الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لنقوي الحركة العالمية المناهضة للحرب !

مؤيد احمد
(Muayad Ahmed)

2003 / 2 / 16
الارهاب, الحرب والسلام



         
ان الماهية الرجعية و الاهداف الاستعبادية العالمية  للحرب التي ستشنها امريكا على العراق تتضح اكثر فاكثر امام الراي العام العالمي مع كل خطوة تتخذها امريكا نحو الحرب ومع اي تطور في انكشاف  تناقضاتها . ان البشرية المتحضرة و رغم ثقل التشويه الاعلامي الهائل عليها، بدات تعي بما يدور خلف ذلك الاعلام الكاذب و تشعر وتعي بالدوافع الحقيقية لهذه الحرب، ولذا اخذت تعبر عن اعتراضها بشكل متزايد. انها، لا تريد ان ترى، وتقاوم بشدة، جريمة اخرى  مثل هيروشيما ترتكب  في عالم اليوم. ان مئات ومئات الملايين في العالم غير مقتنعة على الاطلاق باي تبرير و ذريعة تقدمها امريكا و حلفاؤها لارتكاب مجزرة كبيرة وجريمة ضد الانسانية، ليس هذا فقط، بل انها  تعترض علنا وتحاول ان تسد الطريق امام حدوثها.
ان الاعتراض العالمي بوجه الحرب يوم غد السبت 15 -2-2003  من المتوقع ان يكون احد اهم و اوسع  التظاهرات ضد الحرب في التاريخ الحديث،   وستؤثر هذه  لا محال على المزاج و الراي  العام على الصعيد العالمي و ستضع دولة مثل بريطانيا التي ستشارك في الحرب في ازمة حكومية و موضع نفور و ازدراء الناخبين و الجماهير المستاءة الى اقصى الحدود. انها ستكون كذلك  خطوة جدية في تقوية وتقدم  الحركة العالمية المناهضة للحرب و خلق مزيد من العوائق امام امريكا و حلفا ئها لشن الحرب .
 هذا، كما وان التنااقضات والابعاد العالمية للحرب تكشف عن نفسها ايضا على الصعيد الدولي، وتحديدا في ميدان حلف الناتو حيث يشتد  الصراع بين المانيا وفرنسا و بلجيكا  و بين بقية اعضاء الحلف. ان درجة اشتداد الخلاف وصلت الى حد حدوث نوع من الانشقاق داخل هذه المؤسسة العسكرية الغربية، وهذا دليل  بحد ذاته لمدى كون الحرب المحتملة على العراق لها صلة وثيقة بمسالة الصراع على  تاميين السيطرة الاحادية لامريكا على العالم و النظام العالمي الجديد تحت قيادتها.
ان الضحية الاولى التي تقع  في اية حرب، كما يقال، هي الحقيقة.  فتشويش اغراض حرب امريكا على العراق  و اختلاق مختلف الاكاذيب تجري على صعيد واسع و شامل وبشكل منظم. ان جميع التبريرات التي تقدمها امريكا و بريطانيا بشن الحرب من  نزع اسلحة الدمار الشامل،  "تغيير النظام"، و اقامة "الديمقراطية"  في العراق او  مكافحة الارهاب كلها تبين بانها مجرد ادعاءات حربية كاذبة ليست الا.  ان تطور مجرى الصراع الفعلي وانكشاف التناقضات و الصراعات الجارية حول الحرب، تظهر بوضوح  الحقائق و الدوافع الجوهرية  لهذه الحرب. اننا في الحزب الشيوعي  العمالي العراقي و الحزب الشيوعي العمالي الايراني ومنذ البداية اكدنا بان هذه الحرب هي حرب رجعية تشن من اجل تامين  سيطرة امريكا الوحيدة على العالم، ومن اجل  انشاء و ترسيخ النظام العالمي الجديد تحت قيادة امريكا، فلا نزع اسلحة الدمار الشامل و لا السيطرة على ابار النفط او اسقاط النظام البعثي الفاشي تشكل الاغراض الجوهريةو الدوافع  الحقيقية  لهذه الحرب. ان امريكا