الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الى الذي صنع من سوريا سلة نفايات نووية وغيرها

عبد الكريم ضعون

2006 / 1 / 18
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر


قال ابراهام لنكولن: ( انك تستطيع أن تخدع جميع الناس نصف الزمن ونصف الناس جميع الزمن ولكنك لا تستطيع أن تخدع جميع الناس جميع الزمن)
وذكرت الآية القرآنية:( ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون0) 0 سورة الروم أية 41.
منذ عدة أيام وتحديدا ليلة رأس السنة الجديدة (2006) صدم الشعب السوري بموضوع قديم جديد0 حيث أنه قديم في الطرح والمداولة شعبيا وكان يدور همسا خشية الزج في غياهب الأقبية السورية لأنه يشكل خيانة وطنية وافتراء على بعض المسئولين السوريين الذين يحملون أعباء الوطن0
فلذلك أودعوه كميات غير معلومة من النفايات النووية أو دفنوها ضمن أراضي القطر الغالي على قلوبهم0 عدا عن ايداعهم الأموال بالخارج ودفنها
بالبنوك الأجنبية والأمبريالبة حسب التعريف الرائج في السياسة السورية0
وتأكد ذلك من خلال جلسة أخيرة وطارئة لعام 2005 للسلطة التشريعية السورية( مجلس الشعب) حيث حدد نواب المجلس المفجوعين بصديقهم
الذي غرد خارج السرب0 موقع تلك النفايات وتحدث قاض وقد عمل وزيرا للعدل لفترة عن تحرك قضائي بالتسعينات من القرن الماضي حول هذا
الموضوع وقد تم تجميدها أو تطنيشها أو لفلفتها0
والملاحظ في هذه الصولات والجولات النيابية السورية مايلي:
1- معرفة وتستر الكثير من الأجهزة والمسئولين السوريين على أعلى المستويات بهذه الجريمة البيئية الإنسانية الكبيرة منذ عام 1990 , والسكوت عنها . وخصوصاً أعضاء مجلس الشعب وتعامل هؤلاء كردة فعل وليس كجهات متابعة مراقبة ومحاسبة .
2- تورط القضاء السوري بالصمت وعدم تحريك ومتابعة القضية وخصوصاً بعد اعتراف قاضي آنذاك وكان قاض بالجرائم الاقتصادية بوجود هكذا ملف ومحال بأسماء أشخاص .
3- صمت الإعلام السوري وبعض الجهات المعنية مثل وزارة الصحة وهيئة الطاقة الذرية وزارة البيئة والتي كان من المفروض منهم ولو كوثيقة تاريخية أن تقول للشعب والناس بوجود خطر إشعاعي أو غيره في منطقة ما وتحذر من أخطار محتملة ولكنها لم تفعل رغم بعض الأصوات في وزارة الصحة التي طالبت بهكذا جواب إلى الناس عبر لجان مشتركة وكان الجواب الصمت والخوف من الطرح نفسه لأسباب أمنية .
4- في سوريا ومنذ السبعينات لا يدخل حتى جريدة عبر الحدود إلا وتكون مراقبة من قبل الأجهزة المختلفة , إذاً كيف تدخل كميات كبيرة من النفايات النووية عبر الحدود الدولية إلى وسط الأراضي السورية ودفنها .
نستنتج أنه في سوريا حالياً كل الأجهزة ( القضاء , السلطة التشريعي , السلطة التنفيذية ) مدانة بهذه الجريمة الكبرى حتى تثبت البراءة عبر قضاء نزيه ولجان تحقيق شفافة ومحايدة ومؤلفة من كافة المنظمات والجهات المعنية .
