الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل نحن حلفاء لأمريكا؟

حسين علي الحمداني

2017 / 3 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


الرئيس الأمريكي ينهي جدل دخول العراقيين لأمريكا عبر الاستثناء الذي وقعه مؤخرا والذي حذف بموجبه العراق من قائمة الدول المحظور دخول مواطنيها للأراضي الأمريكية،وهذا يعني إن واشنطن تتعامل مع العراق كحليف لواشنطن،هذا الحليف المشكوك فيه أمريكا وفي نفس الوقت المرغوب به على المدى المتوسط والبعيد. وبالمقابل إن نسبة عالية من العراقيين يشككون في مصداقية أمريكا نحو العراق،أمريكا التي كان بإمكانها أن تجعل من العراق أنموذجا للديمقراطية والتنمية معا في منطقة تعج بألأنظمة الإستبدادية التي وقفت ضد مشروع الديمقراطية في العراق وأكتفت واشنطن بالتفرج حينا،وحينا آخر تدير أزمات البلاد التي احتلتها وفق ما تقتضيه مصالحها وأحيانا كثيرة مصالح حلفائها التقليديين.
وأيضا نحن في العراق أضعنا فرصة أن نكون حلفاء لواشنطن والسبب في ذلك يكمن بعدم وجود ساسة حقيقيين في العراق يتصرفون وفق ما تمليه مصالح العراق أرضا وشعبا،بل ما موجود لدينا (أشباه ساسة) مكلفين من دول الجوار العراقي بإدارة شؤوننا وفق ما تريده هذه الدول التي تقاسمت ساحة العراق الواسعة لتتحارب علينا بدمائنا نحن وهي وحدها تجني الثمار فيما نقطف نحن سنوات من الضياع التي افرزت لنا من الشهداء والأيتام ما يكفي .
الشعب العراقي يحتاج لحليف قوي مثل أمريكا أو روسيا،العراق اليوم غير محسوب على معسكر قوي،بل هو في وسط تصارع القوى الكبرى منها والصغرى، ولا نبالغ إذا ما قلنا إن العراق ضحية حكامه الذين فرطوا بفرص كثيرة في السنوات الماضية كان يمكن من خلالها ان نتجاوز الكثير من المحن التي مررنا بها ونفوت الفرصة على دول الجوار أن تتقاتل على أرضنا بدمائنا.
بالعودة لألغاء الحظر المفروض على العراقيين بالسفر لأمريكا ،نجد إنه رسالة أمريكية من ترامب شخصيا لنا كعراقيين بأننا مرغوب بنا أمريكيا وما علينا سوى أن نرد على هذه الرسالة بأحسن منها ونوطد علاقتنا بأمريكا التي تنتظر منا مبادرات تعزز تحالفنا معها،على من يصنع السياسة في العراق أن ينظر للأمر من زوايا عديدة أولها إن الشعب العراقي يحتاج أن يعيش بإمان وأن تكون هنالك تنمية وإزدهار في دولته ،وأن يتم إعمار المدن التي دمرتها قوى الإرهاب المدعومة من دول الجوار وما بعد الجوار، نحن نحتاج لأن نعزز التحالف الستراتيجي مع واشنطن وأن نصبح مثل كوريا واليابان والأمارات والسعودية والكويت والبحرين وقطر، وهذه الدول العربية لديها علاقات(عسلية) مع واشنطن لكنها تسعى لأن تحرمنا من هذه العلاقات لأسباب عديدة أبرزها بالتأكيد إنها تخشى عراق قوي إقتصاديا وفكريا وإجتماعيا،وهذه الدول لديها علاقات متينة مع إيران لكنها لا تريد أن تكون علاقتنا بإيران قوية، لهذا نحن في منطقة صراع هذه الدول التي لا تختلف فيما بينها لكنها تختلف أمامنا فقط وتظهر العداء لبعضها البعض أمامنا فقط ، لكنها في الواقع متفقة على أشياء كثيرة بدليل إنها لا تصطدم مع بعضها البعض وتترك التصادم لنا فقط أي إننا نتصادم فيما بيننا من أجلهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمريكا تزود أوكرانيا بسلاح قوي سرًا لمواجهة روسيا.. هل يغير


.. مصادر طبية: مقتل 66 وإصابة 138 آخرين في غزة خلال الساعات الـ




.. السلطات الروسية تحتجز موظفا في وزارة الدفاع في قضية رشوة | #


.. مراسلنا: غارات جوية إسرائيلية على بلدتي مارون الراس وطيرحرفا




.. جهود دولية وإقليمية حثيثة لوقف إطلاق النار في غزة | #رادار