الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقهى -الشابندر- بين الأمس واليوم

ستار الجودة

2017 / 3 / 7
الادب والفن



لأننا شعب نحب الحياة ,ولا نستسيغ طعم الخراب والحروب, نؤمن بقدرتنا بتغير القبح الى جميل, و اللاشيء الى شيأ, وتغير ماكينة الحروب وثكنات القمع الى منتديات للثقافة والأدب, ولا نتلذذ طعم رغيف الخبز الا ان يعجن بملح الثقافة, تستهوينا وتدغدغ مشاعرنا الأماكن التي تحمل عبق التاريخ والأحداث وأنفاس الأسماء المحفورة بالذاكرة, فمن لا يعرف ملوك العراق وساسته" فيصل الاول وغازي وفيصل الثاني", والباشا نوري السعيد,والزعيم عبد الكريم,ومن لا يعرف, الجواهري, والسياب, والبصير, ومن لا يتذكر او لم يقراء الأحداث التي عصفت بالعراق أبان فترة الاحتلال العثماني وعهد الملوك, والجمهورية, وما بعدها, كل هذه التفاصيل تجدها في ثنايا " مقهى الشابندر" هذا المقهى الذي يشكل مع بناية" القشلة" ثنائية دجلة والفرات ,المقام العراق والمربعات, وجانبي بغداد الكرخ والرصافة.
فلمجرد ان تقهقر الاحتلال العثماني وبانت عليه علامات الضعف, في بداية القرن التاسع عشر. حول مزاج الشارع البغدادي, المخبز الذي كان يزود الجيش العثماني المتواجد في "القشلة" الى مطبعة سميت الزوراء,. ومن ثم الى مقهى سميت" الشابندر" نسبة الى أسرة الشابندر,وكانت بمثابة منتدى (ادبي, ثقافي, سياسي,اجتماعي) يَتجمع بها السياسيين والمثقفين, والتجار, وأخيار القوم, والبسطاء" ", تأسست عام 1917 الى يومنا.
كانت بمثابة شاهد على الأحداث التي عصفت بالعراق ,منها انطلقت تظاهرة ضد معاهدة بورتسموث1948 , واستمرت بالعطاء,شهدت الثورات و الانقلابات,والاحتلال الجديد , وحصلت على نصيبها كباقي مدن العراق في السنوات العجاف, وطالتها يد الإرهاب الأسود في عام 2007 ,لطمس هويتها الثقافة, جرحت لكنها لم تموت, وبقين شامخة شموخ نخيل العراق, وعادت ولبست حلتها الجديدة, فاتحة جناحيها كطائر النورس الأبيض تستقبل عبق الثقافة وشعر ابو الطيب والجواهري.ومجادلات المثقفين من كلا الجنسين, وتحمل في ثناياها , عطر أنفاس الملوك والقادة, والساسة, والمثقفين والأدباء والشعراء,لا تكتمل زيارة المتنبي, الا بالمرور بمقهى الشابندر, وتعيش لحظات الضجيج الثقافي , فما عليك الا ان تسترخي وتشرب قدح الشاي وتغمض عينيك, لتستعيد مسلسل الأحداث. اليوم بمثابة المتن الادبي الذي يحمل المقدمة والمتن ولم تضع الخاتمه








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا


.. صباح العربية | الفنان السعودي سعود أحمد يكشف سر حبه للراحل ط




.. فيلم تسجيلي عن مجمع هاير مصر للصناعات الإلكترونية


.. جبهة الخلاص الوطني تصف الانتخابات الرئاسية بالمسرحية في تونس




.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل