الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تدهور الأوضاع المعيشية والأمنية للمواطنين في ظل التهديد بالحرب

عبدالله صالح
(Abdullah Salih)

2003 / 2 / 16
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


                                                      
                                                                   

هاجس الحرب ونتائجها المدمرة بات الشغل الشاغل للمواطن في العراق وفي كردستان، فبعد تفاقم الأوضاع واقتراب موعد اندلاع الحرب الأمريكية على العراق، سارت الأوضاع من سيء إلى أسؤ، وهي في تدهور مستمر. تفيد الأنباء الواردة من المناطق الخاضعة للسلطة البعثية بان الفتية من أعمار 13-17 يؤخذون بالقوة إلى أماكن غير معلومة، وقد تسربت أنباء من داخل الأجهزة القمعية للنظام بان هؤلاء سيوضعون كدروع بشرية في النقاط التي من المحتمل أن تستهدفها الغارات أو الصواريخ الأمريكية، هذه السياسة القمعية للنظام دفعت بالكثير من العوائل إلى منع أولادهم من الذهاب إلى المدارس أو إرسالهم إلى مناطق أكثر أمنا.  وفي خبر آخر أبلغت السلطات البعثية جميع المواطنين بالبقاء داخل البيوت عند إطلاق أول شرارة للحرب ومن يشاهد في الشوارع والأزقة سوف يعامل كعدو وسوف يقتل وذلك تحسبا لانطلاق أية مظاهرات أو تحركات جماهيرية.

أما في كردستان وفي ظل تجاهل الأحزاب القومية الكردية الحاكمة لمخاطر الحرب أو لهجوم السلطة البعثية بات الخوف والهلع يدب في صفوف المواطنين، فمنهم من يخزن المواد الغذائية ومنهم من يستأجرغرفا أو بيوتا في القرى والمدن الواقعة قرب الحدود ومنهم من غادر بالفعل المدن الكبيرة هربا من هذه الأوضاع وبات ينتظر المصير المجهول.
الأحزاب القومية الحاكمة في كردستان وكعادتها تنصلت من كل مسؤولية إزاء هذه الأوضاع،
 ففي الوقت الذي هيأت حتى الدول المتاخمة لحدود العراق نوعا من الاستعداد في صفوف السكان  لمواجهة المخاطر الناجمة عن الحرب، لم تتحرك هذه الأحزاب بطبيعة الحال في هذا الاتجاه، وحتى وسائل إعلامها لا تبرز هذه الحالة ولا تعيرها أي اهتمام وهو ما زاد من قلق السكان  على مصيرهم في ظل سلطة لا تبالي بما سيحدث لهم، بل على العكس من ذلك وفي ظل هذه الظروف تبادر هذه السلطة إلى تحميل المواطن عبُ الوضع الاقتصادي المتدهور أصلا بسنها قرارات تقضي بصرف الرواتب بالدولار في ظل الانخفاض الكبير لسعره في السوق، وتسارع إلى الوقوف بوجه الحركات الاعتراضية ضد سياساتها كاعتراض الباعة المتجولين في السليمانية وإضراب طلاب جامعة صلاح الدين في اربيل.
في هذه الأثناء بادر الحزب الشيوعي العمالي العراقي إلى التوجه نحو الجماهير وعقد لقاءات مباشرة معها وإصدار العديد من البيانات لوضع المواطن في الصورة لما يجري على الساحة والنتائج الوخيمة جراء مماشاة ومسايرة الأحزاب القومية الكردية للسياسة الأمريكية الهادفة لفرض الهيمنة لا على العراق فحسب بل، وعلى المنطقة والعالم، فقد تضمنت بيانات الحزب دعوة المواطنين إلى مساعدة بعضهم بعضا واستعداد الحزب للوقوف إلى جانب الجماهير في محنتهم ووضع كافة امكانات الحزب لمساعدة ونجدة المحتاجين، وفي هذا الاتجاه أقام كل من ( ناسك احمد وطاهر حسن وكازاو جمال ) أعضاء المكتب السياسي للحزب ندوة جماهيرية مفتوحة في حديقة آزادى في السليمانية وفي موقع المنبر الحر شرحوا خلالها أبعاد الحرب المتوقعة وتنصل الأحزاب الحاكمة في كردستان من مسئوليتها وضرورة الالتفاف حول راية مناهضة الحرب التي يرفعها الحزب الشيوعي العمالي العراقي مع الملايين من الأحرار في شتى أرجاء العالم. وفي هذا السياق أيضا أصدر كل من طاهر حسن وزمناكو عزيز عضوا المكتب السياسي للحزب بيانات شخصية، وأصدرت المنظمة المستقلة للنساء كذلك بيانا بهذا الخصوص نددت فيه بالتهديدات الأمريكية وطالبت الجماهير بالوقوف مع صفوف الملايين من أحرار العالم لمنع وقوع هذه الحرب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تعرف على تفاصيل كمين جباليا الذي أعلنت القسام فيه عن قتل وأس


.. قراءة عسكرية.. منظمة إسرائيلية تكشف عن أن عدد جرحى الاحتلال




.. المتحدث العسكري باسم أنصار الله: العمليات حققت أهدافها وكانت


.. ماذا تعرف عن طائرة -هرميس 900- التي أعلن حزب الله إسقاطها




.. استهداف قوات الاحتلال بعبوة ناسفة محلية الصنع في مخيم بلاطة