الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صمود الشعب حلقة مركزية في مشروع مقاوم يتشكل عربيا وعالميا

إعتراف الريماوي

2006 / 1 / 18
القضية الفلسطينية


صمود شعبنا وكفاحه على مدار عقود من النضال، وما شكلته الإنتفاضتين الأولى والثانية، لهو الفيصل والقاطع في إفشال مخططات العدو ومحاولات تمرير السياسات الأمريكية في المنطقة، فشعبنا العظيم شكل حلقة مركزية في تدعيم وإعلاء النموذج المقاوم والرافض لسياسة الهيمنة والإحتلال على مستوى العالم العربي، جنبا إلى جنب مع المقاومة اللبنانية الوطنية والإسلامية، فروح المقاومة هذه أفشلت الحلول الجزئية ومحاولات تفتيت القضية الوطنية وطمس هوية وكينونة شعبنا، واليوم ونحن نقترب من موعد الإنتخابات التشريعية الفلسطينية، والتي تأتي ثمرة لكفاح الشعب المتواصل ومتطلبا لإعادة البناء، فلا بد من إلتقاطها كمحطة نوعية،لما تشكله من أهمية على الصعيد الديمقراطي والوطني، فالإنتخابات ببعدها الديمقراطي وما تعنيه من البداية لبناء نظام سياسي تعددي ، ومجتمع ديمقراطي عصري يسوده القانون، كذلك هي وسيلة لإختيار قيادة تصون تضحيات الشعب وتحفظ مطالبه الحياتية والإقتصادية وتحمل الاهداف الوطنية بكل إخلاص وتفاني في مواجهة المؤامرات والمشاريع الأمريكية والصهيونية.
واليوم في لبنان أيضا، فإن روح المقاومة والصمود الشعبي اللبناني يقفان في وجه المخططات الأمريكية التي تهدف إلى تفتيت لبنان وتقسيمه طائفيا وجغرافيا لتغرقه في صراعات داخلية بهدف إضعافه، ولتكفي العدو الصهيوني إستنزاف المقاومة له بإتجاه شمال فلسطين، بل أيضا لجعل لبنان ساحة فوضى تتسلل لها "إسرائيل" عابثة بالأمن العربي والقومي ولتهديد سوريا ومحاولة المس بها، في الوقت الذي تتعرض فيه لضغوطات أمريكية أيضا، بهدف إخضاعها للقبول بالمشاريع الأمريكية في التسوية مع الإحتلال الصهيوني ولمحاصرة المقاومة في فلسطين ولبنان والعراق.
وبهدف تحقيق جزء من المخططات الإمبريالية الصهيونية في المنطقة والعالم، جاء العدوان على العراق بمبررات كاذبة، تسترت فيها أمريكا لوهلة من الزمن، مخفية أطماعها وأهدافها الإمبريالية في السيطرة على الموارد ومصاددر الطاقة، بالإضافة لزرع قواعد عسكرية بالمنطقة تحفظ عمقا إستراتيجيا لها على المدى البعيد، وحماية للتفوق النوعي للكيان الصهيوني في المنطقة من خلال ضربها ومنعها لأي توجه عربي تنموي يهدف لتحقيق المصالح العربية القومية، فهذه الأهداف الأمريكية في العراق تلقى مقاومة وطنية جبارة، تستحق التحية والدعم والإسناد، لما تمثله من صمود ورفض للعنجهية الأمريكية وإفشال لها.
كما وأن التحرك الشعبي العربي يتعزز ويتدعم بإستمرار، فالمقاومة الفلسطينية واللبنانية والعراقية، أعادت الأمل للمواطن العربي، وتشكل نموذجا ومثالا مقاوما للعنجهية والغطرسة والجبروت الأمريكي والصهيوني، وصار المواطن العربي يشعر بعمق ما تعنيه هذه المقاومة، وصار تواقا للتغيير الذي يخرج الوطن والإنسان العربي من دوائر الهيمنة والتبعية والإستكانة، ولخلق وفتح المجال أمام بداية تاريخية لنهوض عربي في مختلف المجالات الحياتية والسياسية والعلمية والحضارية...إلخ.
