الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التجمع الديمقراطي السوري وامتحان وحدة المعارضة السورية ؟

احمد مصارع

2006 / 1 / 17
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


سيعقد التجمع الديمقراطي السوري مؤتمرا وطنيا للمعارضة السورية في بر وكسل - بلجيكا , ليومي 28-29 جانفي ( كانون الثاني ) , تحت عنوان : المؤتمر الوطني للمعارضة السورية .
ليس جديدا القول بأن المعارضة الحقيقية , هي حكومة ظل تعمل الحكومة الدستورية على بلورة برامجها , من اجل إن تكون بديلا احتياطيا , من اجل أن لا يحدث إحباط وفشل , ومن اجل تجنب حدوث الفراغ , الذي ينذر عادة بالأزمات المستفحلة , وهذا ما سيحدث في المستقبل القريب ,عندما يعود الوضع السوري الى نصابه .
في ظل الوضع السوري الحرج , الذي يصعب توصيفه , لأنه مركب مزجي معقد , يبد و أن من واجب المعارضة السورية- على حراجة ظروفها - العمل على إثبات مواهبها الخفية والمخلصة , من اجل إتباع أفضل السبل , بل وأنبلها لتسهيل عملية التغيير السلمي الديمقراطي المطلوبة , كاستحقاق وطني متأخر, قياسا بالمحيط الإقليمي والدولي .
امتحان وحدة المعارضة السورية وعلى نحو خاص , المعارضة من خارج سوريا , في بلدان المنافي والمهجر , يقع دور رئيس لرسم النموذج المؤثر , والذي سينعكس بكل إيجابياته على المعارضة الوطنية الداخلية , وهذا لايمكن له أن يحدث من خارج قاعدة : وضع مصلحة الوطن السوري فوق كل اعتبار , فلقد تاجر النظام سابقا بشعار - لبنان أولا - الى درجة أن بعض الأبواق اللبنانية - لا تعميم - راح يخاطب السوريين في مدنهم وقراهم بدعوى أنهم يفهمون سوريا أكثر مما يفهمها السوريين أنفسهم ؟!.
فعلى المعارضة أن تثبت عمليا , عن طريق وحدتها أن - سوريا أولا- بعيدا عن الأنانيات الخاصة , ومبالغة مني أقول بعيدا عن العجرفة والغرور , ومنطق ( التآمر المرحلي ) , الموروث السياسي السلبي عن التاريخ الحديث لسوريا الانقلابات الثورية الطوباوية , ومغامرات الطموحات الفردية الشاذة غير المفهومة , في منطق مصلحة الوطن أولا , والسعي لإحداث تغيير ديمقراطي سلمي سلس , بعيدا عن منطق الانتقام , وروح التشفي التي يمكن لها أن تتسلل , بشكل غامض , وشتان بين التوافق الوطني من أجل حياة أفضل للأجيال السورية القادمة مستقبلا , وبين منطق تصفية الحسابات مع الماضي , الذي لا بدله أن يكون مدمرا .

