الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أهواكَ بلا أملِ

إيمان مصطفي محمود

2017 / 3 / 5
الادب والفن


أعلمُ أنك غاضبٌ مني وأعلمُ أنك تعلمَ، أن الإعتذارلايُجدي ولا يمرُ على الجرح فيذهب به، بل لا يفعل له شيئًا. حتى طلب المغفرة، قد يبدو لك أمرًا مُضحكا، قد يجعل مني شبيهًا ببطل أثير النشمي حين ظل يجتر الغفران مكررا "فلتغفري" بصفاقةٍ عجيبة.
لن أوجع رأسك بهذَا، بل سأطلبُ منكَ فقط أنّ تتذكر ما كان جيدا، الأوقاتُ الرائعة التي مرّت، أعلم أنها أقلُ بكثيرٍ من الشجار والٱلام والأوجاع التي أتسبب بها، لكنك تعلم أنني لا أُحسن الكلام، ولا التصرُف، ولا إتخاذُ القرارات، أنا ببساطة أنثي بسيطة، تفعل كما تفعله جميع النساء، حين يقومون بكل غباء، بإيلام الرجل الذي أحببهن، لا تسألني لماذا، نحن نحملُ جينات السادية المُقيتة وكفى.
لم أجدُ أدباشك اليوم بغرفتنا التي أسسناها سويا باللوحات والفوانيسُ والشمع، اختفت ملابسك ولكنك وسط بركانُ غضبكَ، تركتُ الأغطية التي جلبتها أنتَ كي لا تتركني عاريًة ,على الرغم من غضبك الشديد مني، فقد فكرتَ بالبرد الذي قد يغمرني دون غطاء، لكنكَ نسيتُ الصقيع الذي سيغمرني دونكَ.
لا أعلمُ ما الذي يمكنني فعله في غيابك لا شئ سوي أن أولج غرفتي , وهناك وجدتُكَ بكامل تفاصيلك تنتظرُ عودتي , كم كنتُ سعيدة ورائقة لأن أمضي بقية الليلة متأملة ثناياك وطلة العاشق في مقلتيك الباهرتين وضحكتكَ الأسطورية وشبقك الإغريقي المتفرد في هذا العالم .
ظُلمة حالكة هذا العالم , وأنت نقطة الضوء الباهرة أسفل البئر
سأكتبُ كل شئٍ في سطورٍ غيرَ متساوية المعني :
بطلُ القصيدة أنت وطرف الشر فيها والخير معا , أحداثها ومتاهاتها وصدمتها ومقدمتها وآخر الفصول , ربك لم يخلقكَ عبثا هُنا ,فأنت :
تفاحة نيوتن ونبوءات نوستراداموس وعينا راسبوتين ونظرية ماركس وعشقُ الحلاج وجحيم دانتي المشتهى وعزلة ماركيز وروح الكارمينا بورانا وعطر باتيستا ولوليتا الصغيرة ومساءاتُ الأحراج في قصائد لوركا ونبيذ بوخريس
وسجادة رابعة العدوية وصوتُ( فيروز) ولوحة العشاء الأخير ووصايا المسيح وإغواء يوسف وصلاة إبراهيم وعذابات أيوب وصبره وكل قطارات العالم المحملة بالفرح وساحة الثورات الحمراء ونثريات درويش وسماء أثينا وحصان طروادة
وربيعُ الهند وغزل عنترة وروائع نيرودا وسكاكين الأندلس...
أستغرب وأندهش دائما كيف كتب كل أولئك ورسموا ولحنوا وغنوا دون أن يعرفوا أثرك، كيف فعلوا ذلك بربك، وهم لم يتذوقوا ثمالة واحدة بحجم ما أفعل...
أحبك أحبك بكل تاريخ الكوكب وفلسفة العالم ورومانسية اللغات قاطبة من المسمارية إلى عصر زوكربيرغ !



بقلم / إيمان مصطفي محمود








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمسيات شعرية- الشاعر فتحي النصري


.. فيلم السرب يقترب من حصد 7 ملايين جنيه خلال 3 أيام عرض




.. تقنيات الرواية- العتبات


.. نون النضال | جنان شحادة ودانا الشاعر وسنين أبو زيد | 2024-05




.. علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي