيين على هامش الحرية التي تتمتع بها المرأة الكويتية فلقد دافع عن المرأة وحقوقها في مجتمع ذكوري (متناقض ) ولعل ما حصلت عليه المرأة لاحقا في الكويت يشير الى تنامي وعي المثقفين ودورهم في المجتمع رغم همجية السلفيين .
5-لقد بات الإعلام الكويتي واضحا أزاء الكثير من القضايا ومنها الثقافية ومنها الشأن السياسي الذي كان حكرا على العائلة الحاكمة وباتت أصوات المثقفيين والسياسين تعلوا رغما عن أنف المتشددين وهذا يشكل أهمية بالغة في ظرف سياسي معقد شمل المنطقة بأسرها .
6- وحتى لاأستطرد كثيرا في ما أنجزه الشيخ جابرفي حياته السياسة بنجاحاته وإخفاقاته على الأقل في الوقت الحاضر فلست بمعرض تنفيذ الحديث أذكروا محاسن موتاكم , ولكنني قدر ما تمنيت ان لا تصيب نار النظام البعثي في العراق احداً ٌقدر ماتمنيت ان يعي الشيخ جابر وعائلته سر صراخ العراقيين وأنيينهم لابل بكائهم من جور ( العربي والمسلم والعراقي ) ولأن اتاحت (((اللعبة السياسية الأمريكية العالمية ))) الفرصة لأن يقف الشيخ جابر على منصة الأمم المتحدة ويطالب بعودة وتحرير الكويت من الغازي ويبكي بكاء المحروق وهذا من حقه طبعا ً عبر كل أجهزة الإتصال المرئية , أجد لزوما ان أقول لمن سيخلفه إياكم والصمت واللا مبلاة على صراخنا نحن الديمقراطيين العراقيين والكويتيين على غزو الهمج والمتخلفيين لبلدينا فنحن في خندق واحد .
ونتشابه في كثير من الأوجه لأننا نمتلك ثروة نفطية وطاقة لاتنضب من الإبداع إذا ماتوفرت ظروفا أكثر أمنا وسلاما وطمأنينة وهذه ما لاتتوفر في الأنظمة الأستبدادية ,,,
ولعلني قد شرحت الموقف الودي للعراقيين لأكثر من موقع كويتي معزيا ً ومذكرا باليوم الذي بكى فيه الشيخ .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كأس أمم أوروبا: إسبانيا تكتسح جورجيا وإنكلترا تفوز بصعوبة عل


.. الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية الفرنسية: نتائج ودعوات




.. أولمرت: إذا اندلعت حرب شاملة مع حزب الله قد يختفي لبنان.. وا


.. إسرائيل تتحدث عن جاهزية خطط اليوم التالي للحرب وتختبر نموذجا




.. ميليشيا عراقية تهدد باستهداف أنبوب النفط المتجه إلى الأردن|