المؤتمر الوطني للمعارضة السورية
مبدأ أن دع كل شيء يسير على حالته الراهنة , أسلم من مبدأ إرغام الواقع على التغير , بأي طريقة كانت , كما لوكان الأهم هو مجرد التغيير , بشكل دراماتيكي مفتعل , فقد يمكن لنا أن نسقي ونستسقي بأنهر فرعية من وراء السد ( الإصلاح التدريجي ) ,بحيث تحتل فكرة التغيير السلمي الديمقراطي حقا المكانة الأولى , بديلا عن طوفان انهيار السد , ومع اعترافي الصريح بمنطقية , وكفاءة العقل السوري المنفي والمغترب والمهاجر , في الخارج , وبخاصة حين يحلم طويلا بضرورة خلق الوطن السوري الديمقراطي بطبعة حديثة إنسانية وحضارية , نحو حياة السلم والعمران والتقدم ,ونحو سيادة حياة وطنية مجتمعية وفقا لشرعة متطورة وربما مبدعة , لحقوق وكرامة الإنسان , فان هذا لا يجيز لأي أحد تجاهل الإرث المتخلف للبنية التحتية المشوهة بطريقة عجيبة , مركبة وغير بسيطة على الإطلاق , من الثقافة الشوهاء في الداخل السوري ,
لأنه لأول مرة يطرح على بساط الوجود , مسألة إنشاء وطن سوري جديد , وفقا للحدود الموروثة عن الاستعمار , أي نتيجة للتقسيم الإداري للتقنية السايكس بيكوية ,والتي ينبغي عدم النظر إليها من جهة نظر واحدة متصلبة , بوصفها تقسيما ( استعماريا ) ومرة أخرى كما لوكانت مؤامرة دولية ,وهذا تضليل فظيع الخاسر الأول فيه , هو المشروع السوري الذي لم يثبت أبدا , ولا في من الأيام أنه قادر على الحياة الحرة الكريمة , وأقصد الحياة الديمقراطية السلمية , في إطار دولة القانون , وهي الدولة التي ستلعب دور الحكم العادل دستوريا و من أجل أن يظهر للوجود لأول مرة مفهوم معاصر للدولة السورية , والأرض والشعب , وللخروج من حالة ( العبارة ) , وللقارئ العربي , المقصود مجاز أو مجرد معبر مؤقت , لشعب بأكمله وضع على لائحة الانتظار السلبي , مجرد من الإرادة , من الجهل المستبد والطاغية بحد ذاته , ومن الفقر الأبيض , الذي كان في أحسن أحوال سوريا النظام البرلماني الطارئ فيما بين شكلا نية الاستقلال , وعرقوبية الوحدة ( العربية ) , والذي تحول بسبب من ( الثورات الوهمية ) الى فقر أسود , فسوريا منذ أن ظهرت كمقترح دولي , لم تخرج أبدا من حالة المراوحة المكانية , بين الفقر الأبيض , والفقر الأسود ,فالفقر الأبيض هو ما خرجت به بعيد اليتم الذي حل علينا , بعد براءة الخلافة العثمانية من أبوتنا وما تلاها , والفقر الأسود هو ما ستخلفه في مجالنا ( الثورات العربية المزعومة ) ,حين ستنقشع قريبا , والجهل لم يضرب أطنا به في الداخل فحسب , بل ذهب مذهبا بعيدا عن امكان عودته للحياة الإنسانية الطبيعية , ومن الحمق استسهال امكان تغييره بشكل مثالي لائق , والحلم ليس هو الرد الواقع , فالمطلوب ربط مفاهيم الحرية بالمسؤولية .
إذا استطاعت المعارضة الديمقراطية السورية خارج الوطن , تحقيق وحدتها , فستحوز على عدة مستويات مشرفة , منها نقل عدواها نحو وحدة المعارضة السورية الداخلية لتصل العمق الوطني السوري , وتزيل بشرف تخوف الجميع من الجميع , عن طريق وحدة الجميع من أجل نظام سياسي جديد , سيلبي بإخلاص طموحات الجميع, ومن ثم نبذ مخاوف السلطة نفسها , وهذا سينعكس إيجابا , حين ستعلن السلطة الحالية استعدادها للتعامل مع المعارضة الوطنية السورية الموحدة , وفي هذا امتحان لمستوى الحرية الوطنية لدى السلطة الحاكمة , واختبار لمدى الاستعداد لديها في دمقرطة الحياة السياسية السورية , وفتح الباب على مصراعيه لمشاركة جميع الأطراف السياسية والاجتماعية في السلطة , والقبول بمبدأ التداول , والتفاصيل والآليات مشروحة بوضوح عند معظم الأحزاب والقوى السياسية السورية, من جهة ومن جهة أخرى , سيظهر احترامها مع الزمن , وخلاصتها الاعتراف والاحترام , وعلى الصعيد الخارجي , ستحترم القوى العظمى القوى المعارضة الموحدة والمنظمة بكفاءة , والممثلة خير تمثيل للشعب السوري وإرادته الوطنية في التغيير السلمي الديمقراطي , وستعرف كيف تجد الطرق الملائمة لإنجاز التغيير المطلوب .
