الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدقامسة..إسرائيل بالمرصاد للأردن

أسعد العزوني

2017 / 2 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


كان يفترض التخلص من البطل الدقامسة فور إطلاقه النار على المراهقات الإسرائيليات ،اللواتي سخرن من صلاته وهو يصلي في منطقة الباقورة ،حيث كان يؤدي واجبه جنديا على الحدود ،ولكن الله سلك ولم يفعلها أحد ،ربما بفعل هول الصدمة ،ولذلك تحول هذا البطل إلى أيقونة من أيقونات الشعب الأردني ،ومكث في السجن حتى يومنا هذا ،رغم مطالبات الحراك الأردني بإطلاق سراحه ،وليتنا نتعلم من عدونا الذي يكرم جنوده الإرهابيين ومستدمريه المسعورين عندما يقتل أحدهم شابا فلسطينيا او فتاة في عمر الزهور أو يحرقون رضيعا في مهده.
الواضح من المعطيات الحالية أن الله جل في علاه سيعاقب حكومة الملقي التي عمقت من جوع الأردنيين بضرائبها التي زادت عن خمسة مليارات دينار بحجة تحصيل 450 مليون دولار لسد عجز الميزانية ،وسيأتي هذا العقاب الذي نجت منه الحكومات المتعاقبة منذ العام 1997 ،بتفجير لغم البطل الدقامسة في حضنها ،لتجد نفسها عاجزة عن التصرف سوى الرحيل.
عانت الحكومات المتعاقبة كثيرا منذ دخول البطل الدقامسة السجن عام 1997 ،وتحرك الشعب الأردني كثيرا ،وطالب بإطلاق سراحه لأنه مارس مهامه كجندي شريف ثار لعدة امور أهمها إنتقاما لدينه وصلاته ،ومع ذلك لم تستجب أي حكومة لطلبهم ،ثم جاء دور الحراك وطالب بإطلاق سراحه ولا من مجيب ،علما أننا نرى ونسمع ما تفعله حكومات مستدمرة إسرائيل المتعاقبة مع جنودها الإرهابيين الذين يقتلون الفلسطينيين شيبا وشبانا وضعا وفتيات ،وكذلك مستدمريهم الذين لا يوفرون حتى الشجر والمزروعات ،ولا ننسى أن جنود الإحتلال قتلوا القاضي الأردني رائد زعيتر على الحدود ولم نسمع أنهم عاقبوا القتلة أو حتى إسترضونا بكلمة ،بل قالوا انه رحمه الله أراد الإعتداء عليهم ،رغم ان الكاميرات كذبت هذا الإدعاء.
ها هو البطل الدقامسة يشرف على نهاية محكوميته بعد عدة أيام ،وقد سمعنا لغطا حوله ،مثل أن الحكومة تنوي إطلاق سراحه ،ولغطا آخر يقول أنه من المرجح ألا تقدم الحكومة على إطلاق سراحه ،ولكن المؤكد أن عائلته الكريمة أصدرت مناشدة للجمع مفادها عدم الإتيان بما يعكر صفو فرحتهم بإطلاق سراح إبنهم ،ويقيني أنهم أوحي إليهم حتى لا تقوم جهة ما بتجيير الدقامسة لها ،وتتكسب جماهيريا من وراء إطلاق سراحه،فهم يريدون العنب دون إلحاق الضرر بالناطور.
حسب المعلومات الحسابية الثابتة فإن محكومية الدقامسة تنتهي في 12 آذار المقبل، ويكون بذلك قد قضى 20 عاما بالتمام والكمال في السجن عقابا غير مشروع على شرف كبير قام به ،وليس مقبولا القول أنهن فتيات صغيرات وبالتالي فإن الدقامسة إرتكب خطا بقتلهن ،ولذلك أقول أنهن لسن صغيرات،بل كن مدركات عاقلات حفظن ما تجرعنه من حقد وسم ضد الإسلام والعرب والمسلمين على حد سواء.
