الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سياسيون ام مرضى

مجيد الكفائي
محام وكاتب

2017 / 2 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


سياسيون ام مرضى
ذُهلتْ قبل ايام وانا اشاهد برنامج في احدى القنوات الفضائية استضاف اثنين من السياسيين العرب غير المعروفين بالنسبة لي على الاقل للحوار حول موضوع سياسي محدد والتعرف على ارائهم وافكارهم وحلولهم ورؤيتهم المستقبلية للوضع السياسي في الوطن العربي باعتبارهم جزء مهم وفاعل في الحياة السياسية العربية.
بدأ البرنامج بشكل طبيعي الا ان الحوار بدأ يأخذ منحى اخر بعد دقائق حيث بدأت التهم والشتائم والتهديد تتطاير كالسهام من السنة هذين السياسيين ولم تبقَ كلمة فظة او شنيعة او سوقية الا وخرجت من افواههم حتى اني سمعت الفاظا لم اسمع بها قط لذلك اعتقدت جازما كما اعْتَقَدَ كل من شاهد الحلقة انهم تخرجوا من "الشوارع" مع اعتذاري للقارىء المحترم على ايراد مثل هذه الكلمة الا ان الحلقة كانت حلقة "شوارع" بامتياز وبكل ما تعنيه الكلمة من معنى, فهما لم يحترما المشاهد العربي حيث سمع منهما اشنع الالفاظ واقذرها ولم يحترما العمل الذي يؤديانه وهو العمل السياسي والذي يفترض بمن يمارسه ان يكون خلوقا ومؤدبا ومحترما ولديه قدرة على الاقناع وان يقبل النقد ويعرف معنى الحوار ويؤمن ان الاختلاف في الرأي حالة صحية تستوجب التقدير والاحترام ولا تدعو مطلقا للعداء والشتم والتهديد والاتهام بالخيانة والعمالة للغير, وان من يتصدى للعمل السياسي يجب ان يتمتع بثقافة عالية وشخصية محترمة ومنضبطة وقدرة كبيرة على التعامل مع الاخرين بهدوء واحترام مها كان موقفهم ورأيهم وقدراتهم وان يمتلك ضميرا وشرفا يمنعه من التعدي على الاخرين ونعتهم باشنع الصفات, وان يحترم في الوقت نفسه من يشاهده امام التلفاز ويقدره ويعلم ان البرامج السياسية يشاهدها الكثير من الناس وان الالفاظ التي ينطقها يجب ان تكون مهذبة و محترمة, اضافة الى تمتعه بصحة نفسية جيدة, اي يجب ان يكون السياسي سويا وليس مريضا نفسيا يعرض هلوساته واوهامة وعصّابه على المشاهدين والمواطنين فيصيبهم بالأكتأب واطفالهم بالخوف والهلع .
ان العمل السياسي عمل محترم جدا وفي كل دول العالم يمارسه النخبة كالمفكرين وأساتذة الجامعات واصحاب الراي السديد والحكمة ورجال الاعمال وابناء العوائل والبيوتات المحترمة والكبيرة والمعروفة, اما ان يمارسه في بلاد العرب كل من هب ودب فتلك مصيبة سوداء يجب ان يلتفت اليها المشرع في الوطن العربي ويحدد اسس وقواعد ومؤهلات وصحة نفس من يمارس هذا العمل والا ستصبح الساحة السياسية مليئة بالمهرجين والمرضى النفسيين والاشقياء الذين يضنون ان قدرتهم على استخدام الالفاظ النابية والشتائم والتهديد هي كل ما يحتاجه السياسي .
هؤلاء المرضى من مدعي السياسة يجب ان يبتعدوا عن العمل السياسي بتشريع قانوني لان وجودهم يهدد العمل السياسي ويثير الفتنة ويقلل من احترام الناس للسياسة وللسياسين ويهدد امن وسلامة البلدان العربية ولن يخدم باي حال من الاحوال المواطن العربي الذي ينتظر من سياسيه الامن والاستقرار وعيشا افضل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السيسي ينصح بتعلم البرمجة لكسب 100 ألف دولار شهريا!


.. تونس.. رسائل اتحاد الشغل إلى السلطة في عيد العمّال




.. ردّ تونس الرسمي على عقوبات الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات


.. لماذا استعانت ليبيا بأوروبا لتأمين حدودها مع تونس؟




.. لماذا عاقبت الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات تونس؟