يعتقد البعض منا , أن التغيير , يمكن له أن يحدث بدون تنظير , وهو استخدام خاطئ لمعنى التنظير كوصف من يثرثر أو يهذي بأنه يتفلسف , فالتنظير في حقيقته هو في اعتماد المادة العلمية والقانونية , في التفسير والتغيير , وصولا لإحلال دولة القانون , وماعدا ذلك سنعيد من جديد سيرة طويلة للدولة الخارجة على القانون .
اعتماد فكرة المجازات المفتوحة , للانتقال الحر والشفاف للأفراد , لأفراد من المعارضة والسلطة , بأبواب مفتوحة بصفة ايجابية , وعلى النقيض من ذلك فان فكرة الاجتثاث , اجتثاث حزب بأكمله , سلطة بأكملها ..., هو الممهد لثورة بركان التطرف الخامد حاليا , ولا مصلحة وطنية حقيقية لمن يقوم بتهييجه .
إن من واجب الجميع , وبدون استثناء , العمل على إنقاذ الوطن ( السوري ) , وإخراجه بحذر من غرفة الإنعاش , فهو في حالة موت سريري , مالم تتحد الجهود وتتضافر بل وتبدع في إيجاد المخارج اللائقة , لردم الفجوة بين المعارضة السلبية التي فقدت إرادتها , وعمل الزمن الطويل على فقدانها لروح المبادرة والتصرف العملي , , والسلطة الطرشاء في أبراجها العاجية , والتي ملت من حراسة صمت القبور , ومن سياسة من ليس معنا فهو عدونا , ومومياء الحراك الشعبي , فلم يبق هناك بعد أنفاس حياة يمكن لها أن تعدها , فلابد من أمطار ليحل علينا ربيع خصب بالنماء والمواسم الوفيرة , والتصرف بحرية وروح مسؤولية وحده القادر على بناء جسور تصل الجميع , ولإنقاذ الجميع , وفي ذلك يتم الرد على سلطة تحوز على كل شيء , ومبدأ , لاشيء من السلطة , ووكل الشعب من أجل السلطة , والسلطة هي الشريك في كل شيء ولا أحد يحق له أن يشاركها , حتى بالقول نعم , وهي من النوع : عمت صباحا ( سيدي ) - مزاحا- ويكون الرد : لا فضل لك ستقولها غصبا عنك ؟! ... ولكن - جديا- , ومن هنا فلابد من التخلص من عقدة السيادة المطلقة والعبودية المطلقة , في حالة دوران مفرغ , من التسلط واللا ديمقراطية , بل وفي جعل سندان الوطن السوري يئن تحت مطارق الديمقراطية الدولية , ومطارق استبدادية( دكتاتورية ) تتعاقب عليه بشكل مرعب على منوال أفلام هتشكوك , حتى يأخذ الشلل من الرعب مداه , ولاتكن هناك حياة فالأصل هو الوجود بينما الوهم وحده أضاع الحدود ؟...
بدون حريات سياسية , بدون دولة علمانية , بدون ديمقراطية أو تداول ....؟
المطلوب حقا وحدة حقيقية جادة للمعارضة الوطنية السورية , فالوطن الذي يجب إنقاذه من الكارثة , ستحل عليه كارثة عدم الجدية لإنقاذه بحجج برامج وإيديولوجيات فوق مصلحة الوطن والوجدان كل الوجدان في حفظ كرامة الإنسان كيفما كان .

الجزء الأول








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اشتباكات بين الشرطة الأميركية ومتظاهرين مؤيدين للفلسطينيين ب


.. رئيسة حزب الخضر الأسترالي تتهم حزب العمال بدعم إسرائيل في ال




.. حمدين صباحي للميادين: الحرب في غزة أثبتت أن المصدر الحقيقي ل


.. الشرطة الأمريكية تعتقل عددا من المتظاهرين من جامعة كاليفورني




.. The First Intifada - To Your Left: Palestine | الانتفاضة الأ