وتعتبر هذه القضية جريمة بيئية كبرى لأنها تطال حياة الإنسان وحياة سائر الكائنات الأخرى وتلوث المياه والهواء والتراب ولأن القانون الدولي في شؤون البيئة يؤكد خصوصاً في إعلان استوكهلم عام 1972 أن سيادة الدولة كاملة على ثرواتها الطبيعية وعلى عدم الإضرار بالبيئة المحيطة خارج حدود السيادة الإقليمية , ومن ثم اتفاقية باريس عام 1960 والتي أكملتها اتفاقية بروكسيل عام 1963 بشأن المسؤولية المدنية في ميدان الطاقة النووية , حيث يرى اقتضاء التعويض للضرر الناشئ عن مخاطر استخدام الطاقة النووية وكذلك في الدستور السوري المادة 46 فقرة 1_ تحمي الدولة المواطنين وتؤمن وسائل المعالجة والتداوي والوقاية والفقرة 3_ تطوير شروط العمل والوقاية والثقافة للجميع .
والقانون رقم 50 لعام 2002 والذي ورد فيه مواد عديدة تنص على العقوبات الشديدة لمن ساهم وشارك ودفن نفايات نووية أو كيماوية في القطر السوري .
أخطار النفايات النووية الصحية والبيئية :
إن تشغيل المحطات النووية يستلزم إزالة قضبان الوقود الذي يستهلك وتزويدها بوقود جديد والوقود المستهلك يبقى ذا إشعاعات مرتفعة بالغة الخطورة . خطورة طويلة الأمد تدوم لعشرات السنين وأحياناً لمئات السنين لبعض عناصره , حيث إن الوقود المستهلك يحفظ عادة في غلاف سميك من الإسمنت أو المواد الزجاجية والرصاص التي تقاوم عوامل التعرية والتحلل وتدفن عميقاً تحت سطح الأرض داخل تركيبات جيولوجية مستقرة وصماء لا تتسرب منها إشعاعات للتربة أو للمياه الجوفية بينما نلاحظ وعلى ضوء عدم الوضوح والسرية في دفن النفايات النووية في سوريا في بادية تدمر ولظروف الفعل الإجرامي يعتقد أنها دفنت بأساليب بدائية وغير علمية وعلى أعماق قريبة .
الأشعة المؤينة : التي تطلقها الأجسام المشعة والتي يشكل التعامل معها أو التعرض لها مجازفة خطيرة لأنها تسبب الأذى لكل خلية والخطورة إن هذه الإشعاعات لا تحس بها الكائنات الحية بسبب قدرتها الكبيرة على اختراق الجسم وبسبب كونها تنتقل إلى الكائنات الحية والنباتية مع زيادة بالتركيز مع كل حلقة من حلقات السلسلة الغذائية أي إنها ذات صفة تراكمية حيث نعلم أن بعض الحشرات تزيد تركيزالفوسفور المشع في جسمها إلى 500 مرة من تركيزه بالوسط المحيط وبعض الطيور كالبط والإوز بأكثر من 7500 مرة منه في الوسط المحيط .
ولأن منطقة بادية تدمر تشكل مكان هام للرعي للكثير من الأغنام السورية والتي يعتمد عدد كبير من السكان عليها وعلى منتجاتها فهذا يشكل عامل خطورة جماعي على كل سكان سوريا .
أنواع الآثار البيولوجية للإشعاعات :
إن الشخص المعرض للإشعاع تزيد فرصة إصابته بالسرطان 50 مرة بالمقارنة مع الشخص غير المعرض .
وتنقسم إلى قسمين :
1_ آثار ذاتية وتظهر أعراضها في نفس الكائن الحي الي تعرض للإشعاعات .
2_ الآثار الو راثية : وتظهر في الأجيال التالية كطفرات وراثية
وأهم الآثار المبكرة الناتجة عن التعرض والتي تحدث تبعا للجرعة الممتصة:
1- المرض الإشعاعي: وأهم أعراضه الشعور بالغثيان وحدوث القيء ويعود سببه إلى تلف الخلايا المبطنة للأمعاء
2- 2-نقص كريات الدم البيضاء 3- الالتهابات المعوية 4- احمرار الجلد
الآثار المتأخرة :
1- الإصابة بالسرطان 2-إعتام عدسة العين 3- قصر العمر والشيخوخة المبكرة
كما أن المواد المحددة للصفات الو راثية الموجودة في الخلايا تتخرب لدى تعرضها للأشعة المؤينة وترتفع العيوب الولادية والوفيات
الحادثة قبل الولادة ويلاحظ تساقط الأشعار والصوف كما شوهد ذلك من قبل المربين في البادية وتكرر حدوث التشوهات والأجهاضات

