الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما وراء تصريحات عبد الحليم خدام

عمر البحرة

2006 / 1 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


اعتقد أن ذلك الاجتماع والذي تردد أنه قد عقد في القصر الجمهوري لبحث اغتيال الحريري وحضره الرئيس بشار الأسد وعدد من القادة من بينهم عبد الحليم خدام والوزير المنتحر غازي كنعان ، هو ما دفع نائب الرئيس السيد عبد الحليم خدام لهذه التصريحات ، وإن نفى السيد عبد الحليم خدام حدوث الاجتماع لا يعني بالضرورة عدم حدوثه ، فهو من ناحية أخرى نوه إلى سابق معرفة أو توقع بحدوث عملية الاغتيال حين ذكر انه طلب من الرئيس الحريري مغادرة لبنان بسبب الأخطار التي قد يتعرض لها .
وإذا كان الاجتماع قد حدث فعلا وهو ما لا يمكنني أن اجزم به ، فهذا يعني أن السيد عبد الحليم خدام كان على سابق معرفة بعملية الاغتيال وبالتالي تورطه في عملية الاغتيال حتى ولو لم يكن قد وافق على العملية ، وقيل أن وزير الداخلية السابق غازي كنعان لم يوافق على الاغتيال أيضا ، وهو ما قد يفسر عملية انتحاره الغامضة .
القوانين واضحة والسيد عبد الحليم محامي يقرأ القانون جيدا ، ويعرف انه قد يحاسب بسبب سكوته على جريمة الاغتيال وعدم انشقاقه قبل حدوثها ، وهو ما يفسر نفي السيد عبد الحليم خدام لحدوث الاجتماع في حين أكد بقية القرائن التي ذكرت في تقرير ميليس والتسريبات عن التحقيق وخاصة تلك المتعلقة بتهديد السيد الرئيس بشار الأسد للرئيس الحريري وتهديد قائد المخابرات السورية في لبنان رستم الغزالي للحريري .
وبالتالي السيد عبد الحليم خدام يعرف أنه بعد تلك التصريحات سوف يتحول من متهم إلى شاهد ،فهو يمثل قمة الانتهازية البعثية المعروفة ، والمتتبع لتاريخ البعث يعرف أن قادة البعث هم أبرع من يقومون بقتل القتيل ومن ثم المشي في جنازته وهذا واضح تماما عند عدد من المفاصل التاريخية وعمليات الاغتيال الداخلي والخارجي وبالمناسبة كل أنظمة الحكم الشمولية والدينية تمارس نفس هذه اللعبة السياسية القذرة .
ولأسباب تتعلق بلعبة الكراسي يمكن فهم السبب في عدم انشقاق وتبليغ السيد عبد الحليم خدام عن الجريمة قبل وقوعها وخاصة انه يعلم تمام العلم بها ، ذلك أنه رغم كل خبرته السياسية لم يكن متوقعا أن تصل الأحداث إلى هذا المستوى من التدويل وتوقع المحاكمات الدولية ، فهو بالتأكيد قد فكر في فرضية أن تمر عملية الاغتيال كما مرت سابقاتها وبالتالي فسوف يستمر في خطه القديم كمشارك في الحكم ، وعبد الحليم خدام بخبرته السياسية يعرف كيف يلعب على الحبال ويعرف كيف ينتقل بين الحبال .
وبالطبع فالفرضيات والتكهنات كثيرة ولكنها جميعا لا تخرج عن طريقة التفكير البعثية الانتهازية التي تميز بها جميع القادة البعثيين على مر التاريخ فها هو نظير عبد الحليم خدام السيد رفعت الأسد أحد أكبر منتهكي حقوق الإنسان وأكبر العابثين بمقدرات الشعب وأمواله يظهر من جديد ويعرض نفسه كمعارض نظيف اليد ويطالب بمكافحة الفساد والذي هو أحد مؤسسيه ، وما فتئ يطالب بالديمقراطية ، في وقت لا يزال الشعب السوري الذي ادمن الصمت و التصفيق يمارس نكاح نفسه بسلبيته المطلقة تجاه الأحداث ويمارس الرعي وأكل ما تبقى له من أعشاب جافة مليئة بمختلف سموم البعث ، ولا تزال المعارضة تغازل الإخوان المسلمين وتنتظر فتات الطعام من مائدة الحكم التي سوف يسلمها الشعب لقتلة الإخوان المسلمين بعد سقوط نظام الحكم ، ويبدو أن غالبية الشعب السوري قد نسو مذابح الإخوان المسلمين ، واكتفى الشعب والمعارضة باعتذار الأخوان عن تلك الأحداث ونسبها لفصيل منشق عنهم في وقت لم يغير الإخوان من منطقاتهم الفكرية بل تحولوا إلى الديماغوجية السياسية ، وموافقة المراقب العام للإخوان علي صدر الدين البيانوني على التعاون مع السيد عبد الحليم خدام في سبيل تغيير السلطة في سورية خير دليل على الانتهازية السياسية ، ولن أفاجئ أبدا إذا قيل أنهم قد وافقوا على التعاون مع السيد رفعت الأسد .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قضية احتجاز مغاربة في تايلاندا وتشغيلهم من دون مقابل تصل إلى


.. معاناة نازحة مع عائلتها في مخيمات رفح




.. هل يستطيع نتنياهو تجاهل الضغوط الداخلية الداعية لإتمام صفقة


.. بعد 7 أشهر من الحرب.. تساؤلات إسرائيلية عن جدوى القتال في غز




.. لحظة استهداف الطائرات الإسرائيلية منزل صحفي بخان يونس جنوبي