الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معاً لدوام التخلف

كمال غبريال
كاتب سياسي وروائي

(Kamal Ghobrial)

2017 / 2 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


يسألني كثيرون عن تصوري لكيفية خروج شعوبنا من حالتها البائسة الراهنة، ويطالبونني بعدم الاكتفاء بالتوصيف بالغ ‏السواد والتشاؤم لما نرزح فيه، منزعجين أشد الانزاج من خروجي على المألوف في خطاب النخب، الذي أدمن صب ‏اللعنات على الحكام وبطانتهم، ونزوعي الدائم لتحميل "الضحية" الذي هو (في شرعهم) الشعب نتائج فساد حكامه.‏
المشكلة فيما أرى هو دور "الضحية" هذا الذي نصر أن نلعبه. في دور "المفعول به" الذي نستمرئه، لنظل هكذا وعبر ‏القرون مجرد "ضحية". وفي أن نظل نرجم كل صاحب رؤية، تحاول أن تنقلنا من دور "المفعول به" إلى دور "الفاعل".‏
بعد الهجوم الكاسح على رؤيتي حتمية البدء في الإصلاح من القاعدة وليس من القمة، والتي كانت محور مقالي السابق، ‏قد أفكر في التراجع عن تحميل الشعب مسئولية فشله، لأجلس مع القطيع بجوار الحائط، أندب المظلومية وأحترف لطم ‏الخدود، أو أحيا في عالم مواز من الشعارات والأمجاد الوهمية. أشتم أو أمجد سيادة الرئيس، باعتباره السبب الأوحد لكل ‏نكباتنا، أو البطل المغوار والقائد الملهم والمهدي والمسيا المنتظر وجودو، أو كما نقول في مصر: "بابا وماما وأنور ‏وجدي"!!‏
فأنا لا أعرف حتى الآن مع الأسف طريقة عملية، ‏‎ ‎يحصل بها الشعب الفاسد على حكام غير فاسدين، ولم نشهد طوال ‏تاريخنا نجاحاً عملياً لنظرية المستبد العادل، بل تهدم من مقومات حياتنا ما فيه الكفاية، جراء سيرنا كقطيع يهلل ويهتف ‏بحياة وبطولات القائد والزعيم الأوحد. فما لم ينتقل الشعب من حالة القطيع الأعمى إلى حالة حرية مبدعة ومنتجة، لن ‏يتحول الحاكم أبداً من حالة "طاغية فاسد وفاشل"، إلى حالة رئيس "عادل ومخلص وناجح"، مهما بدلنا في الشخصيات، ‏سواء عبر انتخابات أو ثورات.‏
لا بأس من تحميل "الحكام" كل بلاوينا، مع الأخذ في الاعتبار أن "الحكام" يندرجون في قائمة طويلة، تمتد من القمة ‏للقاعدة، بداية من رئيس الجمهورية، ‏‎ ‎حتى ملاحظ فريق من عمال النظافة.‏
تستطيع أن تنسب بؤسك لعشرات الأسباب الخارجة عن إرادتك، ‏‎ ‎لكنك هكذا ستظل بائساً إلى الأبد. فهناك قانون طبيعي ‏ألا يحصل شعب من الحياة على غير ما يستحق،‎ ‎سواء رضينا عن هذا القانون أم لم نرض. من ليس بيدهم حيلة ‏لتغيير ما هو قائم، ‏‎ ‎لا يحق لهم التطلع لما هو أفضل. كلام في منتهى القسوة هذا. لكن إن لم تكن جديراً بما هو ‏أفضل، يمكنك انتظار إحسان المحسنين. . ‏‎ ‎يمكنك التسول. فالحياة لا تعرف بعد قانون القوة والمقدرة غير هامش ‏التطفل والتسول.‏
أخيراً
إذا كان التعليم الحديث الذي يخرج لنا أصحاب عقول منفتحة مبدعة قادرة على مواكبة العصر هو البوابة الوحيدة ‏لمستقبل أفضل، فمن الجلي لنا أنه لن يقدم أو يستطيع أحد تحديث التعليم في مساحة الشرق الأوسط المنكوبة ‏بشعوبها،‎ ‎فهذا يعد خطراً بالفعل على النظام الاجتماعي وثوابت الأمة وهويتها.‏
لكن
هل وسائل التواصل الاجتماعي قادرة على إحداث شروخ في جدار ثقافتنا، تتطور لتصدعات كافية لانهياره، لتنفتح لنا ‏أبواب النور والحرية والحداثة؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لا رأس الدولة ولا الشعب هما المسؤولين
nasha ( 2017 / 2 / 22 - 00:30 )
تشخيصك صحيح ولكنه غير محدد
المثقفون والمفكرون هم سبب التخلف لان الشعب منقاد لهم ولم يخترع ثقافته بنفسه.
من يقرأ ويكتب ويبحث في كتب التاريخ والعلوم والاديان
ومن يسيطر على مؤسسات التعليم والتثقيف من مدارس ومعابد ومعاهد وجامعات واعلام بكل انواعها هو المسؤول عن التخلف وليس الانسان البسيط الذي يبحث عن قوته اليومي ولا رئيس الدولة والقيادة العليا.
القيادات الادنى ورجال الدين والمثقفين هم من يتحمل كل المسؤولية
تحيىة


