الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مفاوضات جنيف الحالية لن تكون الاخيرة

سلمان إبراهيم الخليل

2017 / 2 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


مفاوضات جنيف الحالية لن تكون الاخيرة سلمان إبراهيم الخليل
من المفترض أن تنطلق غدا الخميس 23 شباط الجولة الرابعة من جنيف 3 بين النظام السوري والمعارضة ، تأتي هذه الجولة في ظل معطيات جديدة سياسيا على المستويين الدولي والاقليمي ، منها اتباع امريكا استراتيجية جديدة في الشرق الأوسط بعد وصول ترامب لسدة الحكم وإن لم تتضح بعد ملامح هذه الاستراتيجية ، وكذلك التقارب الروسي التركي الذي افضى إلى سيطرة النظام السوري على مدينة حلب ، بالمقابل أدى إلى تدخل تركيا عسكريا في بعض المناطق السورية المتاخمة لحدودها ،هذا التفاهم الروسي – التركي نتج عنه ايضا مؤتمر آستانة لتثبيت وقف اطلاق النار بين النظام السوري والمعارضة ، وإن لم يترجم هذا الاتفاق إلى النجاح الكامل لكنه يبقى الأفضل من الهدن السابقة ، أيضا حصول توتر في العلاقة بين تركيا وايران في الايام القليلة الماضية ، هذا التوتر وفق ما يقول مراقبون سببه الانفتاح الذي بدأته ادارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب مع تركيا، قياسا على مرحلة توتر عرفتها مع ادارة سلفه باراك اوباما. فتركيا التي توصلت مع ادارة ترامب عقب مشاورات بين الرئيس الاميركي ونظيره التركي رجب طيب اردوغان الى اقامة مناطق آمنة في سوريا، تسببت بتوتير للموقف الايراني انطلاقا من واقع ان عودة الحرارة الى العلاقة التركية الاميركية تبعد تركيا عن الحاجة الى الخروج من عزلتها وازمتها بعض الشيء، في الوقت الذي تزداد عزلة ايران، وثانيا بالنسبة الى المناطق الآمنة التي طالبت بها تركيا مرارا من الولايات المتحدة وباتت محتملة في المدى المنظور فيما ترفضها ايران بقوة. كذلك سعي ادارة ترامب إلى أهمية لجم دور ايران في الشرق الاوسط وضرورة تطبيقها الحرفي لبنود الاتفاق النووي والا سيكون الرد الامريكي قاسيا تجاه ايران ن وفق كل هذه المعطيات والتجاذبات تأتي مفاوضات جنيف الحالية ، رغم إن التوقعات تشير إلى عدم التفاؤل وصعوبة احراز تقدم فيها ، لكن هناك مصادر دبلوماسية تقول بأنه ثمة جهدا لاعادة الاعتبار الى مفاوضات جنيف نتيجة رفض عربي وغربي لاستئثار روسيا بترجمة قدرتها على قولبة اطار حل سياسي للازمة السورية في استانا برعايتها مع كل من تركيا وايران. وهذا سيكون المغزى الاساسي لعقد جولة جديدة من المفاوضات من دون اهمال فاعلية المظلة التي وفرتها روسيا لوقف النار في سوريا، والتي تأمل الدول الغربية ان تستمر بضغط روسيا على كل من النظام وايران. لكن احدا من الدول المستبعدة من المفاوضات في استانا لم يرغب في رؤية بديل او مسار مواز لمفاوضات جنيف. ومن هذه الزاوية تكتسب المفاوضات المتجددة أهمية، لكن ليس من طموح الى أبعد من ذلك راهنا. إذ لا أوهام ان توافقا على حل سياسي محتمل في المدى المنظور و قال دي مستورا انه "لا يتوقع اختراقا" في محادثات السلام السورية الأسبوع الحالي في جنيف، لكنه أعرب عن الأمل في ان تتمكن الأطراف من تحقيق "زخم" باتجاه التوصل الى اتفاق. واكد مايكل كونتت، مدير مكتب دي ميستورا، للصحافيين في جنيف، ان قرار مجلس الامن الدولي الرقم 2254 الذي ينص على عقد "مفاوضات بشأن عملية انتقال سياسي" يبقى الأساس للجولة الجديدة. وافاد ان المفاوضات ستتركز على 3 مواضيع اساسية: "انشاء حكم ذات مصداقية لا يقوم على الطائفية"، وتحديد جدول زمني لصياغة دستور جديد، فضلا عن اجراء انتخابات " لكن عقدة المفاوضات تكمن عملية الانتقال السياسي نقطة خلافية بين النظام والمعارضة خلال جولات المفاوضات الماضية، اذ تطالب المعارضة بتشكيل هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات تضم ممثلين للحكومة والمعارضة، مشترطة رحيل راس النظام السوري بشار الأسد، في حين يرى النظام السوري ان مستقبل الأسد ليس موضع مناقشة، وتقرره فقط صناديق الاقتراع ، وتعزز هذه العقدة انعدام إرادة دولية ملزمة، خصوصا من الجانب الأميركي تحديدا ، واتباع روسيا لاستراتيجية لتفتيت المعارضة وتطويعها، تمهيداً لإعادة تشكيلها.
وفق هذه المعطيات ستجري الجديدة من مفاوضات جنيف، اذلك يبدو من الصعوبة بمكان التكهن بتحقيق انفراجة ما على طريق الحل السياسي، لكنها تبين من جانب اخر بأنه رغبة دولية اكثر قوة من المرات السابقة في دفع عجلة المسار السياسي والضغط على الاطراف السورية باتجاه حل توافقي ، قد لا يكون مرضيا للسوريين ولا يتناسب مع حجم الماساة السورية ، لكنه يحقق مصالح الاطراف الدولية التي تريد كل منها حصتها في سوريا خصوصا إن المرحلة القادمة تنبا بتثبيت مناطق النفوذ لكل طرف








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سيارة تقتحم حشدًا من محتجين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة أمري


.. -قد تكون فيتنام بايدن-.. سيناتور أمريكي يعلق على احتجاجات جا




.. الولايات المتحدة.. التحركات الطلابية | #الظهيرة


.. قصف مدفعي إسرائيلي على منطقة جبل بلاط عند أطراف بلدة رامية ج




.. مصدر مصري: القاهرة تصل لصيغة توافقية حول الكثير من نقاط الخل