الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اضلاع مثلث الإرهاب

اكرم بوتاني

2017 / 2 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


بعد ان وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ايران بأكبر دولة راعية للإرهاب تغير الخطاب التركي بمئة وثمانين درجة ، واصبحت إجتماعات تركيا مع السعودية على مدار الساعة ، والسبب في ذلك هو ان تركيا تعلم بانها الدولة الأكثر رعاية للإرهاب من ايران ، لكن تغاريد ترامب اعطتهم الطمأنية الكاملة ، اما السعودية تلك الدولة المصدرة للفكر الوهابي الإرهابي فباتت ترقص طربا على الحان الرئيس ترامب .
قد لايختلف اثنان على ان ايران ترعى مصالحها وهو حق مكفول من حقوق الدول ، ومصالح النظام الإيراني لاتعني الإهتمام بالمواطن الإيران ورفاهيته وسعادته ، وانما مصالح ايران تكمن في توسيع رقعة الجمهورية الإسلامية ، فالمواطن الإيراني قد تحول الى قطيع شاء ام ابى ، حاله في ذلك حال مواطني غالبية الدول الإسلامية ، لذلك تجاهد ايران على ان ترعى الإرهاب في تلك الدول التي يسكن فيها اتباع المذهب الشيعي ، مستغلة شباب تلك الطائفة لزعزعة استقرار تلك الدول وتغيير انظمتها السياسية وإستبدالها بأنظمة تتماشى مع المصالح الايرانية ، هذا يعني ان إرهاب ايران لايتعدى بضعة دول سنية المذهب .
اما السعودية وتركيا فهما صانعي الإرهاب الوهابي السني في العالم بأسره ، واحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 أوضح دليل على أن أصحاب المذهب السني يحملون الفكر الإرهابي ، حيث لم يكن بين إرهابي 11-9 شيعيا واحدا ، ومتابعة بسيطة لكل الاعمال الإرهابية التي حصلت في العالم طيلة السنوات الماضية قد لا تجدهناك مكان لشخص شيعي واحد ، بينما هناك الكثير من الأدلة التي تبرهن على ان السعودية وتركيا وحتى دولة قطر يغذون الإرهاب ويدعمونه بالمال والرجال ، وليس القصد هو تبرأة ايران من دعمها للإرهاب ، فهذه الدولة برهنت على انها ترعى الإرهاب الشيعي من لبنان والى سوريا واليمن وانتهاءا بالعراق ،عليه فإرهاب هذه الدولة كما اشرنا محصور في تلك الدول التي يسكنها الشيعة جنبا الى جنب مع السنة ، والسؤال هو لماذا اصبحت ايران دولة راعية للإرهاب حسب المفهوم الأمريكي واستبعدت اكبر دولتين ارهابيتين الا وهما السعودية وتركيا من هذه المعادلة ؟
هناك جملة من الأسباب التي جعلت من ايران ان تصنف بأكبر دولة راعية للإرهاب ، منها انها تحاول جاهدة ان يكون لها موطئ قدم في منطقة الخليج العربي ، وهي منطقة النفوذ الأمريكي ولايمكن لأي دولة ان تتجرأ وتنافس الولايات المتحدة الأمريكية على هذه المنطقة ، حتى روسيا التي تمتلك القوة الحقيقية لمواجهة امريكا لم تحاول بجدية ان تقترب من دول الخليج ، فكيف لإيران ان تفعل ذلك وهي لاتملك تلك القوة وما تتظاهر به من قوة هو مجرد اقاويل لاصحة لها ، وهي قوة شبيه بقوة بطل العروبة صدام حسين والذي لم يتمكن من مجابهة الألة العسكرية الأمريكية بضعة ايام ، ثم ان ايران شاركت في زعزعة استقرار المنطقة من خلال دعمها لمجاميع شيعية في لبنان واليمن والعراق ، ولاننسى بان ايران هي التي ساعدت في بقاء النظام السوري الدموي وإلا لكان بشار الاسد في خبر كان منذ السنة الأولى للإنتفاضة الجماهيرية اما مقتولا واما هاربا الى ايران ، والمشكلة هو ان المجاميع الشيعية المدعومة من ايران لاتفقه اللعبة السياسية كما يفقهها وكما يخطط لها ملالي طهران ، وإذا ما تابعنا حسن نصرالله اللبناني الإيراني سنجده شخصا اصيب بالغرور الغير مبرر وازداد في خطبه الرنانة واكثر من كلامه ، وكثرة الكلام في حالة الغرور تكشف النوايا ، وبذلك اظهر حسن نصرالله النوايا السيئة لسياسة ايران في المنطقة ، ونفس السيناريو حدث ولا يزال يحدث في العراق ، ففي الكثير من الاوقات كان يظهر نوري المالكي واتباعه مهددين البحرين والسعودية وتركيا وكأنهم قد تمكنوا من جعل العراق الدولة التي لاتنافسها دولة في المنطقة ، وهو من الامور المخجلة حقا ، لأن تلك الزمرة دمرت العراق وزرعت روح الفتنة المذهبية بين ابنائه اكراما لإيران فعراق آمن ومستقر لايصب في مصلحة ايران ، ثم يأتي السبب الاكثر اهمية في تصنيف ايران بأكبر دولة ارهابية الا وهو سعيها الى امتلاك اسلحة دمار شامل تهدد بها الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها من خلال امكانية وصول تلك الاسلحة الى ايدي الإرهابيين امثال حسن نصرالله ، وامتلاك اسلحة دمار شامل واحتمالية وصولها الى ايدي الإرهابيين كان السبب الرئيسي للإطاحة بنظام صدام حسين .
لابد ان يكون المجتمع الدولي منصفا في تحديده للدول الداعمة للإرهاب ، فالإرهاب الذي يحصد ارواح المدنيين الأبرياء في العالم الغربي ناتج عن الفكر الوهابي الذي يغذى في السعودية وتركيا وليس في ايران فالإرهاب الذي طال فرنسا والمانيا وغيرهما من الدول الغربية لم ينفذه افراد من ابناء المذهب الشيعي وانما نفذه الوهابيون المدعومون من العربية السعودية وتركيا ولابد ان توضع هاتين الدولتين الى جانب ايران عندما توصف الدول بالارهاب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فلسطينيون يرحبون بخطة السداسية العربية لإقامة الدولة الفلسطي


.. الخارجية الأميركية: الرياض مستعدة للتطبيع إذا وافقت إسرائيل




.. بعد توقف قلبه.. فريق طبي ينقذ حياة مصاب في العراق


.. الاتحاد الأوروبي.. مليار يورو لدعم لبنان | #غرفة_الأخبار




.. هل تقف أوروبا أمام حقبة جديدة في العلاقات مع الصين؟