الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المرأة العربية الإنسان

ياسين اغلالو

2017 / 3 / 6
ملف 8 آذار / مارس يوم المرأة العالمي 2017 - أثر النزاعات المسلحة والحروب على المرأة


المرأة العربية الإنسان
يمكن قراءة وضعية المرأة العربية في خضم هذا الواقع السياسي المتردي الذي يشهده العالم العربي بشكل عام والدولة الغارقة في الدماء كسوريا واليمن والعراق وليبيا على وجه الخصوص. من زاويتين اثنتين : الزاوية الأولى تعبر بشكل واضح عن الوضعية الحقوقية المزرية والظروف الصعبة التي تعيشها المرأة العربية في ظل هذا الواقع اللإنساني التي تتخبط فيه بعض الدول العربية ، التي مرده إلى غياب روح الديمقراطية وتدني حقوق الإنسان الكونية في هذه الدول، حيث لم تجني منه المرأة العربية الإنسان إلا الاضطهاد والعنف. أما الزاوية الثانية فتعبر عن الروح الكفاحية لدى المرأة العربية وتعلي من قيمة دورها في مواجهة كل انواع الظلم والطغيان حيث مهما بالغنا في الحديث عن الظروف القاهرة التي تتخبط فيها المرأة العربية فلن يضيف حديثنا أي شيء سوى أنه يكشف الأسباب والعلل المباشرة والغير مباشرة في تأزيم وضعية المرأة الحقوقية والاجتماعية والاقتصادية لذا ارتأينا في هذا المقال أن ننظر إلى المرأة العربية من الزاوية الثانية التي من خلالها نكشف على بعض الجوانب الإيجابية المتنورة التي ترفع من قيمة المرأة بكونها جزء لا يتجزء من جسد المجتمع الذي تحاول الحركات الدينية المتطرفة قبره وهندسة مراسيم جنازته بدعوى العودة إلى السلف الصالح والقطع مع الحداثة الغربية الكافرة.
إن وضع المرأة العربية اليوم يكشف عن ماهية المرأة الحقيقة كمرأة مناضلة ومكافحة وصامدة، التي طالما كانت ولازالت تقاوم كل أشكال الحيف والعنف التي طالتها منذ فجر التاريخ الإنساني فالمرأة في ظل هذا الواقع السياسي المنكوب برزت كقوة كفاحية تقاوم الاستبداد السياسي والثقافي معا من أجل نزع الاعتراف والسير قدما نحو التحرر من الأحكام المسبقة والجاهزة التي أحطت من قيمتها كإنسان له حقوق وعليه واجبات. فحضور المرأة الإنسان ميدانيا في ساحة الحرب وكذا في التنظيمات الجماهيرية دليل على الإرادة القوية للمرأة الإنسان في تجاوز مرحلة الانحطاط والتدني والتهميش والإقصاء الذي كان من ورائه المزايدات السياسية من جهة، والمعرفة الدينية العقيمة من جانب آخر . ولعل المتتبع للمشهد السياسي العربي اليوم لن تفوته لحظة من ملاحظة مساهمة المرأة العربية ميدانيا في الكفاح ضد الأنظمة الديكتاتورية فحملها للسلاح والحجارة وكل وسائل الدفاع عن الكرامة وحقوق الإنسان دليل على الرغبة القوية في هدم كل المرجعيات الغنوصية والظلامية التي كرست النزعة الذكورية داخل المجتمع العربي باعتبارها نزعة اختزالية تختزل المرأة الإنسان في الجنس والإنجاب وعليه إفراغ المرأة العربية من كل مقومات الإنسان الأساسية من كرامة وحرية ومواطنة ... وجعلها مجرد شيء كباقي الأشياء أو الموضوعات التي توجد في قبضت اليد وتسخر وفق منطق الغريزة.
فرغم الواقع الموضوعي المرير الحافل بالويلات والاضطهاد والاستغلال والاستلاب الذي تعيشه المرأة الإنسان في الدول العربية لن يزيد المرأة العربية إلا قوة وإرادة تفوق قوة الإرادات المتكالبة على حقوق الإنسان ورغم الاعتقال والتنكيل والقتل والإقبار لن يخرس صوت المرأة الإنسان التي رفعت من منذ الأزل راية الحرية والكرامة في مواجهة الأنظمة السياسية الاستبدادية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من يتحمل مسؤولية تأخر التهدئة.. حماس أم نتنياهو؟ | #التاسعة


.. الجيش السوداني: قواتنا كثفت عملياتها لقطع الإمداد عن الدعم ا




.. نشرة إيجاز - الحكومة الإسرائيلية تغلق مكتب الجزيرة


.. -تجربة زواجي الفاشلة جعلتني أفكر في الانتحار-




.. عادات وشعوب | مدينة في الصين تدفع ثمن سياسة -الطفل الواحد-