الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نحن نكذب ..؟!!

عادل مرزوق الجمري

2006 / 1 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


واهم، ذلك الذي يعتقد أن أي من السيناريوهات السياسية التقليدية قادر على إيقاف عجلة الزحف الأمريكي. هو زحف إمبراطوري في دورة الوصول للقمة، تدعمه ولأول مرة في التاريخ عوامل ثقافية واقتصادية تتكامل في تمثل تاريخي فريد من نوعه. لهذه الدورة منحنى هبوط، لا أجد تباشيره حتى الآن ظاهرة.
النظام العالمي الجديد لا يفترض "منطق السياسة"، بقدر ما هو مزيج من التعقل السياسي المرتبط بمفهوم السوق الإقتصادي وثقافة الاستهلاك والسلعة. ما يتطلبه السوق هو بالضرورة نتائج منطقية. وتدعم عجلة الإقتصاد حيوية المجتمع وأمنه، ولنا أن نصير جزئية "الأمن" كأولوية معتبرة، على ما يطلق عليه بعسكرة الإقتصاد.
الأمن ضرورة للسوق، والسوق ضرورة السياسة، أما ما يتبقى، فهو زوائد الصورة، والصورة دائماً هي في منطقة اللامرئي من الألوان المستترة خادعة. وللكلاسيكية السياسية أن تنتحر أو أن تفعل ما تشاء. لا مشكلة.
أقلام عدة، راهنت على أن الأمريكيين لن يدخلوا العراق، وأقلام أخرى راهنت على إنسحاب سريع، وهي نفسها الأقلام التي روجت أن دمشق هي في منعة من الأمريكيين، وهي ذاتها اليوم تكتب بخوف يكاد يخنقها أن المشهد السياسي السوري محدود التطور. الغريب أن هذه الأقلام لا تريد أن تعي ولو لمرة واحدة حقيقة المرحلة ومعادلاتها، وهي على هذه الحال مسروقة الذهن، ضيقة المداد والتطلع والفهم في آن معاً.
ثمة هوس جميل في الإعلام والتحليل السياسي، وهو انك حين تكتب الحقيقة، وحين تعرف وتكتب أن الأمريكيين قوة لا يستطيع أحد التصدي لها، فإنك بذلك تتعرى سياسياً، وانك ... "تأتي سلسلة الشتائم المأثورة".
هل هو صعب إلى هذا الحد أن تصف اللون الأحمر بالأحمر، وأن تعرف الأسد بالأسد، نعم. بمعنى أوضح، ثمة شرط إعلامي سياسي تاريخي بأن يكون الإعلامي أو السياسي مصاباً بعمى الألوان حتى يكون كاتباً بارعاً و سياسياً محنكاً!!. تقتضي "أدبيات السوق" الإعلامي أن تكتب الحماقات، فترضى عنك عقول كبلتها سنين من ثقافة الإعلام الكاذب.
وكما أن للسياسي حق "الكذب"، فإن للإعلامي حقه في ذلك أيضاً، إلا أن سلسلة الكذب الطويلة أصبحت إرثاً ثقيلاً نسبياً على كاهل بعض الإعلاميين، أو أنهم وصلوا إلى مقام رفيع بين الناس، فلم يعد من المقبول أن ترجع عقارب الساعة إلى الوراء.هل يقف إعلامي "قومجي" ليقول ذات يوم، "حسناً.. كنت أحمقاً.. كل ما كتبته كان هراء!!"
حين طالب بعض الإعلاميين العرب من عميد الإعلام العربي "هيكل" تقديم اعتذار رسمي للأمة العربية على ما خدع به المصريين والناس فترة ناصريته المتشددة، إتجه البعض إلى أن هذه المطالبات هي مجرد "هراء"، لنا أن نعتبر أن المطالبة هي مجرد دعابة إعلامية، إلا أن المشكلة هي أن لا يدرك الأستاذ "هيكل" فعلياً أنه كان بالفعل يقوم بخداع الناس بشكل متعمد، أما إن كان مقتنعاً بما قال وكتب، فإن مجرد المطالبة بإعتذاره كان نوعاً من الحماقة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السياسة الفرنسية تدخل على خط الاحتجاجات الطلابية


.. روسيا تزيد تسليح قواتها ردا على الدعم الغربي لكييف | #غرفة_ا




.. طهران.. مفاوضات سرية لشراء 300 طن من اليورانيوم | #غرفة_الأخ


.. الرياض تسعى للفصل بين التطبيع والاتفاق مع واشنطن | #غرفة_الأ




.. قراءة عسكرية.. صور خاصة للجزيرة تظهر رصد حزب الله مواقع الجي