الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


و كأنه يتقصد ألا يخذل جبران خليل جبران

يوسف حمك

2017 / 2 / 23
الادب والفن


أقبل شاكياً من لذة هرسته ، و عذوبة وكزته .
وساوس الحيرة شرقت بأفكاره ، و عواصف العواطف الهياجة غربتها .
أ بالعاطفة يقتدي ، أم بالعقل يهتدي ؟
تأتأ قائلاً : ( ماذا سيقول عني الناس لو أقدمت على هذا الفعل ؟ )

أزمة نفسية حادة تجرفه ، رغبة صادقة تهزه للإقدام على فعل عواقبه وخيمة - حسب اعتقاده - حتى و لو أنه شرعي المسلك .
كثيراً ما يراوده شعور بالمرصاد لقوانين جمعية عليه أن يهضمها .

فلأن الحياة مكسب و خسارة ، عليه استغلال فرصة ذهبية أتته على طبق من ذهب ، رغب اغتنامها لافتراس صيد ثمين .
لكن الوقت ضاق على الممكنات ، و اتخاذ القرار فات أوانها .
القرار فردي محض - أكثر حساسيةً ، و عليه أبلغ الأثر - لكنه يخص عدداً من الناس ، فيدخله في متاهة يعتقد أنها تسد عليه أبواب الخروج . انطلاقاً من مثالية مفرطة تدفع حلمه للإضمحلال ، فيستعبده القلق .

استغاثة لا تصلح ما أفسده غيره ، و لا تسترد ما هضمه المجتمع من حقه .
قوة عنيفة تحركه ، و طاقة هائلة توظفه لانجاز عمل يغير حياته .
أ يجابه المخاوف بشجاعة ، أم ينصاع لانتقادات الآخرين الذين رضاهم غاية لا تدرك ؟
لا بدائل مطروحة ، و لا حلول تناسب رغبته - مهما تدرج في الحلول - فالعواطف ما لا تتوافق غالباً مع المبادئ ، فتخالف العهود و المواثيق .

الجسد يتحطم ، و الفكر يتشتت ، و انشطار الروح يدفعه إلى الإحباط و الاكتئاب .
لا طاقة له بتغيير المقدمات ... و تبعاتها عاى كاهله ثقيلة كالجبال الراسيات ، مهما تفاعل مع غيره ، ليحمل عنه بعضاً من أثقاله ، فلا معطيات جديدة .

على يقين بأن الفرص قد تمر دون أن تعيد الكرة . فالترصد لافتراسها تتطلب الشجاعة و الإقدام ، فلم الإحجام إذاً ؟
و ناهيك عن خسارته الثانية بعد جولته الآولى .

-الجمود وأحادية الرأي والعناد مرهق جداً .
لا يحسم الأمر ، بل يبقيه معلقاً لعله يستلذ ويحتسي رحيق كأس عذب المذاق .
تبعاتها توبخه كوخز الشوكة ، بل حماقة منه ، لكنها جميلة من ألذ الحماقات .
يرى البطء الشديد مطلوباً فيرغب بعدم الحسم بمقدار ما يقع في خصام مروع مع العالم ، وإن لم يستطيع الاحتفاظ بها لمدة طويلة .

طرق عدية مسالكها ممهدة أمامه ، لكن مخارجها تضطهده بقيود تسري في أزقة النفس فتعذبه .

اختار طريقاً نهايته مؤلمة كي لا يخذل جبران خليل جبران ورأيه السديد حينما قال : (بعض الطرق نسلكها ونحن على يقين أنا نهايتها مؤلمة ، لسنا أغبياء ، لكن نحن بأمس الحاجة لسعادتها المؤقتة ).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شخصية أسماء جلال بين الحقيقة والتمثيل


.. أون سيت - اعرف فيلم الأسبوع من إنجي يحيى على منصة واتش آت




.. أسماء جلال تبهرنا بـ أهم قانون لـ المخرج شريف عرفة داخل اللو


.. شاهدوا الإطلالة الأولى للمطرب پيو على المسرح ??




.. أون سيت - فيلم -إكس مراتي- تم الانتهاء من تصوير آخر مشاهده