الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تضحيات كوردستان في مهب رياح الخلافات

واثق الجابري

2017 / 3 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


عدة قراءات من سيطرة البشمركة على نفط كركوك؛ أهمها صراعات نفوذ كوردية؛ بعد عقود من النضال، ومرور 26 عام على الإنتفاضة الكوردية على حكم البعث، ولكن الأوضاع السياسية والإقتصادية ما تزال دون مستوى المطلوب، ومعظم البناءات السياسية؛ بددت الثروات تحت مسمى أقليم كوردستان وأسس الدولة الكوردية.
أستخدمت القوى الكوردية شعارها العريض بأسم دولة كوردستان، ومنه مآخذ لكسب أصوات مواطني الأقليم، والضغط على حكومة المركز والقوى السياسية.
ناضل الشعب الكوردي عشرات السنين؛ للتخلص من الدكتاتورية؛ لأجل حكم نفسه بنفسه، وقدم مئات آلاف الشهداء؛ ليجعل شعارات الثورات حقائق تحكم أرض الواقع، ويحكم المناضلون بعدالة لتعويض سنوات الإضطهاد والعنصرية، وقدموا الشباب والمدن والمال وكل ما يملك معظمهم؛ لنيل طموحهم الأنبل والحرية بعد أن توزعت مقابرهم الجماعية على أرض العراق في أماكن مجهولة، ومن بين أبشع الجرائم؛ ضرب حلبجة بالمواد الكيمياوية وجريمة الأنفال التي راح ضحيتها ما يقارب 180 ألف مواطن كوردي.
تلاشت الأحلام العريضة؛ ب مجرد مرور العراق بأزمة إقتصادية، وإبرامها مع المركز أتفاقاً يُلزمها دفع مستحقات تصدير 550 ألف برميل يومياً؛ مقابل نسبة 17% من الموازنة، ووضعت القوى الكوردية الحاكمة في الأقليم؛ على محك تحقيق أحلام الإنتفاضات، والغد الأفضل بمجتمع تسوده العدالة والحرية والإزدهار الإجتماعي والاقتصادي، وغطت الخلافات مع حكومة المركز وتلويح الإقليم بالإنفصال؛ على كثير من الصراعات الكوردية؛ المنافية لقدسية دماء الشعب الكوردي، وصار مضرب سخرية أن رفقاء النضال ضد السلطة المستبدة؛ تحولوا مستبدين يتصارعون ويتسابقون على السلطة وخرق الدستور و ولم تهدف التضحيات لإناء طبقة سياسية وزيادهم نفوذههم.
إن إندلاع انتفاضة الكورد في الخامس من آذار عام 1991م؛ في مدينة رانية التابعة للسليمانية، وإمتدت الى كل مدن كوردستان، وفي العشرين من نفس الشهر تم السيطرة على مناطق مهمة من كركوك، وإنتخاب برلمان في 19-5- 1992م وحكومة أخذت على عاتقها ادارة الاقليم الى اليوم؛ لشعب لا يروم الإنفصال عن وطنه الأم، وتلمس المواطن الكوردي فشل أحزابه وعدم وفائها بالوعود، وكأن شعارات كتلك التي يطلقوها قبيل الإنتخابات، وما هي ألاّ ذرّ رماد في عيون ابكاها الماضي وتطارد سراب الحاضر.
مواطنوا الأقليم لا يجدون تطبيق للشعارات الرنانة، وأمام أنظارهم واقع إقتصادي متراجع، وصراع علني بين قواهم السياسية.
الإنقسام بين القوى الكوردية لن يكون بصالحها قبل ان يكون بصالح العراق، وما التنافس على نفط كركوك؛ إلاّ جزء من صراعات خفية على النفوذ والثروة والسلطة، ولكنها حسنة أوضحت للرأي العام الكوردي؛ أن نظرية الإنفصال ستفضي الى صراعات داخلية، ويعزز نظرية مستقبل العراق الموحد، ولا قوة مكون يستطيع العيش لوحده، وستفجر التقسيمات الى صراع داخل أيّ مكون يفكر بذلك، وما الإنتفاضات والثورات؛ إلاّ دماء ذهبت أدراج رياح التنافس الحزبي المشوب بعدوى الإستبداد والدكتاتوريات، التي حاربها العراقيون من جنوبهم الى شمالهم دون التفكير بالأنانية لقومية او مذهب، وبذلك السياسة الكوردية؛ ضربت الشعارات عرض الحائط؛ كحال بعض القوى ومن جميع المكونات، التي رمت مبادئها جانباً، وتوجهت لإنشاء أمبراطوريات لنفسها على حساب مصلحة العراق الموحد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رغم تحذيرات الحكومة من تلوث مياهها... شواطئ مغربية تعج بالمص


.. كأس أمم أوروبا: فرنسا تسعى لتأكيد تفوقها أمام بلجيكا في ثمن




.. بوليتيكو: ماكرون قد يدفع ثمن رهاناته على الانتخابات التشريعي


.. ردود الفعل على قرار الإفراج عن مدير مجمع الشفاء الدكتور محمد




.. موقع ناشونال إنترست: السيناريوهات المطروحة بين حزب الله وإسر