2 - الموجة قلبت
حبظلم ( 2017 / 2 / 22 - 11:27 )
في الخمسينيات من القرن الماضي كانت أجهزة الراديو, تصاب بخلل فجائي , بينما الناس يستمعون لأغتية , تتحول لاذاعة أخري , وربما بلغة لا يفهمونها ؟؟ فيقولوا : الموجة قلبت .. ويعيدوا مؤشر المذياع لصوابه
أشعر بان شعيرات مخي قد تداخلت وأغلبها قد انصهر

أستاذ ناشا - تعليق 1 أشكرك لانك ثبت وضع العربة أمام الحصان ! ولست متأكداً مما أقوله !! فبداخل مخي : الموجة قلبت
وانقلاب الموجة بداخل المخ , صار ظاهرة بين المفكرين المحترمين , ويمكننا ذكر أسماء ومقالات بروابط نشرها
القيادات الأدني ورجال الدين والمثقفين ( الذين حملتهم المسؤولية .. وبرأت الرأس والقيادات العليا ! ) هؤلاء .. الذي يقدمهم أو يؤخرهم أو يقطع أرزاقهم , أو يلفق لهم المكائد أو يلقي بهم بالسجون هو : الرأس والقيادات العليا ,ممثلين في جهاز مخصص لأمنهم هم . لا سواهم
من الذي يحرق سيارة الإعلامي اذا تكلم . أو يعرضه للضرب والاهانة!؟ وماذا تنتظر منه بعد ذلك ؟ والذي صرح بأحزاب دينية بسرعة البرق !؟ ومن الذي تعهد ووعد قيادات الشعب - الشبابية - بالاستجابة لمطالب الشعب الثائر .. ثم غافلهم وسحبهم للسجون !؟ و.. الخ - لعله بات سهلا تحديد المسؤول


3 - موجتك اصلا مقلوبة
nasha ( 2017 / 2 / 22 - 12:09 )
يا استاذ سؤال بسيط من فضلك
من الذي يصنع الثقافة والفكر في المجتمع ؟ هل هي القيادة السياسية؟
السياسي لا يستطيع ولا يمكن أن يخرج عن الثقافة المتبعة في المجتمع واذا فعل يفقد شعبيته ويسقط حتما.
كم مرة خلال السنتين الأخيرتين دعى السيسي إلى تبديل الخطاب الديني لا بل دعى إلى ثورة إصلاح ديني . كيف كانت استجابة المجتمع له ماذا حدث ؟ لا شيئ
ألسيسي لا يستطيع أن يجبر الناس على العمل ضد معتقداتهم البالية . وإذا فعل فهذا انتحار وليست سياسة.
ألسيسي في انتظار المثقفين والإعلاميين للدفع بالاتجاه الصحيح بقوة لكي يتخذ قرار قوي ومناسب ولا يمكن له التحرك دون ضمان المثقفين .
وما حدث من تغير يرجع الى عمل الفضائيات والانترنت وليس إلى عمل مثقفي الداخل إلا ما ندر
المسألة ليست بالسهولة التي تعتقد.
تحياتي


