الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العبادي.. ومظاهرات جامعة الكوت

رحمن خضير عباس

2017 / 3 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


العبادي .. ومظاهرات جامعة الكوت
رحمن خضير عباس
الجميع عرف ما حدث في مدينة الكوت .
وصل السيد رئيس الوزراء العراقي الدكتور حيدر العبادي الى جامعة الكوت . وكان رد فعل طلبة الجامعة رفض الزيارة . وقد تمثل هذا الرفض من خلال الأحتجاجات ومهاجمة الموكب الرئاسي واطلاق الشعارات التي ترفض الزيارة . طبعا كان العبادي مؤدبا فقد إنسحب من غضب الطلبة ، وطاردت موكبه اللعنات والكلمات الرافضة .
سأتجاوز مافعلته حماية رئيس الوزراء بالطلبة المحتجين واستعملت معهم كل ألوان التنكيل والقمع . هل كان ذلك بأمر رئيس الوزراء ؟ أم أنّ حمايته إستخدمت العنف المضاد والمتمثل بإلقاء القنابل المسيلة للدموع واستخدام البطش بالمتظاهرين .وذلك لانّ الموضوع قد أشبع في الصحافة والإعلام سواءً المتعاطف مع رئيس الوزراء او المتعاطف مع المتظاهرين . ولكن سوء معاملة الطلبة هو نقطة سوداء في جبين حكومة العبادي .
الزيارة ورد الفعل هو موضوعة هذا المقال .
في البداية كان بودي أن يتم الحوار مع العبادي، بعد إتمام كلمته ومناقشته ، بشكل يجعل من الطلبة ان ينتقدوا كل العمل الحكومي ، ومن خلال النقاش والحوار يمكن للطلبة ان يحرجوا العبادي وان يوجهوا جام غضبهم عن الأداء الحكومي ولكن بواسطة الحوار والكلمة الملتزمة والنقد البنّاء . ولكنني أعذر الطلبة لعدة أسباب : ومنها
إنّ طلبة الجنوب المهمل والمبتز والمدمر إنساقوا وراء عواطفهم لأنّ ( السيل قد بلغ الزبى) لذلك فقد اعتبر هؤلاء الطلبة الضحايا بأن لغة الحوار قد إنتهت !
من قادهم الى هذا اليأس؟
إنه الأداء الحكومي بأغلبيته المتشيعة وبمحاصصته وبسنته وبأكراده . كل هذه التوليفة قادت البلد الى الدمار من خلال الفساد الأسطوري الذي إستشرى بين هؤلاء الوزراء الذين إعتقدوا بان التكليف الوزاري هو غنيمة للوزير وأهله وأنصاره وحزبه . لذا يتم النهب اللاأخلاقي بحجة المحاصصة . أما النوّاب فحدث ولاحرج بحيث أن دخول البرلمان يعني التحول السريع الى الغنى الأبدي .
حيدر العبادي رجل حاول الإصلاح بحياء . فكان يتكلم ولايفعل شيئا . وحينما تحدث عن نوري المالكي ووصفه ساخرا بالقائد الضرورة .تراجع عن التوصيف . ولم يستطع أن يقدمه الى المحاكمة او يقلص من نفوذه . بل قيل بان العبادي رهينة بيد المالكي الذي لايستطيع ان يفعل شيئا .
هل يمتلك المالكي ملفات فساد عن العبادي، يهدده بها ، إذا تمرد عليه؟
أم أنّ العبادي وفيٌّ لحزب الدعوة ولايستطيع أن يفعل شيئا لأحد زعماء هذا الحزب ؟
وفي كلا الحالتين فإن العبادي قد حشر نفسه في موقف لايُحسد عليه !
لأن ذلك يعني بأنّ حزب الدعوة لدى العبادي اهم من الوطن.
وقد يعني أيضا بان الولاء للمالكي أهم من العراق!
لذا يمكن تفسير موقف طلبة الكوت منه .
وعلينا أن نعترف ان حكومة العبادي هي حكومة إصلاحية ، حاولت أن تصلح ولكنها كانت ضعيفة . أمام التركة الكبيرة ، التي ساهم فيها نفس الحزب الذي ينتمي اليه العبادي ، سواء كان حزب الدعوة او المجلس الأعلى ، أو غيره من الأسماء . تلك التي سلبت ثروة البلد وجعلته في عجز مال ، كما جعلته محتلا من قبل داعش وغيره من التهديدات الأخرى .
كما ان العبادي قد حاول ومايزال تطهير الموصل من داعش . الموصل ونواحيها والتي سلمها سلفه المالكي زعيم حزب الدعوة . والذي كان يقود القطعات المسلحة . تلك القطعات التي إنسحبت بدون قتال . وسلمت أرضنا وشرفنا وآثارنا . كما سلمت كل العتاد والعجلات والأموال الى داعش . والذين سلموا الموصل لم يحاكموا . او يتم إقصائهم من مسؤولياتهم .
أقول للعبادي أن هذا درس كبير لك . فقد قال لك الجميع بأنّ الجماهير العراقية هي إمتدادك وحمايتك ، ولو كانت إصلاحاتك جذرية لأستقبلك اهل الكوت بالأحضان والورود . ولكنهم رفضوك لأنك جزء من أحزاب عاثت في البلد فسادا ودمارا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل يتجه الاتحاد الأوروبي إلى فرض عقوبات على إسرائيل؟| المسائ


.. الأردن.. مخاوف من امتداد نفوذ إيران للمملكة الهاشمية؟




.. الأمريكية نيكي هايلي تكتب عبارة -أقضوا عليهم- على قذائف إسرا


.. اليمن.. غضب في عدن بسبب ارتفاع أسعار الخبز • فرانس 24 / FRAN




.. بدء فعاليات اليوم الثالث من -منتدى الإعلام العربي- في دبي| #