الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سأمشي في الشارع عاريا

عطا مناع

2017 / 3 / 7
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


هذيان، لا بل انه الانفصام، ماذا يعني ان تعيش ألانفصام الانفصام ان تكون الشيء وضده، وبتبسيط ان تكون ابو الخيزان على سن ورمح، بمعنى ان تخصى وطنيا ً وتكون وطنياً، وهذا حالنا او حالي في مرحلة نجحت في اخصاءنا ونكابر.

ان نعترف بالحقيقة يعني اننا نتجاوز الاجترار، والاجترار سمة تلازم الخراف والبقر والجمال وبعض الحيوانات التي تعيد هضم ما تأكله، ويعرف علم النفس الاجترار بالتفكير السلبي ويأتي على شكل سؤال مثل ماذا لو.

ما بين الهذيان وفن الاخصاء والاجترار تضيع الحقيقه، والحقيقة تشكل البوصله، والبوصلة متقلبه، وان تكون البوصله متقلبه يعني اننا نعيش زمن النخب التي عرتها المرحله، ولكن كيف عرتنا المرحله ؟؟؟ نحن مع وضد !!! مع الواقع المعاش وضده !!! مع المقاومه وضدها !!! مع بساطاء الشعب وضدهم !!! لم يكتب التاريخ ان نخب المثقفين احتقرت الشعب الا عدنا !!! ولم يسجل التاريخ البشري ان قيادة تاجرت بدماء شعبها إلا عندنا !!!

هذا كلام ثقيل على العقل والقلب، وليكن، لاحظوا اننا نعيش زمن التعريه، ولو دققنا في واقعنا لأدركنا اننا نغرق في العري، العري الوطني والاجتماعي، وعرينا من طراز غريب عجيب، عري فاقد للبوصله، لكن هل تآلفنا مع ألعري جوابي نعم كبيره، كيف ؟؟؟؟

الاحداث تعصف بنا، نحن نمشي كما شاءت الريح، لا بوصله ولا شراع، لا بل هي زحمة الاشرعة الباليه، ولكن كيف فقدنا البوصله ؟؟؟ اسئله كثيرة تنزل كما المطرقة على رؤوسنا، القيق مضرب عن الطعام ؟؟؟ هوس محبوب العرب الذي دفع بنا للجنون المؤقت !!!! استشهاد باسل الاعرج.

يا باسل الاعرج حملناك اكثر مما تحتمل، في سويعات نظمنا بك القصائد وأجمل الكلام، كأننا نقتلك مرتين، كذابون نحن يا باسل، لا تصدقنا، نحن كما القهوة ننتفض للحظات، ونحن اتقنا فن الاجترار، من نحن ؟؟؟ نحن يا باسل لا تنطبق علينا صفة النحن، يجلس الواحد فينا وراء مكتبه و يمارس ثقافة الوعظ الثوري، وهل يتقن المخصيون إلا فن الوعظ الثوري.

الوعظ الثوري شكل من اشكال الدفاع عن الذاتي، لكنه بدائي، مكشوف، عاري من اخمص القدم حتى الرأس، ما عاد ممكنا إلا ان نعترف بالحقيقه، كلنا سلطه، كلنا تنسيق امني، كلنا فاسدون، كلنا موتى بلا قبور رفضنا حتى دود الارض، وما حاجة دود الارض بنا، نحن دود الارض، نأكل ونؤكل، تنبعث منا روائح الموتى، عراة نحن امام انفسنا، نفتش عن بطل ولسان حالنا كما المصريين القدماء الذين يلقوا اجمل ما لديهم في النيل ليفيض خيراً وبركه.

ما العمل وكلنا عراة، اعلامنا عاري وتفوح منه رائحة نتنه، سلطتنا عارية تقتل القتيل وتمشي في جنازته، مؤسساتنا اتقنت نشر ثقافة العري وفي المصائب تقف على يسار الذي كان يساراً، حالنا كما الجيف المنتشرة في صحراء التيه والهزيمة، وما تبقى منا يؤكد عرينا، القيق يعرينا كل يوم جوع، الاعرج ومن سبقوه يعرينا، صمتنا على الفساد يعرينا، ديماغوجيتنا تعرينا، البرامج الفنية المتسورده تعرينا، ديمقراطيتنا الكاذبه تعرينا، كل ما يحيط بنا يعرينا ونعتقد اننا اصل الفضيلة ومركز الكون وما نحن إلا فطعان سلمت امرها لمرياع خلق منا مجموعات تمشي في الشارع عارية، انه العري الذي تمنعنا نرجسيتنا المفتعله من الاعتراف به، لكن اذا سئلت من يراقبونا سيقولون لك انكم عراة من رؤوسكم الى اخمص اقدامكم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين في باريس خلال عيد العمال.. وفلس


.. على خلفية احتجاجات داعمة لفلسطين.. مواجهات بين الشرطة وطلاب




.. الاحتجاجات ضد -القانون الروسي-.. بوريل ينتقد عنف الشرطة ضد ا


.. قصة مبنى هاميلتون التاريخي الذي سيطر عليه الطلبة المحتجون في




.. الشرطة تمنع متظاهرين من الوصول إلى تقسيم في تركيا.. ما القصة