تشن هذه الحرب  من اجل انشاء  هذا النظام الجديد  و تامين سيطرتها الاحادية على عالمنا المعاصر عن طريق استخدام القوة العسكرية و ممارسة الغطرسة العسكرية. حقيقة الامر،ان نجاح امريكا في شن الحرب  سوف يفتح طريقا واقعيا امامها لان تكون سيد النظام العالمي الجديد  المبني على الغطرسة و العسكرتارية، ويفتح المجال لان  تهاجم امريكا ايا من كان وان قضية الاشتراكية وتحرر الانسان  وبناء الاشتراكية و المجتمع الشيوعي في اي مكان في العالم  هو ضحية كبرى في هذه الحرب  و نتائجها.
ان مغزى و محتوى الاجندة السياسية العالمية للطبقة الراسمالية الامريكية ولليمين البرجوازي الامريكي و هيئته الحاكمة  و نظامه العالمي الجديد هي الرجعية السياسية، ليست  فقط من زاوية ستراتيجيتها في تامين سيطرتها العالمية فقط، و شن الحروب و الهجوم العسكري على كل من يعترض طريقها،  بل ايضا  من حيث كونها نظاما عالميا يستند بالاساس على  تجسيد استعباد الطبقة العاملة  وفرض اشد هجوم راسمال  عليها  و على تطلعاتها الاشتراكية و اهدافها الشيوعية.
ان الهدف من  انتصار امريكا في تامين سيطرتها العالمية ليس هو فقط  من اجل اخضاع اوروبا و الصين و روسيا و تنفيذ سياسة الضرب المبكر لمن يضع العوائق امام  مصالح امريكا و ستراتيجيتها العالمية،بل هو  ايضا من اجل انشاء نظام عالمي جديد تسيطر عليه امريكا و تحول الرجعية السياسية الى واقع مر  للعالم.  ان  شن الحرب الحالية على العراق  هي جزء مهم  من عملية  تغيير العالم نحو  اليمين وفرض اجندة اليمين البرجوازي  و قيمه و اهدافه على العالم  لعدة عقود قادمة. ان قوة  الرياح الرجعية التي باتت  تهب من اليمين البرجوازي في امريكا و صلت الى الحد الذي  اصبحت ممكنة لان  تصف بعض  دوائره، المعارضة الاوروبية  ضد  الحرب  بان تكون نابعة من كون  اوروبا ملحدة و اشتراكية و" قديمة" يستوجب الوقوف بوجهها و اخضاعها. ان  انتصار امريكا التام و تنفيذ مساعيها الحربية  يعني قبل كل شئ الهجمة على الاشتراكية و"الالحاد" و التطلع الى التحرر و الانسانية و العدالة و امال الانسان في المساواة و الرفاه. 
ان امريكا تشن هذه الحرب الكارثية كخطوة اولى في طريقها الى  فرض تلك الاجندة السياسية، و ليس حاصل عسكرتاريتها و حروبها سوى  فرض المزيد من القتل  والتدمير و استعباد العالم. ان الخطوة الاولى في طريق الوقوف بوجه هذا التغير نحو اليمين و هذا الاستعباد و هذا القتل الجماعي  هي الوقوف بوجه الحرب المحتملة على العراق و العمل على تقوية الحركة المناهضة للحرب و تطلعاتها التحررية العالمية . فلنقوي الجبهة العالمية للبشرية المتمدنة بوجه الحرب و لنشارك بكل قوانا في مظاهرات يوم 15-2-2003 في كل العالم .

 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أي تسوية قد تحاول إسرائيل فرضها في لبنان والإقليم؟


.. أي ترتيبات متوقعة من الحكومة اللبنانية وهل تُجرى جنازة رسمية




.. خبير عسكري: هدف عمليات إسرائيل إحداث شلل في منظومة حزب الله


.. نديم قطيش لضيف إيراني: لماذا لا يشتبك الحرس الثوري مع إسرائي




.. شوارع بيروت مأوى للنازحين بعد مطالبة الجيش الإسرائيلي للسكان