منذ أيام على وجه التحديد بدأنا نسمع من يخوض في موضوع الدقامسة ،ووصلنا أن الحكومة ربما لن تفرج عنه رغم إنقضاء مدة محكوميتة غير المشروعة ،وذلك تخوفا من أن إسرائيل ستصل إليه في بيته وتقوم بإغتياله إنتقاما لمقتل مراهقاتها ،علما أنهم قبضوا تعويضا كبير وإعتذر الراحل الحسين لهم وقام بتعزيتهم ،ناهيك عن خسارة الدقامسة لعشرين عاما من عمره في السجن ،ولا أريد الحديث عما آل إليه أبناؤه وزوجته وأسرته بشكل عام .
ما تم إستشرافه في هذا الموضوع هو أننا أمام قراءتين إما الإفراج عن الدقامسة أو الإبقاء عليه في سجن أم اللولو ليلقى مصيره المحتوم هناك لعمل كان يتوجب تكريمه عليه لا معاقبته ،ولكن تداعيات هاتين القراءتين تختصر في واحدة وهي أن قنبلة الدقامسة ستنفجر لا محالة في كلتا الحالتين.
كيف ذلك؟حسب نظرية القياس والتطبيق التي أعتمدها في التحليل بعيدا عن المعلومات والتسريبات ،فإن الحراك سينشط مجددا في حال عدم إيفاء الحكومة لوعدها بإطلاق سراح الدقامسة فور إنتهاء مدة محكوميته ،وسيكون الحراك هذه المرة مقرونا بردة فعل الشارع ضد حكومة الملقي التي تقمصت دور الجابي العثماني.
وفي حال إطلاق سراحه وغادر السجن إلى بيته في قريته النائية ليعيش وسط أفراد عائلته ،فإن الإرهاب الإسرائيلي سيقتحم عليه بيته وينهي حياته ،كما هددت حكومة النتن ياهو بأنها لن تسمح للدقامسة بأن يهنأ في حياته بعد إطلاق سراحه ،وعندها لا سمح الله ستنجح مستدمرة إسرائيل بعد جهد جهيد في تفجير قنبلة كبيرة حارقة خارقة في الأردن وعن عمد وسابق إصرار،وتكون بذلك قد نفذت تهديداتها ضد إستقرار الأردن وأمنه ،ومع الأسف فإن هذه التهديدات تتجدد مرة بعد اخرى ولا تجد من يرد عليها بإلغاء معاهدة وادي عربة وإتفاقية الغاز والتنسيق الأمني والتطبيع بكافة أشكاله.
صحيح أننا نأخذ تهديدات الإحتلال محمل الجد ولكن الدقامسة بطبيعة الحال لا يقطن في خيمة مهلهلة في صحراء قاحلة تجوب فيها الذئاب والكلاب الضالة ،بل ينتمي لدولة معترف بها دوليا ولها سفارات تمثلها في الخارج وعلم ونشيد وطني وزادت مديونيتها عن 24 مليار دولار ،ولها جيش يشارك معظم منتسبيه في حروب بالخارج ويحفظ السلام هنا وهناك ،وفيها أجهزة امنية ترصد كل شاردة وواردة ليس في هذا الوطن فحسب بل في الإقليم أيضا .
وعليه فإن إمكانية وصول فرقة إرهابية إسرائيلية إلى قرية الدقامسة معدومة لأن دولته ملزمة بتوفير الحماية والأمن والأمان له ولكافة أبناء الشعب الأردني.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد الهدنة التكتيكية.. خلافات بين القيادة السياسية والعسكرية


.. دولة الإمارات تنفذ عملية إنزال جوي للمساعدات الإنسانية على غ




.. تشييع قائد عسكري إسرائيلي درزي قتل في عملية رفح


.. مقتل 11 عسكريا في معارك في شمال قطاع غزة 8 منهم في تفجير است




.. بايدن بمناسبة عيد الأضحى: المدنيون الأبرياء في غزة يعانون وي