السرطان في سوريا- السلمية- الرقة:
هناك ما يقارب 8600 مريض جديد مصاب بالسرطان سنويا إضافة إلى المرضى المعالجين سابقا وان مركز الطب النووي لا يؤمن العلاج لكافة مرضى السرطان بل لأكبر شريحة ممكنة والمركز غير قادر على شراء كل الأدوية التي يحتاجها0
وقد كانت ميزانية مركز الطب النووي عام 2001 للأدوية السرطانية 175 مليون ليرة سورية بينما هي عام 2005 (608) مليون ليرة ومرد ذلك إلى زيادة عدد مراجعين المركز والبالغ حوالي 848 ألف مريض0
ومن خلال دراسة للسرطان في الرقة من عام 1996 – 2000 تبين أن العدد هو708 إصابات بمعدل حدوث 141,6 إصابة سنويا0 مع العلم أن عدد سكان المحافظة وفق الدراسة هو 800000 نسمة0 ولدى مقارنة هذه الدراسة مع دراسة سابقة في نفس المحافظة لعام 1991- 1995 يلاحظ أن عدد الحالات المسجلة في الدراسة الثانية قد تضاعف تقريبا؟!!
وقد نفذ في السلمية دراسة عن أمراض السرطان والذي أصبح من الملاحظ ازدياد حالات السرطان فيها وربما بسبب التلوث الإشعاعي لقربها
من مكان الدفن المفترض للنفايات ولأن المياه الجوفية والسطحية تتغذ ى من تلك الأمكنة0 والدراسة نفذت بناء على طلب من رئاسة مجلس
الوزراء0 ونتائجها لم تكن كافية لوجود العديد من الصعوبات المختلفة وقد طلب فريق الدراسة من مركز الطب النووي استكمالها أو أجرائها
لكي تكون النتائج دقيقة0 وقد ورد في الدراسة تلك أن عدد المصابين منذ عام 1996-2002 هو433 مصاب بالسرطان لعدد سكان حوالي
15000 نسمة0
ولكي يعرف الحجم الحقيقي لمرضى السرطان في الأماكن القريبة من مكان الدفن الغير معروف بدقة لغاية اللحظة0 يمكن المساعدة من مركز
الطب النووي للتحديد الجغرافي للإصابات ومدى ترابطها مع التلوث الإشعاعي تحيدا0
أما بخصوص الكارثة الوطنية الكبيرة بحق الإنسان والنبات والطبيعة السورية فهذه تتطلب أجراء عملي فوري من كافة المنظمات الحقوقية
والبيئة والإنسانية المحلية والدولية ومن الأجهزة التي بقي بها بعض الناس الوطنيين ويخافون على البلد التحرك العاجل لتحديد مكان هذه
الملوثات الخطيرة 0 الذي زرعها عبدة الدولار والعمل على التعامل العلمي والتقني ومن ثم القانوني لملاحقة الجناة من كانوا لأن الخطر
على الجميع والدفاع عن النفس حق مشروع0

عبد الكريم ضعون/سوريا
المراجع:
1- المجلة الطبية العربية ع190 2004
2- التلوث وحماية البيئة/محمد العودات
3- صحتك في عملك/منظمة العمل العربية
4- مجلة أبيض وأسود
5- عالم المعرفة/البيئة والتنمية









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سرايا القدس: خضنا اشتباكات ضارية مع جنود الاحتلال في محور ال


.. تحليل اللواء الدويري على استخدام القسام عبوة رعدية في المعار




.. تطورات ميدانية.. اشتباكات بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحت


.. ماذا سيحدث لك إذا اقتربت من ثقب أسود؟




.. مشاهد تظهر فرار سيدات وأطفال ومرضى من مركز للإيواء في مخيم ج