الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دولة كوردستان ... من الحلم الى الواقع

حبيب مال الله ابراهيم
(Habeeb Ibrahim)

2017 / 3 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


دولة كوردستان ... من الحلم الى الواقع
د. حبيب مال الله ابراهيم
لم يعاني أي شعب في منطقة الشرق الأوسط كما عانى الكورد، فبعد الحرب العالمية الاُولى تخلى الغرب عن وعودهم في تأسيس دولة لهم، فقسم كوردستان الى أربعة أجزاء واُعطي كل دولة قسماً وبذلك قُضي على حلم الكورد في تأسيس دولتهم الموحدة في منطقة الشرق الأوسط التي عصفت بها الحروب والأزمات والاقتتال منذ عقود طويلة، ما أدى الى انخراط الكورد في النضال المسلح والمطالبة بحقوقها القوميّة.
رغم ان النضال المسلح للأحزاب الكوردية في كوردستان العراق أسفر عن العديد من المعارك والثورات مع الحكومات القائمة آنذاك، الا انه لم يحقق تقدما يُذكر بسبب قمع تلك الثورات بقوّة، فضلاً عن إصرار الحكومات العراقية على إذابة الشعب الكوردي وقد وصل به الأمر الى شراء ذمم المئات من الكورد واعتقال الآلاف ومنع المثقفين من ممارسة دورهم في توعية الشعب والدفاع عن قضايا كوردستان المصيرية. أدت عوامل عديدة الى عدم تمكن الكورد من تحقيق الاستقلال عن طريق النضال المسلح هي:
1.شمولية ألأنظمة السياسية في العراق واملاكها لامكانيات عسكرية هائلة استخدمتها لقمع انتفاضات الكورد وفي قتل وتعذيب وترحيل عشرات الالاف منهم.
2.لم يستطع القادة الكورد من إيصال القضية الكوردية الى المحافل الدولية ودفع الدول لمناقشتها بجدية ومطالبة المنظمات الدولية لوضعها ضمن قائمة اهتماماتها.
3.انقسام الأحزاب الكوردية واختلاف وجهات نظر القادة الكورد حول استقلال كوردستان بفعل التنافس على السُلطة، فالأحزاب الكوردية لم تتدارس بعد اشكاليات السلطة التي تعقب استقلال كوردستان.
4.وقوع بعض الأحزاب السياسية تحت تأثير حكومات الدول التي تقع فيها أجزاء كوردستان، فحكومات تركيا وايران وسوريا تعمل من أجل التأثير في الأحزاب السياسية الكوردية ودعوتها للكف عن مطالبتها باستقلال كوردستان.
5.افتقار قوات البيشمرگة الى أسلحة ثقيلة لتكون قادرة على مجابهة جيوش الدول التي تقع فيها الأجزاء الأربعة من كوردستان.
بسبب العوامل التي ذكرناها، ظل النضال المسلح عاجز عن تحقيق تحرير كوردستان حتى عام 1991 حين قامت جيوش الحلفاء بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية بتحرير الكويت فاندلعت أثر ذلك انتفاضة في كوردستان العراق ادت الى ان يتمتع بقدر من الاستقلال بعد صدور قرار من مجلس الأمن لحمايته. هنالك العديد من السيناريوهات فيما يخص مستقبل اقليم كوردستان العراق، هي:
1.في حال تفاقمت مشاكل الاقليم مع الحكومة المركزية والمتمثلة بالمماطلة في تنفيذ المادة 140 من الدستور وحرمان الاقليم من الموازنة العامة للعراق، ينبغي الاحتكام للدستور والمحكمة الاتحادية.
2.توجه الاقليم نحو اعلان الاستقلال بغض النظر عن موقف دول الجوار والمجتمع الدولي رغم ان وزير الخارجية الأمريكي صرح قبل أيام بأن أمريكا حريصة على وحدة الأراضي العراقية.
3.توجه الاقليم نحو المجتمع الدولي بهدف اقناع الدول الكبرى للاعتراف بدولة كوردستان في حال اعلانها وذلك عن طريق اللوبي الكوردي في تلك الدول وبفتح قنوات دبلوماسية قادرة على التأثير في متخذي القرار فيها.
4.طرح مشروع الكونفدرالية في تحديد شكل العلاقة بين الاقليم والعراق، لكن هكذا طروحات بحاجة الى حملة دبلوماسية واعلامية ووسائل مختلفة من أجل إنجاحها.
ان انجاح السيناريو الثاني أو الثالث يعتمد على نوايا وأنشطة الأحزاب السياسية على اعتبار انها تمثل المواطنين في المؤسسات السياسيّة، بمعنى أن تَسْعَى الى الاستقلال وتعمل من أجل تحقيقه بعيداً عن تأثيرات دول الجوار وأن ترسخ وعي جمهورها على هذا النحو، كذلك الإتفاق على تأجيل مشاكلها المتعلقة بالسلطة والمؤسسات السياسية وشكل النظام السياسي الذي سيتم اعتماده بعد الاستقلال والنظر اليها على إنها امور ثانوية تلي عملية الاستقلال، كذلك ينبغي أن تمتلك وسائل الاعلام الكوردية في هذه المرحلة تحديداً فلسفة اعلامية تنطلق من تشكيل الرأي العام الكوردي باتجاه دعم الاستقلال المطالبه به وتوعيه الجمهور الكوردي بأهمية تأسيس دولة لهم على غرار شعوب المنطقة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كأس الاتحاد الإفريقي - -أزمة القمصان-.. -الفاف- يتقدم بشكوى


.. نيكاراغوا تحاكم ألمانيا على خلفية تزويد إسرائيل بأسلحة استخد




.. سيارة -تيسلا- الكهربائية تحصل على ضوء أخضر في الصين


.. بمشاركة دولية.. انطلاق مهرجان ياسمين الحمامات في تونس • فران




.. زيلينسكي يدعو الغرب إلى تسريع إمدادات أوكرانيا بالأسلحة لصد