الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ايها المعدمون : ضاعت أحلامكم

صبيحة شبر

2006 / 1 / 18
حقوق الانسان


تعيش باطمئنان عجيب ، تناضل بإصرار ، تتحمل الصعاب باسما بترحاب مثير للدهشة، تعلو البسمة ثغرك بعد كل انهزام ، تتعب ويطول تعبك ، وإذا ما أراد أقرانك التخفيف من غلواء التعب أبعدوك عن دهنهم ، أنت العاشق المتيم بالشقاء ، الم تسمع مرارا : طوبى لمن تحمل الأثقال باسما راضيا ، مقتنعا انه بعد عبوس طويل مستمر ، يأتي ضياء وهاج ، يناديك الصحاب مستبشرين انك ستلبي النداء حين يلوح الشقاء بالأفق ، الم تسمع مرارا رحمة الله لمن بات مظلوما ولم ينم ظالما ، تستمريء هذا الحرمان ، ان الله سيكافيء المحرومين المتعبين ، وسوف يقرب مجلسهم الى الصفوة المختارة من البشر ، مع الأنبياء والصديقين ، تطول بك الفرحة ، تعرض الابتسامة ، وتكبرعلى محياك ، انك لم تدرك مرادك في العاجلة ، وانك حتما ستلج ،مكانا لا يصله الا المقربون ، لم تقرب الإثم قي حياتك ، ولم تنظر عيناك إلى ما في أياد الغير من البشر ، لم تغتب أحدا ، لم تشك ، لم تتذمر ، لم يرتفع صوت لك معبرا عن الألم وفقدان الحيلة ، وعدم الرضا ، عشت حياتك قانعا ، راضيا ، قد قسم الله لك الرزق ، وحياك وجها جميلا وعينين تبصران ما حوليهما ويدين ترفع بهما ما ثقل وزنه من الأشياء ، ولسان لا يبوح الا بما يراد منه ، وما يطلب أولو الأمر ، الم تنص الأديان على طاعة أولياء الأمور ، وأنت طوال عمرك المهدود والذي لم يسمع لك صوت ما استطعت إغضاب احد من أولياء الأمور ، وكيف تستطيع ان تفعل وهم أولو نعمتك ، والحافظين عليك أمورك ، والمتفضلين عليك بأشياء لايمكن حصرها ، تكدح أنت طوال النهار ، ولا تجد الا رغيفا بلا شيء يمكنك ان تسد به ، غلواء الجوع ، وأنت تشتهي وتتمنى ، أليست النفس أمارة بالسوء يا صاحبي ، وقد زينت لك ان تشتهي ما طاب لك من ألوان الاطايب ، وأنوعها ، وتتمنى ، وتواصل الكدح معللا النفس انه سيأتي يوم وتبتسم الدنيا لك بعد عبوس طويل ، الم يقولوا يوم لنا ويوم علينا ، وقد قضيت العمر كله والدهر كله عليك ، من تصارع ؟ ومن بمقدورك أن تقاوم ، وأنت ضعيف الحيلة ، لاتملك من الأمور شيئا ولست بالعير ولا النفير ، تؤجل المطالبة بحقوقك الى حين ، عندما ترى ان الأمور قد استتبت ، ولكن هيهات ، كل من تعلم على الاستكانة شاب عليها ، وكل من واصل المطالبة بحقوقه ، استطاع الحصول عليها ، وأنت يا صديقي قد جني عليك ، أفهموك انه سيأتي يومك الذي يبسم في وجهك ، وستولي أيام المعاناة والفقر والعوز إلى غير رجعة ، وإذا بك تدرك ،و بعد فوات الأوان أن الساكت عن حقه ضاع حقه ، وانك ستقضي العمر كله خانعا راضيا بما تركه لك أولو الامر من الفتات ، الم تعرف ان الدنيا نضال لا هوادة فيه ، وان من سكت عن حقه عاش محروما من ابسط الأمور ، ولم يستطع إشباع حاجاته الضرورية ،من مأكل لذيذ ، وملبس أنيق ، ومشرب يروي الظمآن ، ومسكن تستطيع ان تتحرك به بحرية ،،، وليس كالقفص الذي تسجن به الطيور ،،، وتمنعها من التغريد
ضاع حقك يا صاحبي حين صدقت دعواهم ، انك حين تصمت تأتيك حقوقك على طبق من ذهب ، ويستجاب الى كل ما تتمنى ، وتصل الى ما كنت ترجوه طوال عمرك الضائع سدى ، والذي لم يبدأ بعد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اللاجئون السودانيون يعيشون واقعا بائسا في أوغندا.. ما القصة؟


.. صور أقمار صناعية تُظهر إخلاء خيام النازحين من المنطقة الإنسا




.. جوع وعطش وتكدس نفايات.. الوضع الإنساني يزداد مأساوية في جبال


.. السفيرة مشيرة خطاب رئيسة المجلس القومي لحقوق الإنسان في حوار




.. رئيسة المجلس القومي لحقوق الإنسان: القطاع الخاص مطمئن أن حقو