الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دمشق .. ورحلة الوجع ..؟!!

عادل مرزوق الجمري

2006 / 1 / 17
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


على أن للوجع دورة حياة متكاملة، لدمشق أن تعيش دورتها من الوجع. ولما يكن الوجع قد وصل ذروته اليوم. فما هو قادم لأسوار الأمويين هو أكثر مما جالت به أيدي العباسيين فيها. على أن خراب العباسيين الجدد من نوع جديد، وهو خراب لا يقتضي التصفية السياسية بمفهومها الكلاسيكي.
أخر أوجاع دمشق خدامها، و(خدام/ الشلبي) بما هو الصورة السياسية التقليدية للبديل المرتقب، أو بمعنى الأضحوكة التي وقع خدام في شراكها كما وقع أحمد الشلبي فيها بإحترافية. هو ليس المتوسط الحسابي لعملية التعارك الأمريكي السوري. فالأحداث القادمة ستكون أسخن.
لم يكن إختيار مشهد إنقلاب نائب الرئيس السوري ضرورياً حتى يحس السوريون بتفاقم عزلتهم الدولية، وليست أي سيناريوهات جديدة ستفرزها الساحة السياسية في الشرق الأوسط سوى تسلسل منطقي وإنسيابي من دورة "النحس" التي ستمر بها دمشق.
على أن مجمل المشهد السياسي السوري اللبناني لازال مفتوحاً، ولازالت دمشق قادرة على أن تقلب كل التوقعات. الأمريكيون جادون أكثر من أي وقت مضى في رغبتهم بتغيير السلطة السياسية في دمشق، وهذه الرغبة ليست طويلة الأمد على ما يبدو، بل هي تسير في تسارع زمني لا يعطي السوريين الفرصة لمراجعة أوراقهم بحذر وعمق.
الرئيس "بشار الأسد" لا زال يمتلك الحل السياسي الأوفر حظاً والأقوى دولياً في ردع الأمريكيين عما هم عازمون عليه، وحدها الإصلاحات السياسية الجذرية هي من تستطيع أن تبقى الأسد من خلالها "أسداً". والمعادلة السياسية في أي مكان في العالم تؤكد هذا الخيار. فالديمقراطية والحرية هي السبيل الوحيد لبقاء أي حكومة ما رغم الأمريكيين، ولنا في "شافيز" فنزويلا عبرة حسنة.
على دمشق وقيادتها السياسية أن تتفهم اليوم وليس غداً، أنها لن تستطيع مقاومة المد الأمريكي تجاهها، على أن المد الأمريكي هو ليس بالضرورة حرباً برية تقليدية، فمئات الوسائل الأخرى متاحة، وتستطيع الولايات المتحدة من خلالها أن تحقق ما تريد.
تفكيك وهم "حزب البعث" العظيم، "إنقلاب أبيض على رؤساء الأجهزة الأمنية الذين يكبلون إرادة الأسد الشاب"، "السماح بحياة سياسية ديمقراطية وبأحزاب معارضة معتبرة"، "إنتخابات حرة". هذه الإجراءات الثقيلة "الضرورية" هي السبيل الوحيد أمام سوريا حتى تبقى قادرة على البقاء. ديمومة دمشق ليست مستحيلة بقدر ما هي مكلفة وباهظة الثمن. ليست كريمة بقدر ما هي تحتوي شيئاً من الإهانة.
لدمشق كل الحق أن تحس بالإهانة أو الخضوع، على أن الإحساس بالإهانة، أو ما يسميه السوريون المتحمسون بالـركوع، هو أهون من أن ينتهي كل شيء جراء التمسك بهوس البعث المفكك، أو عظمة التاريخ السياسي السوري الذي لا يذكره أحد بخير!!.
التاريخ لا ينساه أحد، "أربعون ألف مفقود سوري"، "ضحايا مجزرة حلب"، "التصفيات السياسية لآلاف المعارضين"، هكذا كان الماضي العتيد، وإذا كان الماضي السوري "داخلياً" بإمتياز، فإن حاضره كان مقتله الخارجي، وهو ما أثقل المعادلة حج التخمة/ الانفجار، "اغتيال الرئيس الحريري"،"العبث بأمن لبنان وحريته"، "دعم مجموعات الإرهاب في العراق".
على دمشق أن تنتهي من مئات الملفات السياسية المعقدة دفعة واحدة. فالوقت ضيق حد أن يكون الوقت أيضاً نوعاً مميزاً من الوجع.لم تشهد الصورة السياسية الدولية تسارعاً في الأحداث السياسية كما هي وتيرة التسارع في معاناة دمشق هذه الأيام. والظاهر لنا أن على دمشق أن تستعد للديمقراطية والإصلاح السياسي "الحقيقي" بعيداً عن إجتماعات الأحزاب التاريخية، ذات النتائج المستهلكة. تلك حقيقة الأمر، وعلى الجار أن ينظر لذلك الإعصار كيف "حطم" جدران منزل جاره العتيد، وقد كان جاره بالأمس أكثر قوة ومنعة!!، وهو اليوم في قفص يستعطف تارة ورقة، وشيئاً من الاحترام تارة أخرى!!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مستشرق إسرائيلي يرفع الكوفية: أنا فلسطيني والقدس لنا | #السؤ


.. رئيسة جامعة كولومبيا.. أكاديمية أميركية من أصول مصرية في عين




.. فخ أميركي جديد لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة؟ | #التاسعة


.. أين مقر حماس الجديد؟ الحركة ورحلة العواصم الثلاث.. القصة الك




.. مستشفى الأمل يعيد تشغيل قسم الطوارئ والولادة وأقسام العمليات