الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الغرب على مفترق الطرق والمسألة الحضارية الغربية بين يدي الولايات المتحدة.

زهير دحمور
باحث

2017 / 3 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


8-3-2017
الغرب على مفترق الطرق والمسألة الحضارية الغربية بين يدي الولايات المتحدة.
زهير دحمور
بين ذروة التاريخ الفوكويامية والصدام الحضاري الهنتغتوني حالة من فوبيا المستقبل التي تفرض على الانسان المعاصر إعادة التفكير في العودة إلى البيئة الطبيعية المادية التي تستدعي قانون البقاء للأقوى أو بالأحرى الغرق في دوامة الصراع من أجل البقاء مجتازا بذلك كل الأشواط التي قضاها ساقطا سقوطا حرا على أرض لا يدري بنيتها التكوينية، وبالتالي فسلامة هذا الإنسان المعاصر مبنية على طبيعة القاعدة التي بنى عليها مشروعه الحداثي.
لا ننكر فضل الحداثة وبكل ما جاءت به مستحدثات على مستوى التفكير والتقنية، وهي على أية حال سمة حضارية امتازت بها حقبة ما بعد النهضة الأوروبية لا تستدعي بالضرورة أحقيتها في الأزلية المطلقة على أرض الواقع، غير أن الإفراط في تصويرها مثاليا والتستر على سلبياتها بمنجزاتها المادية هو من قبيل التستر على المجنون ببذلة وربطة عنق، والواقع والتاريخ يفرضان بمبدأي الغائية والعدمية -رغم تناقضهما- أن تحمل الحضارة عوامل سقوطها ضمن عوامل قيامها.
مرحلة السقوط هي مرحلة متوقعة في حقيقة الأمر من خلال السرعة المفرطة التي يجتاز بها هذا العالم مساره الذي يبحث فيه على سبل التحديث دون أدنى التفات إلى جوهره وغايته، وبهذا فإن استهلاك كل القوى الإنسانية في التحديث سيساهم إلى حد ما في عدم تأسيس منظومات بديلة قابلة لإعطاء دافع القيام من جديد، وبالتالي فإن المعطيات الحضارية والثقافية الشرقية ستكون بلا شك الخيار الشعبوي الذي يفرض نفسه موازاة بالقطيعة الحتمية مع كل أشكال الثقافة الغربية.
دوام الحال من المحال كما يقول المثل الشعبي لأن ديمقراطية الكون تفرض التداول الحضاري على كرسي الزعامة وهذا يمكن قراءته خلدونيا باعتبار تحول العالم إلى قرية.
في الأخير أرى أنه من الصعب جدا التنبؤ بالمستقبل القريب للعالم وأصعب منه إعطاء أحكام مسبقة في واقع يترنح بين خطي نقيض، إلا أن مجيء ترامب هو دلالة واضحة لإعداد صناع القرار الأمريكي لسياسة جديدة ربما تكون أكثر جرأة من سابقاتها؛ فاستئصال جماعة عرقية وثقافية معينة من داخل أمريكا هو حسب رأيي على الأقل توفير ظروف أمنية داخلية تمهيدا للدخول في صراع أشرس قد يضرب بمصداقيتها عرض الحائط نتيجة الخطاب المباشر المُحضَّر له، وهذا ما يجعل الغرب يعيش حالة الفوضى بسبب تناقض الغايات السياسية للزعماء مع المشروع الحداثي الإنساني الذي تحاول الشعوب الغربية الترويج له وتبنِّيه.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصدر أمني: ضربة إسرائيلية أصابت مبنى تديره قوات الأمن السوري


.. طائفة -الحريديم- تغلق طريقًا احتجاجًا على قانون التجنيد قرب




.. في اليوم العالمي لحرية الصحافة.. صحفيون من غزة يتحدثون عن تج


.. جائزة -حرية الصحافة- لجميع الفلسطينيين في غزة




.. الجيش الإسرائيلي.. سلسلة تعيينات جديدة على مستوى القيادة