4 - الوحشية اقتران للغباء
ابراهيم الثلجي ( 2017 / 2 / 22 - 13:01 )
شوف يا استاذ المشكلة لم تكن ابدا ايجاد المعلومة وتعلمها فاكثر الشعوب مقدرة على استيعاب المعلومة هم الشعوب المسحوقة والمظلومة وانظر الى اللامعين عالميا تجدهم من دولة العالم المتخلف
لنجد ان الدول المتخلفة دائما يحكمها الاوباش والجشعين وهم اساسا اعبياء اعتمدوا شريعة الغاب في حكمهم ولا اقول انظمتهم لانه هناك لا نظام فقضوا على البيئة المناسبة لشريعة الانسان وغيروها لشريعة الغاب بمعنى الكلمة
مثال
يا سيدي يحكموا ويسرقوا لكن بعقل
فانت عندما تريد ان تعمل دولة غير فاشلة تؤمن ميزانيات تصرف فيها على نفسك على الاقل، فعندما تعلم وتعالج الغلابى يتحولون الى منتجين نشيطين مما ينعكس على الحاكم او ما ينعكس
ولما كان حكام العالم المتخلف بلاطجة اعتقدوا ان شفط دماء الناس يبدا بالعصا وينتهي بها
فهم لا يدعون اي شيء ليتطور
ولما كان يروق لامريكا بقائهم فهي لاتبخل عليهم باي مدد عسكري قمعي لدوام سرقة الثروات بالرغم من انها اكثر غباء منهم وكانه قدر على الوحش ان يميل للغباء
فبدل ان يمتلك الدكتاتور مليارات الدولارات فلياخذ شعبه فرصة امتلاكها
لان الزفت الدكتاتور يستهلك وجبة من انتاجهم
بينما الشعب يشتري ملايين منها


5 - الموجة مقلوبة عندي
حبظلم ( 2017 / 2 / 22 - 13:27 )
ناشا - تعليق 3 أنا قلت ان الموجة عندي مقلوبة . واردت ان أفهم منك . فاتضح انك غير متابع بالمرة . مافيش موجات !!هاهاها . لا تعرف ماذا حدث للمثقفين الذين صدقوا الدعوة لإصلاح الخطاب الديني فواجهوا أحكاما بالسجن ،ولم ينفعهم صاحب الدعوة .. ! الم تسمع بعد عن ذلك ؟ منهم الإعلامي - البحيري - الذي قضي عاما بالسجن , والكاتبة - فاطمة - التي حكم عليها ب 3 سنوات بسبب مقال من صفحة واحدة
صح النوم يا أستاذ
حجة الإرهاب والإرهابيين ان الدستور ينص علي أن الدولة دولة دينية لها دين رسمي ( يعني الأديان الأخرى , عشوائيات بلا تراخيص , والدين الرسمي نازل فيهم تلطيش ) والمثقفون بحت أصواتهم من المطالبة بإلغاء تلك المادة التي بموجبها يدرس الدين لتلاميذ المدارس الابتدئية , وتدريس الإرهاب الصريح لطلاب الجامعة الدينية.. والرئيس كان موجوداً وقت تعديل الدستور .. لكن هناك تواطؤ وتحالف بين المؤسسة الحاكمة والمؤسسة الدينية ,, والمثقفون مهددون باستمرار بجرهم للنائب العام , بخلاف تهديدات ومخاطر أخري شتي


6 - حبظلم
nasha ( 2017 / 2 / 22 - 23:36 )
يا عم حبظلم
مثقفي الخارج ومثقفي الفضائيات والانترنت هم من صنع ويصنع التغيير وليس مثقفي الداخل الا ما ندر.
السيسي يحتاج دعم داخلي قوي وصادق لا دعم كاذب منافق, ولا تنسى كذلك ان السيسي لا ينتمي الى حزب سياسي يحمل فكر محدد داخل المجتمع ولذلك لا يستطيع فرض رايه بحرية.
فاذا كان مثقفي الداخل مسيسين ومنافقين فما بالك بالسياسيين؟
وكمثال-;- اسلام بحيري مع كل الاحترام والتقدير لجهوده ايضا ينافق الاسلاميين . انه ينتقد التراث عامة ويستشهد بالقران والقران هو اصل الانسداد الثقافي وقيس على ذلك باقي المذيعين والمثقفين
لا يمكن ان تنجح امة ديدنها الكذب والنفاق . المجتمعات الاسلامية مجتمعات جبانة منافقة كذابة بمئة وجه وعلى راسهامثقفيها.
حتى انت يا حبظلم لماذا لا تكتب تحت اسمك الحقيقي لماذا لا تجابه اليس هذا نوع من الجبن؟
اما اذا سالتني عن اسمي انا فانا شخص غير معروف ولست كاتب او مفكر انا شخص عادي سواء استعملت اسمي الحقيقي او اسم مستعار لن أُعرف.
هل تعدلت الموجة عندك والا لسه؟
تحياتي واشكر الاستاذ كمال لتوفير الفرصة للتحاور


