الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما هي التنازلات التي سيدفعها الحريري مقابل ضمانات عون وحزب الله؟؟؟

خورشيد الحسين

2017 / 3 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


لقد زاحم الإتفاق على قانون إنتخابي قصة إبريق الزيت بسخافة تكرار معزوفته,دائرة مفرغة لم يجد مهندسو اللعبة السياسية في لبنان أي ثغرة للنفاذ منها,فمن الستين المرفوض لفظا الى النسبي المرفوض قلبا ثم المختلط مرورا بالأرثودكسي ثم تعود اللعبة من جديد فيتم رقع هذا القانون من هنا وترقيع ذاك من هناك.فما يناسب فلان لا يناسب علان ولا ينفع تدوير الزوايا,فالمصالح العليا للقوى الحاكمة بأمر مطامحها ومطامعها الشخصية هي التي تطرح وهي التي تناقش وهي التي ترفض أو تقبل!! وطالما أن لا قانون يناسب جسد المفصلين ستبقى الإنتخابات مكانك راوح تتقاذفها التصاريح بين متشاءم ومتفائل ,وسيبقى باب احتمالات دخول البلاد في أزمة مفتوحا على مصراعيه فلا كلمة سر ولا وحي يحل العقدة بين ليلة وضحاها ,حيث تبدلت الظروف وما من مرجعية تفرض الحلول على طبقة سياسية أثبتت فعلا أنها لم تبلغ سن الرشد بعد.
دائما تحت حجة أصبحت ممجوجة يتم تمرير الصفقات ,فوفق العقلية اللبنانية (إرضاء الجميع ..غاية تدرك) ولو كانت هذه الغايات لا علاقة لها بمصالح الشعب ولا في عملية تطوير الدولة وقوانينها لتنقل لبنان فعلا من منطق المزرعة والمحاصصات الى منطق المؤسسات,وبالتالي ستبقى أزمة النظام اللبناني مستمرة وستبقى الألغام المزروعة في جسده الرخو عصية على الإقتلاع ,فتجربة سبعين عام ,منذ استقلال لبنان,وبالرغم من كل الويلات التي مر بها الوطن الصغير لم تكن كافية على ما يبدو لإنتاج طبقة سياسية تتحرك وتحكم وفق برامج وطنية عامة ,بل ما حصل هو العكس تماما,فبعد كل أزمة يتعمق الإنقسام أكثر وتزداد اللغة الطائفية أكثرويصبح الخطاب المذهبي العلني منه أو المضمر هو سيد الموقف وعصا راعي القطيع الذي يهش بها على غنمه بينما له فيه مآرب أخرى.
أما ما ليس جديدا,ولكنه يُمارس اليوم بشكل وقح وفج هو الحديث علنا عن طمأنة الزعيم الفلاني أو ضمانات للزعيم العلاني,والسبب...الخوف على الموقع والسلطة من عدالة تمثيل تكشف حقيقة القوة المتورمة التي يدعونها.فبعد التطمينات التي مُنحت للنائب جنبلاط والإستثناء الذي سيرافق أي قانون بما يضمن له حصرية التمثيل الدرزي والحفاظ نوعا ما على عدد كتلته النيابية.
حصل ما هو غير مفاجىء أيضا,فقد لجأ الرئيس الحريري الى الرئيس عون وحزب الله كي يأخذ منهم ضمانات تحمي موقعه بعد الإنتخابات أي كانت النتائج!!!فالرئيس الحريري الذي اعتاد التنازلات تحت عنوان الحفاظ على لبنان كشف بهذه الخطوة خواء وضعف تبريراته التي سوقتها آلته الإعلامية, من ترشيح النائب فرنجية مرورا بتبني ترشيح العماد عون وانتخابه رئيسا,اضافة لما رافق تأليف الحكومة من كشف للنوايا الإستئثارية وصولا الى قانون الإنتخابات الذي يؤرقه ويحرك هواجسه .فالرئيس الحريري يدرك عمق أزمته في الشارع السني ,هذا الشارع الذي استغله على مدى عقد ونيف من الزمن موظفا العاطفة والخطاب المذهبي في استثارته وتحريكه وحشده خدمة لمصالحه التي انكشفت بطريقة دراماتيكية وبان عريها ,حيث سقطت كل شعاراته وكل مواقفه وكل وعوده في لحظة حاجته للكرسي الثالثة بهدف ترميم وضعه المالي وشد عصبه السياسي,وجاءت هذه المطالبة بالتطمينات من الرئيس عون ومن حزب الله لتسقط آخر الأقنعة عن الحقيقة الحقة وليس الحقيقة التي كادت أن تحرق البلد يوما .
من طرابلس اللواء أشرف ريفي الذي استنسخ خطاب الحريري نفسه وكان أكثر مصداقية وانسجاما مع مفرداته ومع ما (يريد أن يسمعه الجمهور)فغرف في الإنتخابات البلدية من صحن المستقبل وحقق أنتصارا مدويا ,ويبدو أن الكرة ستعاد وبانتصار أكبر وفق المعطيات خصوصا أن الحريري قدم بطلبه للضمانات من الرئيس عون وحزب الله فرصة أوسع وأكبر للواء ريفي وسيعرف كيف يستثمرها في الإنتخابات النيابية,وليس بعيدا عن طرابلس_ريفي ما يعانيه الرئيس الحريري في البقاع الغربي,فكما يحاصره خطاب ريفي شمالا تحاصره خدمات الوزير مراد بقاعا ,هذه الخدمات التي تشكل بعضها بديلا عن الدولة نفسها والتي طالت كل مكونات المجتمع البقاعي السياسية دون تفرقة مما أوجد له أرضية صلبة يقف عليها .وقد أثبت مصداقية تفوق فيها بأشواط على وعود تيار المستقبل التي كانت تنتهي صلاحيتها بعد صدور نتائج الإنتخابات مباشرة.بينما لا يحتاج الوزير مراد حتى الى برنامج انتخابي,فكما قال أحد المراجع المستقبلية (عبد الرحيم مراد كتب برنامجه منذ 40 عاما ...للحقيقة وللتاريخ)...نقطة القوة هذه لم تعد تؤثر فيها الخطابات العاطفية والمذهبية التي كانت تشكل الرافعة للرئيس الحريري والسلاح الذي يحارب به ,وقد سقط هذا السلاح بالضربة القاضية مما جعل المنافسة أسهل بكثير بالنسبة للوزير مراد .
ويبقى السؤال الأهم ماهي التنازلات التي سيدفعها الحريري مقابل الضمانات؟؟؟ وهل ستكون من (كيس) موقع الرئاسة الثالثة؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عدوى احتجاجات الطلاب تنتقل من الولايات المتحدة إلى جامعات أو


.. التلفزيون السوري: 8 إصابات في هجوم إسرائيلي على دمشق




.. واشنطن تتعهد بمواصلة جهود تحسين قدرات الأردن على مواجهة الطا


.. تركيا تعلق كل المبادلات التجارية مع إسرائيل وتل أبيب تتهم أر




.. ماكرون يجدد استعداد فرنسا لإرسال قوات برية إلى أوكرانيا