الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق يستقبلهم بعد ان عجزوا !

عمار جبار الكعبي

2017 / 2 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


العراق يستقبلهم بعد ان عجزوا !
عمار جبار الكعبي
يعتقد الكثير ان الاختلاف العرقي والطائفي والقومي عنصر ضعف للدولة ، بسبب عدم قدرة الدولة على المواءمة بين متطلبات الجميع ، وكل يميل الى من هم على شاكلته وان كانوا دولاً اخرى ، فباتت الدولة ذات التنوع المجتمعي مرتعاً لتدخلات الدول المجاورة ، بين مؤيد لهذه الفئة وبين مدافع عن تلك ، وبين هذا وذاك يتم تمزيق الاوطان ، ليكون الخاسر الاكبر شعب هذا البلد المتنوع
قيل سابقاً ان المتناقضات يمكن ان تجمع ، لتشكل بعد ذلك شكلاً لا يشبه سابقه ، ذو سمات تفتقر لها الشعوب ذات اللون الواحد ، التنوع نعمة وليس نقمة ، لانه يعبر عن قدرة البلد على التعايش طيلة القرون الماضية ، رغم كل هذه الاختلافات والتباينات الكبيرة ، العراق يملك من كل شيء شيء ، فهو عربي ذو أغلبية إسلامية ساحقة ، وهذه الاغلبية نسبتها الاكبر من الشيعة ، وهذا جعل منه في فترة سابقة ميداناً لتصفية الحسابات الاقليمية
التنوع الكبير اذا ما تم استثماره استثماراً ذكياً يمكن ان يجعل من العراق محور المنطقة ، فبعده العربي الاسلامي وبتاريخه الحافل يعطيه مركز الصدارة في قائمة اهتمامات العرب ، بينما بعده الشيعي يجعل منه قبلة الشيعة في العالم ، لوجود النجف وكربلاء وبعدهما المعنوي لدى شيعة العالم ، اضافة الى المرجعية العليا للشيعة في النجف الاشرف ، فهو يملك عناصر قوة يحلم بها جواره ، وهذا ما جعله يلعب دوراً كبيراً فيما سبق في فتح صفحة جديدة بين امريكا وايران ، ببراعة وحنكة وعمق فكر السيد عبد العزيز الحكيم سابقاً ، حيث هو اول من دعى لحوار يسبق التفاوض الشامل بين ايران وأمريكا ، لينتهي ذلك بمرثون تفاوضي لم يعرف العالم مثيله ، لينهي صفحة مهمة من تاريخ الصراع في الشرق الأوسط
زيارة الجبير الى بغداد تحمل بين طياتها الكثير الكثير من المعاني ، التي قد يعلن بعضها ويبقى بعضها للتاريخ ، ولكن أبسطها هو الاعتراف ( وان كان على مضض ) بشرعية النظام السياسي وبالاغلبية التي تحكمه عن طريق الانتخابات ، وهذا يعبر عن سلوك واقعي يتعامل مع معطيات المرحلة كما هي ، وليست كما يتم الرسم لها بعد ان فشلت جميع الخطط الاقليمية بالإطاحة بهذا النظام الدخيل ، الدخيل لان المنطقة لم تعرف نظاماً ديمقراطية على شاكلته ، اضافة الى كونه البلد العربي الوحيد الذي يشترك في ادارته الشيعة ، وهذا ما يجعلنا امام استنتاج ان العربية السعودية اصبحت مجبرة على التعامل مع الشيعة كونها اصبحت حقيقة واقعية يجب التعامل معها وفق حجمها وقدراتها ، لان غض الطرف عنها لن يغير من الواقع شيئاً !
السعودية بعد تورطها عسكرياً في اليمن ، وسياسياً في سوريا ، تحتاج الى اعادة ترتيب أولوياتها من جديد وفق رؤية واقعية ، وحسب مراكز القوة المؤثرة في الملفين السابقين من دون كبرياء ، فالملف اليمني استنزف السعودية وأوصلها الى ما كانت تخشاه ، وتحتاج الى الى مؤثر سياسي عميق يخرجها من هذه الأزمة ، والعراق هو من سيوصلها الى هذا المؤثر ، واما الملف السوري فالعراق تواجد فيه منذ البدأ ، وان لم يكن بجيشه النظامي ، بسبب الترابط الامني والتأثير المتبادل بين البلدين بالإيجاب والسلب ، وهذا يجعل من العراق مؤثر ومتأثر بالوضع السوري ، وهو على اعتاب انتصار عسكري مهم على دولة الخرافة الداعشية ، مما يؤهله ان يكون سفير للسلام في المنطقة ، لانه الوحيد القادر على ان يستثمر مشتركاته مع دول الاقليم ، من دون ان يتحسس منه احد لان اشترك مع الجميع واختلف عنهم قليلاً ، ما ينقصه ان يتم الاتفاق بين المختلفين على الشخصية ذات المقبولية الكبيرة من قبل الجميع ، والا يستمر الكبرياء والصراع والحسد يمنع هذا الشخص من إكمال المسيرة التي هو الوحيد المؤهل لادائها ! .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل بات اجتياح رفح وشيكا؟ | الأخبار


.. عائلات غزية تغادر شرق رفح بعد تلقي أوامر إسرائيلية بالإخلاء




.. إخلاء رفح بدأ.. كيف ستكون نتيجة هذا القرار على المدنيين الفل


.. عودة التصعيد.. غارات جوية وقصف مدفعي إسرائيلي على مناطق في ج




.. القوات الإسرائيلية تقتحم عددا من المناطق في الخليل وطولكرم|