7 - لماذا يتهم الكاتب نفسه بالتقصير ؟
تنوير 3 ( 2017 / 2 / 23 - 02:48 )
الكاتب حمل القاعدة - الرعية ، او الشعب -  كل المسؤولية  ، متفقاً مع بعض الاقوال الدينية التي تقول انه لو صلحت الرعية لصلح الراعي  
وطالب. بان نبدأ من القاعدة. لا من القيادات العليا 
وفي الحقيقة انه هو - والكتاب امثاله من المفكرين والكتاب - لم يقصر البتة طوال اكثر من عشر سنوات من الكتابة بالإنترنت ، طوالها كانوا يوجهون المجتمع بقاعدته وقياداته معا .. ولكن لا القاعدة استطاعت إصلاح - او استبعاد - القيادة ، ولا القيادات خجلوا او استحوا وكفوا عن الفساد ، او تَرَكُوا اماكنهم لغيرهم
فشل الشعب في الاصلاح أو التغيير ، سببه وقوف القيادات بالمرصاد و بقبضة من حديد ، لكل من يتصدي لفسادهم ، من القاعدة الشعبية، او من الشرفاء القريبيبن من القيادات أبسط واقرب مثال - المستشار جنينة - .. لكن الكاتب - و زملاءه - لم يقصر في أداء واجبهم
القيادات متحالفة مع جنود الظلام بالداخل ، ومع أصدقاء الفساد من دول الغرب يساعدونهم علي البقاء بالحكم ، ليواصلوا نهب ثروات وطنهم وسرقة قوت شعوبهم ، وتهريبها لبنوك أوروبا وأمريكا
مطلوب جهود لمخاطبة شعوب أمريكا وأوربا والمنظمات الدولية 


8 - افكاري مشوشة
حبظلم ( 2017 / 2 / 23 - 11:59 )
تعليق 6 ناشا
أنا أيضاً شخص بسيط مثلك . وأفكاري مشوشة , ومعلوماتي ناقصة , ومثل حضرت لا أعرف أنه في وجود الرئيس الذي تدافع عنه أنت والأستاذ كاتب المقال .. ليس فقط - البحيري , وفاطمة - من حكم عليهم بالسجن .. بل الحريات عامة وخاصة فظائع ترتكب ضد الأقلية العقائدية
أنا مثلك رجل عادي , لا أعرف شيء عن ذلك ,,, و لا اعرف أن الرئيس عضو بجماعة الاخوان - خلايا نائمة - , وهم الذين اختاروه وزيراً للدفاع .. ولا أعرف أن جميع من عينهم بالمناصب الكبرى هم ممن يحملون فكر الاخوان .. و أنا مثلك لا أدري أن الجنرال الرئيس تستر علي المسؤولين المتهمين بالفساد ودافع عنهم وبرر لهم - كمن اشتهر ب : وزير قطع الكهرباء , وكرئيس الوزراء الذي انسحب من مؤتمر صحفي في تونس . عند سؤاله عن الفساد المتهم به .. وفورعودته لم يأمر الرئيس بالتحقيق بسرعة , بل استبدله بآخر , بهدؤ , وتستر عليه فجعله مستشاراً له .. وأشياء كثيرة .. لكنني مثلك لا أعرفها
لا يكفي أن يضطر الانسان لاستخدام اسم غير حقيقي , بل وهزلي أيضاً ( حبظلم ) - عند محاورة رجل طيب - ناشا - أوعندما يفاجأ بمقال كهذا ! لكاتب طالما احترمنا الكثير من كتاباته المشرقة

اخر الافلام

.. كبسة سعودية على أصولها تحضير الشيف عمر ????


.. ا?شهى وا?سرع سندويشات بطريقة الشيف عمر ????




.. قصف وعمليات عسكرية إسرائيلية موسعة في رفح.. ولكن؟


.. القمة العربية في البحرين: هل ينجح -إعلان المنامة- في وقف إطل




.. -حنين إلى موسوليني-.. مجموعات الفاشية الجديدة تنتشر في إيطال