وإذا كانت أمريكا تقود العولمة الإمبريالية في العالم، وتسعى لبسط الهيمنة والنفوذ عالميا، فمن المنطقي والضروري أن تتم مواجهتها عالميا أيضا، ولكن قد يكون هذا الشكل من المقاومة ليس ناضجا كفاية، إلا أنه قيد التشكل والبروز، فكما رأينا في وضعنا الفلسطيني والعربي من مقاومة لأهم سياسات أمريكا في المنطقة، فإننا كذلك نلمس ونشهد اليوم تصاعد الإحتجاجات الشعبية، بعشرات ومئات الألوف من المواطنين في مختلف الدول الأوروبية وفي أمريكا ذاتها، ضد سياسات العولمة وعلى رأسها أمريكا، فهذه السياسات جلبت للمواطنين، تزايد أعداد البطالة، وتصاعد في جيوش الفقراء، وتعميقا للفجوة في توزيع الدخل والملكية، وعودة الحروب الإستعمارية في العالم، كما أن هذه السياسات خلقت تهديدات ومخاطر بيئية على حياة الإنسان وكوكب الأرض إلخ...مما أوصل المواطنين هناك لإكتشاف أكذوبة الليبرالية الحديثة وعولمتها، وإكتشفوا الآلام الإقتصادية والإجتماعية والأخلاقية لها، مما دفعهم للتحرك ضدها.
ولعله من أبرز التحولات العالمية في رفض السياسات الأمريكية ومخططاتها للهيمنة، هو ما يجري في أمريكا الجنوبية، من صعود لقوى وقيادات يسارية إشتراكية، تواجه السياسات الأمريكية وتقدم نموذجا آخرا للسياسة والتنمية المستقلة، ففنزويلا والبرازيل وبوليفيا وقبل يومين صعدت الرئيسة التشيلية ذات التوجه الإشتراكي إلى سدة الحكم في تشيلي، هذه الدول، بجماهيرها الشعبية والفقيرة، بكادحيها وعمالها وفلاحيها ومختلف فئاتها الإجتماعية، قالوا " لا " لأمريكا، ولا لسياساتها، وتمردوا عليها، وإستبدلوا أنظمة الدكتاتورية والتبعية والفساد، فمن خلال صناديق الإقتراع، عبروا عن إرادتهم الوطنية والقومية وعن مصالحهم الإقتصادية والإجتماعية في إختيار قيادتهم وتحديد مصيرهم، وفي هذا المقام نحيي هذه التحولات ونرى فيها أملا ومثالا لتحولات جديدة أخرى، ويجدر بنا الإشارة هنا إلى أهمية وجود المثال والنموذج المقاوم مهما علت موجة الخصوم، ففي أمريكا الجنوبية لم يكن هناك إلا الشعب والنظام الإشتراكي الكوبي مؤخرا في مواجهة الإمبريالية الأمريكية، إلا أن صموده بوجه أمريكا وحصارها ومحاولاتها الإطاحة بالنظام وعزله وتجويع الشعب هناك، قد أفضى إلى إعطاء التجربة زخما جديدا، وبث روح الصمود والمواجهة في الشعوب المجاورة، لتغدو كوبا وكاسترو هناك رمزا يتجدد للثورة والمواجهة والإستقلال وبناء تجربة جديدة تستفيد من الماضي والحاضر وتستشرف مستقبلا بعيدا عن العولمة الامريكية، مستمدة من الإشتراكية المعبرة عن مصلحة الجماهير.فمثل هذه التحولات العالمية أيضا تشكل بوارق أمل في تشكل جبهة عالمية مقاومة للعولمة الأمريكية المتوحشة.
فنحن قادرون على قول "لا " لأمريكا وحلفائها، ولا بد من أن نحتفظ بقوة المثال والنموذج المقاوم كمحرك وكباعث أمل في باقي أرجاء الوطن العربي، متطلعين لتحالفات عالمية وأممية تتشكل في مواجهة العولمة الأمريكية وأهدافها في الهيمنة وإخضاع الشعوب وسلب ثرواتها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انتخابات رئاسية في تشاد بعد 3 سنوات من استيلاء الجيش على الس


.. الرئيس الصيني في زيارة دولة إلى فرنسا والملف الأوكراني والتج




.. بلحظات.. إعصار يمحو مبنى شركة في نبراسكا


.. هل بات اجتياح مدينة رفح قريبا؟




.. قوات الاحتلال تقتحم مخيم طولكرم بعدد من الآليات العسكرية