الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المرأة -المُنتصرة أم المهزومة- ؟!

قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا

2017 / 3 / 6
ملف 8 آذار / مارس يوم المرأة العالمي 2017 - أثر النزاعات المسلحة والحروب على المرأة


المرأة "المُنتصرة أم المهزومة" ؟!
بداية أُقدم عظيم تقديري للمرأة في يومها... ولن أدخل في خطبة انشائية عن المرأة ، الأم، الأخت، العشيقة والزوجة ، البنت والزميلة .. فالمرأة هي الحياة والحياة هي المرأة . كما واشكر "الحوار المتمدن" على تخصيصه ملفا سنويا للإحتفاء بالمرأة ويومها وتناول قضايا تخصها .
والمرأة ، لا يُمكن فصلها وبشكل ميكانيكي عن مجريات الأحداث في المجتمع الانساني ، فهي بوجودها ، شريكةٌ للرجل ، أبى من أبى ورغب من رغب، وهي النصف الجميل منه .
وبما أن الحرب، مرض المجتمعات البشرية والإعاقة التي تُعاني منها هذه المجتمعات، فعواقب هذه الحروب تقع على النسيج الانساني كله دون استثناء، ولن أبالغ إذا قلتُ بأن الطبيعة لا تسلم من أذى الصراعات المسلحة، فهي تنزف من جراحها وقد تموت ايضا مثلها مثل البشر... فالحرب لا تستثني بشراً، شجراً أو حجرا.
لكن المُنطلق لتخصيص المرأة وفي يومها السنوي، بهدف التعاطي مع معاناتها جراء الحروب والصراعات المسلحة، له جذورٌ عميقة في الثقافة الانسانية وعلى مر العصور.. فهي :
أولا : ومن المنظور الثقافي الاجتماعي البطريركي ، فهي الحلقة الأضعف، لذا وانطلاقا من هذا الفهم فهي لا تستطيع الدفاع عن نفسها أمام جبروت الرجل، الجندي والمحارب شديد البأس. مما يُعمق احساسها ب"دونيتها" في ذاتها ويُعطي مشروعية للفكر والممارسة الذكوريتين.
ثانيا : ومن نفس المنظور، فالمرأة هي من ضمن " متاع" الرجل ، يمتلكها ويتمتع بها ، لذا فالانتقام منها هو انتقام من الرجل "المهزوم" عسكريا .
ثالثا: المرأة "المهزومة "، هي تلك المرأة التي وُلدت وعاشت حياتها مهزومة وسجينة داخل سجن معنوي، لا تُرى اسواره العالية ولا أبراج مراقبته المدججة بالسلاح، لكنها لا تتحرك إلا في اطار قوانين هذا السجن المعنوي – الواقعي .
رابعا: تتماهى هذه المرأة مع الأطروحات العسكرية الذكورية ، وتتبنى المواقف العسكريتارية للمجتمع الذكوري ، لذا نراها في كثير من المجتمعات الانسانية ، قديما وحديثا، تفرح للبزة العسكرية التي يرتديها ابنها، وتقوم بتوديعه الى المعركة بالزغاريد وبمشاعر الفخر والفرح .
خامسا: تُشارك هذه "المرأة "في المجهود العسكري والحربي ، فهي تخدم ضمن الجيش الذي يغزو ويخوض حروبا، تصّبُ في مصلحة نظام العولمة ما بعد الحداثي، الذكوري والمتوحش. فالمرأة وهذه الحال ليست دائما في طرف الضحية من المعادلة .
سادسا : لا ينفي كل ما قيل اعلاه، بأن المرأة والطفل، يقعان دائما ضحية للحروب، ويتعرضان لأبشع انواع العذاب والتعذيب، جسديا ونفسيا.
سابعا: ليس هناك حربٌ أخلاقية، مهما حاول البعض من تمجيد ل-"شرف العسكرية " و"طهارة السلاح"... فلا الحروب المشروعة (حروب التحرير مثلا)، ولا حروب الصراع على مناطق النفوذ والاستيلاء على الثروات والارض، تتقيد بمعايير أخلاقية مُطلقة.. الحرب تُخلف ضحايا لدى طرفيها... لكن الأقل خسارة هو المنتصر ... وويل للمهزومين .
لذا ولكي تنتصر المرأة في المعركة وتتوقف عن كونها ضحية ، يجب عليها أن تنتصر لنفسها أولا ، لانتمائها الجندري والانساني .. ولو كانت في الطرف المنتصر في الحرب .
والمرأة المنتصرة ، هي تلك المرأة التي تُناهض الحرب وتعترض عليها، تُدافع وقت الضرورة وبالسلاح عن الماهية والجوهر الانساني للأنثى صانعة الحياة .
الانثى تنتصر لنفسها وتتوقف عن كونها ضحية للصراعات والحروب ، عندما تُحطم اسوار وابراج السجن الذكوري، لتصبح شريكة حقيقية في اتخاذ قرار الحرب والسلم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - موضوع ممتاز لكنه متشعب
ساطع هاشم ( 2017 / 3 / 7 - 23:27 )
مازلت انتظر وعدك بالكتابة عن الفنانات الفلسطينيات واعتقد ان اليوم هو أفضل مناسبة للتعريف بهن ، اما موضوعك اليوم فهو متشعب ومن الصعب التعليق عليه اعني الاختلاف او الاتفاق بالرأي حوله


2 - وعد الحر دين ..
قاسم حسن محاجنة ( 2017 / 3 / 8 - 05:10 )
صباح الخير
شكرا وساحاول قريبا
خالص مودتي

اخر الافلام

.. مقتل 5 أشخاص جراء ضربات روسية على عدة مناطق في أوكرانيا


.. هل يصبح السودان ساحة مواجهة غير مباشرة بين موسكو وواشنطن؟




.. تزايد عدد الجنح والجرائم الإلكترونية من خلال استنساخ الصوت •


.. من سيختار ترامب نائبا له إذا وصل إلى البيت الأبيض؟




.. متظاهرون يحتشدون بشوارع نيويورك بعد فض اعتصام جامعة كولومبيا