الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-الاسلام المعتدل-

سفيان الحداد

2017 / 3 / 2
الارهاب, الحرب والسلام


حول ما يسمى ب"الاسلام المعتدل" بعيدا عن السياسة والدين
لا بأس من التنويه -والقول موجه الى اسلاميين متفاعلين مع الخطاب الكوني حذرين من مغبة الضلال -أن العقل لا يتنافى مع ما هو مسلم به على أنه وحي .لقد بقي الفكر الاسلامي السياسي الذي يصف نفسه بالمعتدل -لا سيما حركة النهضة التونسية تحديدا بعد استيعاب أفكار مالك بن نبي وتدعيمها بترسانة من الاحتياطات الفقهية –رغم محاولة استيعاب القيم الكونية في خطابه السياسي والايديولوجي منحسرا الى اليوم في الفهم الشكلاني للاسلام بحيث ان أي فهم مغاير حتى ولو تبناه مفكرون جادون قديما وحديثا لا يعدو أن يكون سوى ضلال مبين يؤدي بصاحبه الى العذاب الأليم مهما قدمت يداه من خير وحب ورحمة فعمله قد حبط ولا ينظر اليه يوم القيامة ولا يشفع فيه فضلا عن عدم جواز الصلاة عليه علاوة عما يجدر في حقه من اللعنات التي بها يتقرب الى الله ...ينبغي التفطن والتجرأ على الاصداع بالحقيقة وان كانت مؤلمة الى ان هناك تباينا جديا بين هويتنا الانسانية وهويتنا الدينية الاسلامية حسب ما تشكلت وفقه الذهنية العربية الاسلامية في عمومها . ان محاولات الفكر الاسلامي المعاصر والذي يسم نفسه بالمعتدل لا تخلو من جدية وبحث ولكنها غير كافية اذ لا يزال هذا الفكر يراهن على ان المسلمين هم خير امة اخرجت للناس لو انهم يامرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويراهن على ان الاسلام سينتشر وسيينتصر وستعود فلسطين الى المسلمين حتى ان المسلم يستنجد بوشاية حجرة بيهودي ....ولا يزال هذا "الاسلام المعتدل " يعتقد ان بناء الدولة الاسلامية واجب على كل مسلم ويتوسل اليها بالديمقراطية التي في ظل الفراغ في التشريع الاسلامي تصير نظام حكم ممكن في الاسلام ولذلك يستنجد رئيس حركة النهضة في كتابه الحريات العامة في الدولة الاسلامية بالدهاء المطلوب ليقنع الدنيا ان أبا بكر الصديق قد تولى الخلافة بعد نبي الاسلام بالوسائل الديمقراطية...هذا علاوة على اقراره بأن أحكام الحدود هي أحكام الله بعد أن كان قد استنفذ ما استنفذ من الدهاء في انتقاء النصوص للدلالة على أن الاسلام لا يتعارض مع الديمقراطية وحقوق الانسان . ان هذا الفكر المعبر عنه بالمعتدل وشعورا منه بحجم الورطة أفنى جهودا في اقناع العالم بان ارقى ما توصلت اليه الانسانية في السياسة والعلوم وما يتصل بحقوق الانسان والمساواة بين المرأة والرجل وووو كل ذلك لا يتنافى مع الاسلام ويقدم تفسيرات وتأويلات بهلوانية للنصوص وللتاريخ الاسلامي للايفاء بالغرض .ثم هو بكل غرور وبلا استحياء أحيانا يعتقد ان في الاسلام الحل لمشكلات العالم ويدعو بالهداية لمن لا يزال في الغواية والضلال .....أنا لا افهم الى حد الآن لماذا يزج بنا في صراع الهوية .....ولو اننا اجناسا وشعوبا نتأمل لوجدنا ان الله اقرب الينا من حبل الوريد ...ففي المقابل ها ان اتجاها يسري في العالم الى ايمان بحقيقة الاهية متخففة من الهوية الدينية ....فالاديان في أحسن حالاتها يستانس بها الانسان ويتوسل بها ليتواصل مع الحقيقة الالاهية الكامنة في صمت مربك في الانسان أي انسان حتى الملاحدة ....هؤلاء في عمومهم لولا الاديان لما فروا الى الالحاد وأما خاصتهم فيحسب لهم جدية البحث .....ولا يزايدن المتدين على الملحد في الاخلاق اذ الاخلاق لا تقترن ضرورة بالدين .....هناك دراسات علمية موضوعها الاخلاق عند الحيوان ....الاجابة مهما اختلفت فهي تحيل ولا ريب على أن المؤمن سواء المتدين أو الربوبي من حقه أن يفسر العالم على ضوء الحقيقة الالاهية وليس من حقه أن يفرض ذلك على الملحد ....فالايمان في جوهره احساس .واما الاديان فوسائل اليه مهما اختلفت .ما يجمع هو الجوهر ...فلو اجتمعت الانسانية على هذا الجوهر وما ينسكب منه من قيم كونية مدارها الروح لانعتقت من ضلال الخلاف الذي يحرض عليه التدين الشكلاني فهما وممارسة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفاصيل بنود العرض الإسرائيلي المقدم لحماس من أجل وقف إطلاق ا


.. أمريكا وفرنسا تبحثان عن مدخل جديد لإفريقيا عبر ليبيا لطرد ال




.. طالب أمريكي: مستمرون في حراكنا الداعم لفلسطين حتى تحقيق جميع


.. شاهد | روسيا تنظم معرضا لا?ليات غربية استولى عليها الجيش في




.. متظاهرون بجامعة كاليفورنيا يغلقون الطريق أمام عناصر الشرطة