الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أوكرانيات ساحة صباح الخياط

نعيم عبد مهلهل

2017 / 3 / 2
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


أوكرانيات ساحة صباح الخياط

في الحياة قد تلاقيكَ صدفة تشبه نهاية الفيلم الهندي ، شيء لم تتوقعه واحيانا هذه الصدفة تجدها غريبة فلا حساب لها ولا ميقات ولا تصور أنك ستشاهد ما كنت لا تتوقع أن تشاهده في يوم ما ، على اعتبار أن المقولة التي تقول : الصدفة خير من الف ميعاد هي من يسود في الذاكرة البشرية لما نتعرض له من مصادفات في الحياة ، ولهذا المعياد الغريب أن تجد نائب عريف ( فؤاد روشان مهاوش ) من سكنة مدينة الثورة والذي كان معي في كتيبة مخابرة الفرقة الثانية بكركوك محاطا باثني عشر فتاة اوكرانية كل واحدة تسرق العقل بجمالها وهو وسطهن يرتدي ملابس مزركشة مودرن ويؤدي اغنية مدبلجة من اغنيات بضاعة هذه الايام .
حدثت تلك المصادفة التي تشبه أسطورة مغلفة بقهقهة عالية في احد ضواحي العاصمة الاوكرانية كييف .
ولأني اعرف فؤاد جيدا فلم اخطيء وجهه الذي صبغه بشتى انواع المساحيق بالرغم من اني فارقته منذ اعوام . إلا انه بقيَّ بملامحه ( الملحة ) يمثل كما كان يقول الوجه الاقرب الى طين ضفاف هور الكحلاء حيث سلفهم القديم ومزارعشلب الشتا ، قبل ان يمنح الزعيم عبد الكريم قاسم الى والده الجندي اول مشاة روشان مهاوش بيتاً في مدينة الثورة، ليولد فؤاد مطلع الستينات وليصبح من اشد معجبين ومقلدين المطرب الريفي صباح الخياط . واعتزازا بهذا الصوت اخبرني فؤاد انه في نهاية الحرب سيفتح محلا للتسجيلات وفي ساحة صباح الخياط حتى لايفارق اسم وصوت المطرب الذي يحبه.
وعندما انتهت الحرب حقق فؤاد ما تمناه واصبح له محلا لبيع كاسيتات الاغاني في ساحة صباح الخياط ، ولانه كان صديقي ومن جعلني اضع صوت صباح الخياط الى قائمة مزاجي الغناني جنبا الى جنب داخل حسن ونجاة الصغيرة وام كلثوم وناصر حكيم فقد كنت ازوره كلما اجيء لبغداد بأيفاد رسمي او حضور المربد او عندما اجيء مع زوجتي لتراجع طبيب النسائية فؤاد حسن غالي في عيادته الواقعة بساحة الخلاني.
وفي كل مرة يشكو لي من شحة الزبائن الاناث لا
لأن واجهة محله لاتحمل سوى بوسترات صباح الخياط وسلمان المنكوب والرهط الاسطوري من مطربي الريف ، وتحدث لي ان امرأة اتت اليه ذات يوم وطلبت منه اشرطة سلمان المنكوب فتعجب سر محبتها للمنكوب .فردت عليه :لانني منكوبة مثله لقد ( جسحت ثلاث ) ازواج ، جميعهم ماتوا ، واحد في الحرب والثاني بصعقة كهربائية والثالث اعدموه لانه لايحب الرئيس ، والرابع على مشارف الموت فقد دهسته سيارة في ساحة صباح الخياط في الوقت الذي كان المنكوب يطلق نواحه من تسجيلاتك . هو اخبرني ذلك .لقد سهى مع صوت المنكوب الذي يعشقه ودهسته السيارة .جئت الان لانتقم من المنكوب بشراء اغانيه .اسمعها لمرة واحدة ثم اكسرها بيد الهاون.
ضحكت وقلت :دائما هنا شحة وفنتازيا في حياتنا وخاصة اؤلئك الذين يخرجون احياء من الحروب.
الآن فؤاد يغني ويصور اغنية من اغاني هذا الزمن .اغنية بائسة في كلماتها وموسيقاها ، فعرفت ان فؤاد تخلى عن عشقه لصباح الخياط وانه باع المحل سرقفلية وبالفلوس يصور هذه الاغنية ومن ثم يضيفها في سيرته الذاتية ويذهب بها الى واحدة من ملاهي عمان او بيروت ليقدمها لتشفع له ويصعد الى المسرح وقد اصبح صوته شائخا ونشازا ولكنه سيطرب السكارى والذي سرقوا متاحفنا وبنوكنا وحقول نفطنا.
تسألوني هل قدمت له نفسك له وعرفته بك ؟
اقول :انسحبت بهدوء ففي الموقف الذي شاهدت فيه نائب نائب عريف فؤاد يهز خصره بين البنات الاوكرنيات كرهت ان اسلم عليه واعانقه مثلما كنت افعلها يوم كنت ازوره في محلة بساحة صباح الخياط..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - عندليب في ألكويت وَحِمَار في ألعِرَاق
حميد الواسطي ( 2017 / 3 / 2 - 10:48 )
عوض ألدوخي مِن ألكويت وَ سعدي ألحلي مِنَ ألعِرَاق قلدا بَعض أغاني أم كلثوم فقالت أم كلثوم: إثنان قلداني .. عندليب في ألكويت وَحِمَار في ألعِرَاق.. حميد ألواسطي

اخر الافلام

.. مساع أمريكية لإبرام صفقة في غزة وإسرائيل ترفض شرط وقف الحرب


.. إيلون ماسك يتجول بالكونغرس حاملًا ابنه على كتفيه




.. مراسل الجزيرة يرصد الأوضاع في مدينة الرستن بريف حمص بعد سيطر


.. سانتا يوزع الهدايا على الأطفال المرضى في مستشفى موستار بمناس




.. غارة إسرائيلية على مخيم النصيرات تخلف 17 شهيدا بينهم أطفال