الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طريق التصالح مع الشعب

فريد حداد

2006 / 1 / 17
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


ترك اعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي , الباب مفتوحاً امام أهل النظام , ورجال السلطة , ممن يريدون الأنخراط في عملية التغيير الديمقراطي , للأنضمام الى اطراف الأعلان الموقعين عليه . وقد اشترط اعلان دمشق على من يريدون الأنضمام الى الأعلان , ان لاتكون اياديهم ملوثة بالدم , او بالمال الحرام .

لقد اتى انشقاق السيد عبد الحليم خدام , نائب رئيس الجمهورية السابق , عن النظام الذي كان هو أحد مؤسسيه الأساسيين , واعلانه عن البدء بالعمل ( لأسقاط النظام الحاكم بدمشق , وأنقاذ الوطن , واطلاق الحريات , وبناء الديمقراطية ) كما قال . كخطوة عملية لركن هام من اركان النظام , تصب من الناحية الشكلية بنفس منحى اعلان دمشق الداعي الى التغيير الديمقراطي .

ما قام به السيد خدام وما قاله يطرح علينا سؤال هام لابد من الأجابة عليه , وهو : هل تقبل المعارضة الديمقراطية في سورية , بعبد الحليم خدام , كواحد من مناضليها وكوادرها ؟
وللأجابة على السؤال السابق لابد لنا من التدقيق في اعمال وادوار السيد خدام عندما كان على رأس مهامه , لنرى ان كان يحقق شروط الأنضمام الى اعلان دمشق , من ناحية عدم تلوث يداه بدم السوريين , او بالمال الحرام . بعد ان عبّر بتصريحاته , عن ايمانه بالديمقراطية , والحرية , وتوجهه الى الشعب , لأجراء التغيير , وليس بواسطة الأنقلابات العسكرية .

لقد كان السيد خدام احد اركان النظام السوري الأساسيين , وقد يحتل المرتبة الثانية بعد حافظ الأسد من ناحية التأسيس لهذا النظام الأستبدادي , وبالتالي فان مسئوليته عن القتل , والفساد , والأستبداد , الذي عاش ومايزال في سورية منذ عام 1970 ونسبيا قبل ذلك الى عام 1963 . لاتقل بشيء عن مسئولية الأسد الأب نفسه , وجنرالات الأمن المشهورين , المستحّمين بالدم السوري , وليس تلويثاً فقط .

ولابد لنا ان نُسجل للسيد خدام , تميزه عن الآخرين , بزرعه لأسباب موت مستمرالحدوث يومياً لأبناء سورية , وزرعهم , وحيوانهم , ومائهم , وتربتهم , باستيراده وابنائه , لنفايات نووية ودفنها في الأراضي السورية .

وهكذا , فان خدام , وان لم يكن قاتلاً بمعنى الضاغط على الزناد , بل هو قاتل بمساهمته في خلق اجواء الجريمة , المتمثلة باقصاء كل القوى السياسة من الساحة السورية , وتخوينها , وربط نشاطها بنشاط القوى المعادية الخارجية . كما كان يفعل بتحريضه على القوى الأسلامية في سورية , او كما اتهم حركة المثقفين السوريين بالتعامل مع السفارات الأجنبية , والكثير الكثير من أرائه واقواله , التي مثلت تحريضاً وتعبئة لأجهزة النظام القمعية , لارتكابها اعمال القتل , والأعتقال , والتعذيب , بحق المواطنين . بل هو فاعلها بفساده اللاهث لحصوله على الأموال , حتى وان ادى ذلك الى جلب الكوارث لشعبه وبيئته .

وعلى الرغم من انني لست رجل قانون , الا انني اعتقد بان القانون يوزع مسئولية جرم ُمرتكب , بالتساوي , على من هيئ الأجواء الملائمة لارتكابه , كما على المحرض عليه , بالأضافة الى منفذه .

ولكن....... اذا كان رب العالمين , يقبل توبة الخطائين , افلا نقبل نحن البشر , توبة اخوتنا بالأنسانية ؟ .. لابد لنا من ذلك . ولكن للتوبة طريقها الذي يمنع التائب من العودة الى ماضيه , ويعيد للمظلومين منه حقهم المادي او المعنوي .

اني ارى بان طريق المصالحة بين اهل النظام وبين شعبهم لابد ان يسير بالخطوات التالية :
1 – ان يُعلن الرجل تبرئه من النظام الأستبدادي الذي بناه حافظ الأسد واعوانه كالسيد خدام وغيره , وادانته له .
2 – ان يعتذر بشكل علني من الشعب السوري عن ايذاءه له ( اي للشعب ) عندما كان على رأس عمله ضمن اجهزة النظام .
3 – ان يُعيد المظالم التي ارتكبها كفرد الى اهلها . وبحسب ماتبقى لديه من هذه المظالم .
4 – ان يُبدي استعداده للمثول امام قضاء نزيه , سيُبنى في ظل نظام ديمقراطي , ليقول كلمة الفصل في حق هؤلاء الرجال .
ولابد لهذا القضاء النزيه وقتذاك من ان يأخذ توبة هؤلاء الرجال , ومساهمتهم في التغيير السلمي الديمقراطي , بعين الأعتبار اثناء محاكمتهم .

انني ارى هذا الطريق , بانه الطريق الواجب قطعه , لأي من رجال النظام الذين سيقررون الأنضمام الى شعبهم وتطليق الأستبداد بالثلاثة , وليس كما يفعل ويقول خدام , بامتداح الأوضاع التي كان يبنيها , وبدعوة الناس لرؤية زجاج مكسور بدلأً من المبنى المنهار .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. محمكة الجنائية الدولية : ما مصير مذكرات التوقيف ؟ • فرانس 24


.. ما خطط جنازة رئيسي ومن قد يتولى السلطة في إيران؟.. مراسل CNN




.. قتلى وجرحى بحادث سقوط حافلة في نهر النيل بمصر | #مراسلو_سكاي


.. قبل الحادث بأشهر.. ليلى عبد اللطيف تثير الجدل بسبب تنبؤ عن س




.. نتنياهو وكريم خان.. تصعيد وتهديد! | #التاسعة