الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


زوار الفجر.. طالبو مشورة!!

اسماعيل خليل الحسن

2006 / 1 / 17
حقوق الانسان


أن يزورك رجال الأمن منذ الساعات الأولى للصباح, في بلد كسورية يحتل جهاز الأمن تلك المساحة من حياة البلد و الناس, فذلك أمر عادي بالنسبة لهم, لكنّه فأل سيء بالنسبة لك, لأنّه يذكرك بالدعوة إلى فنجان قهوة استمر احتساؤه في ضيافتهم عقدا من الزمن و نيّف!!. لكن الأغرب أن زوارك يطلبون منك المشورة, ويسألونك رأيك في الأحداث!!, وهم الذين صادروا ذلك الرأي و اعتبروه زائدا عن الحاجة و( كل واحد يضب لسانه في حلقه أحسن له!!).
قد يكون بعض الصحوة تسرب إليهم جرّاء ضغط الأحداث وهم بحاجة إلى الرأي الصريح و غير المنافق أو المتزلّف .
قلت للزائر: هل أنتم بحاجة إلى منافقين؟ قال: لا و أغلظ الأيمان على ذالك. ثم قلت هل عندكم من يهتم للرأي أم هو روتين عادي و سيذهب ما نكتبه إلى سلّة المهملات؟. قال: نحن سئمنا من النفاق نريد رأيا آخرا !!
كان طلبه الأول عن رأيي فيما أطلقه عبد الحليم خدام من تصريحات, ثم عاد بعد أيام يطلب رأيا عن الانتخابات المصرية و العبرة منها.
يبدو أن السادة يفكرون بنقل التجربة المصرية, فهم دائما يبحثون عن الحلول و التجارب التي لدى الآخرين, لماذا لا تكون الحلول سوريّة عبر الحوار مع أصحاب الفكر الحر من أهل الاختصاص؟ فلا تنقصنا العقول إذا خلصت النوايا.
سوف أختصر للقارئ الكريم ما كتبت عن خدام:
ليس خدام بالنسبة لي مجرّد شخص بل هو نهج استمرّ منذ عام 1971 على مصادرة الرأي و الفساد و التسلط على الدولة, و عندما كان مواطن ما يتحدّث عن دفن النفايات النووية في الصحراء السورية كانت الأجهزة تكيل له الويل و الثبور. إن بطء الإصلاح و انعدام وجود مشروع إصلاحي متكامل يلتقي مع القوى الحيّة في المجتمع, بل اقتصاره على توجهات إصلاحية استفاد منها و عرقلها المستفيدون و المنتفعون و وجود سورية تحت الضغط الدولي سيرينا أكثر من خدام آبق في المستقبل يظن في نفسه بديلا. يقول خدام إن رستم غزالي مجرم, فمن صنع رستم غزالي أليس هو نهج خدام الذي كان يتطاول على اللبنانيين و يحقّر ساستهم الذين كانوا يشتكون من صلفه و غطرسته؟ لن نجد معارضة شريفة تضع يدها بيد خدام لأنه محروق, لكن الحل في تكنيس كل الخدامين الذين ما زالوا ينهبون و يتسلطون و الهجرة من النظام القديم الذي أصبح باليا إلى الديمقراطيّة بمعناها الحقيقي فالوقت يعمل ضدكم و ليس معكم.
أما عن الانتخابات المصريّة فسوف أختصر ما اجتهدت فيها:
إن للانتخابات المصرية مظهرا ملتبسا وكأن المجتمع المصري منقسم إلى سلطة و إسلاميين بينما غابت القوى الأخرى أو غيّبت, و لا نحتاج إلى ذكاء كبير حتى نعرف كيف وضعت العراقيل أمام القوى المدنيّة و العلمانية, لقد فوجئت السلطة بقوة الإسلاميين وحاولت تحجيمهم بوسائلها المعروفة لكنها لم تستطع لأن كتلتهم ثابتة. إن الوصاية على المجتمع وتهميش الناس و إقصاءهم عن السياسة, كان حصاده مرا في العراق, حيث تغلبت قوى الرفض و التطرف, فيما سحقت قوى الوطنية الديمقراطية, وفي سورية لا يختلف الأمر حيث فعلت سياسة الاستبداد فعلها في المجتمع,
بسبب الفراغ و الخواء الفكري الذي لم يستطع حزب البعث احتلاله. لقد أصبح حزب البعث باليا كما يلاحظ الفقر الفكري لدى أعضائه, و يمكن فعل الكثير في الوقت المتبقي حيث يمكن البدء بالمراجعة و نقد التجربة, المشكلة فكرية أولا
و بنفض الفكر ليس من البعث وحده بل من القوى المكونة للنسيج الاجتماعي من قومية و يسارية و إسلامية, ثم تبدأ النهضة. فمرحبا بالإسلام المتنور في مواجهة الفهم الضيّق للإسلام. لقد كان لدينا برلمانا بعد الاستقلال هيمنت عليه قوى الإقطاع السياسي ردحا من الزمن لكن تطور الحياة لم يقف عند هذا الحد فتراجعت تلك القوى لصالح قوى اليسار من بعث و شيوعيين و بورجوازية حديثة, مما حدا بمصطفى السباعي لتسمية جماعته بالجبهة الإسلامية الاشتراكية. فالديمقراطية تتعمق بمزيد من الديمقراطية و ليس بالانقضاض عليها بدعوى نقائصها و مشكلاتها. أول عمل يمكن فعله إلغاء المادة الدستورية التي تجعل البعث قائدا للدولة و المجتمع و ليس للآخرين سوى أعمال السخرة. إن طريق الديمقراطية صعب و وعر لكنّه الأسلم.( انتهى الاقتباس).
لا أدري ما العلاقة بين الحكمة و السياسة لكن لا سياسة بدون أساس من الحكمة, ليست السياسة أخذا دائما بل أخذ يقابله عطاء, مغنم يقابله مغرم, شدّ يقابله تراخ, تقدم و تراجع, مد و جزر, خسارة الأكثر الرخيص من أجل كسب الأقل الثمين. المهم في السياسة تحديد الأهداف بدقة. و حيث يجب أن يعمل مبضع الطبيب لا ينبغي استخدام ساطور الجزار.
أحيانا تكون السلامة في الطريق الوعرة, ولكن من مأمنه يؤتى الحذر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تنامي الغضب من وجود اللاجئين السوريين في لبنان | الأخبار


.. بقيمة مليار يورو... «الأوروبي» يعتزم إبرام اتفاق مع لبنان لم




.. توطين اللاجئين السوريين في لبنان .. المال الأوروبي يتدفق | #


.. الحكومة البريطانية تلاحق طالبي اللجوء لترحيلهم إلى رواندا




.. هل كانت المثلية موجودة في الثقافات العربية؟ | ببساطة مع 3